نجحت لجنة التحقيق بتوصيف الاحداث واجمالها والخروج بتوصيات محددة ذات طابع اجرائي ووقائي، كسر معه دورة الاحباط التي نعيش واعطى لنا املا بان مسار الانعتاق والتحرر من الظلم لا عنوان له الا الوحدة ولا ندا لنا الا الاحتلال. تستعيد الجامعة وحركتها الطلابية روح جامعة الحصار والانتصار عندما حوصرت في العام 1992 من قبل الاحتلال لمدة 5 ايام متتالية دون ان تستلم لتهديدات المحتل وعنجهيته، فكان الطلبة مع الجامعة مع المؤسسات الوطنية في الوطن جسما واحدا موحدا ، وتم ابعاد كل من عبد الله داوود والذي استشهد لاحقا وبلال دويكات وناصر عويص الذي يقضي حكما مؤبدا مع ماجد المصري ومحمد تيم وياسر البدوي الذي استشهد في انتفاضة الاقصى وكلهم من حركة الشبيبة الطلابية، وعلى ما يبدو فان بيان حركة فتح في محافظة نابلس يعكس حالة من التجاذب في طريقة التعامل مع الاحداث وينذر بان الازمة قد تستمر وعليه نعتقد ان على حركة فتح ان تقوم بمراجعة تفسيرها للاحداث ودعم موقف الشبيبة الطلابية في الجامعة والذي جاء مشرفا ومتفقا مع المصالح الطلابية،سيما وان حركة فتح في اقليم نابلس قادت في الاونة الاخيرة مسار عمل نضالي مشرف خلال المواجهات التي اندلعت وما زالت مع المستوطنين في بلدة برقة وبيتا وغيرها من المواقع.
ما حصل في جامعة النجاح كان نكسة خشينا انها قاصمة ماحقة، فاذا هي تتحول الى فرصة للوحدة ودرس لكل المتربصين بالجامعة ومكانتها وتاريخها ووحدة الحركة الطلابية فيها، فانتصرت الجامعة لطلابها وتاريخها وارثها الوطني العابر للفصائل والمتحد مع فلسطين التاريخ والحاضر والمستقبل.
لم يحدث منذ انشاء السلطة الى يومنا هذا ان قامت جهة رسمية او اكاديمية باتخاذ اجراءات حقيقية وسريعة وشفافة تجاه خطأ ارتكب مثلما فعلت جامعة النجاح امام هذا الحدث الاليم. لا نرى انتصار لاحد على احد وانما انتصار للحركة الطلابية وللجامعة ومجلس امنائها وللمجتمع الفلسطيني الذي يحب الجامعة ويراها نبراسا وعنوانا للعلم والعمل الوطني.
امام قرار مجلس الامناء الشجاع وقرارات لجنة التحقيق الموضوعية وموقف الحركة الطلابية الواحد والموحد فاننا نرى انه لا بد من استكمال هذه الصورة المشرقة بعدد من الخطوات:
1. ان يقوم رئيس الامن في الجامعة مع عدد من الموظفين المفصولين بالاعلان رسميا قبول قرارات مجلس الامناء دون تحفظ، حتى لا يتم تجيش من يرغبون باستمرار الازمة وتوسع نطاقها .
2. على مجلس الامناء طلب اجتماع عاجل مع حركة فتح في اقليم نابلس والطلب منه ايضاحات حول البيان، على ان يتم سحبه لما له من تداعيات قد تكون سلبية على مستقبل الجامعة ومكانتها الوطنية والاكاديمية.
3. وقف كل هجوم بحق لجنة التحقيق واعضائها، بل لا بد من توجيه الشكر لهم على هذه الجهود المهنية والموضوعية والسريعة.
4. على مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص والجهات الرسمية والتنظيمية والنقابية في نابلس وفي الوطن دعم قرارات مجلس امناء الجامعة وحماية هذه القرارات والوقوف خلفها بشكل لا ينازعه شك او تردد.
5. على الاخوة الذين تم ابعادهم من جامعة النجاح اثناء الحصار ممن بقوا احياء وبصفتهم اعضاء في الشبيبة في ذاك الوقت التوجه بنداء عاجل وتدخل مباشر لدعم قرارات مجلس الامناء لما لهم من قيمة معنوية ووطنية في الجامعة وبيئتها الحاضنة.
6. على الجهات الاعلامية والمواقع الاخبارية ونقابة الصحفين دعم هذه القرارات وتوفير بيئة اعلامية حاضنة لروح قرارات مجلس امناء الجامعة لحماية الجامعة ومستقبلها ودعم الحركة الطلابية واحدة وموحدة.
7. على الحركة الطلابية في الجامعات تشكيل جسم نقابي موحد ومتنوع لصياغة ميثاق عمل وطني مشترك حول اسس العمل الوطني داخل الجامعات ومن الممكن للمؤسسات ذات الصلة من المجتمع المدني او المنابر الاعلامية ان تبادر الى بلورة مثل هكذا توجه حتى نبني حوكمة على الصعيد الوطني في التعامل مع الهموم الطلابية وفقا لخصوصية كل جامعة او معهد او كلية او مؤسسة تعليم عالي في فلسطين.
8. الابتعاد في البيانات الطلابية او الحزبية عن استخدام تعابير الانتصار والهزيمة حيث ان لا انتصار الا على الاحتلال واعوانه،فلتكن لغة الانتصار للجامعة وثقافة التنوع وقبول الاخر على طريق التحرر والانعتاق من الاحتلال وتعزيز قيم العدالة والانصاف والانتخابات كوسيلة وحيدة للمشروعية في تمثيل الطلاب والبحث عن ارضية عمل نقابي واكاديمي حر فحركة حماس او اليسار لم ينتصر ولا فتح هزمت، الجامعة انتصرت للحق وللعدالة ولبيئة جامعية خالية من العنف والقمع وكفى .
الاحتلال اراد ان تكون احداث جامعة النجاح بوابة لاقتتال فلسطيني داخلي تحت اسباب قد يراها البعض مبررة ولا نراها الا بوابة لفتنه ان فتحت سيخسر بها الجميع ويكسب المحتل واعوانه، فهل بدأت ساعة الانتصار للقيم المشتركة والبحث عن مصالحنا الوطنية دون الفئوية، وهل للمسئولين في الجامعات والمؤسسات العامة ان ياخذوا من تجربة جامعة النجاح نموذج لارساء مبدأ المساءلة والمحاسبة حتى نصبح واثقين ان الخطأ لا يعالج الا بالحكمة وحسن التدبير والحزم كما فعل مجلس امناء جامعة النجاح وكما تحلت الحركة الطلابية بالمسئولية الوطنية تجاه الجامعة ومستقبلها الاكاديمي والمهني والنقابي. حان الوقت للرقابة على حسن تنفيذ ما ورد من قرارات مجلس الامناء والوقاية من اية اعمال مستقبلية قد تهدم او تفرق بين الحركة الطلابية ووجب على كافة الجهات ان تحمي الجامعة وتعزز من مكانتها ولا شيئا غير ذلك.