اطلس: قالت الناشطة السياسية والمدنية آمال خريشة، أن "عدوان الاحتلال فجر اليوم على مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، يشكل منعطفاً جديداً في حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال ضد الفلسطينيات والفلسطينيين في قطاع غزة الصامد، ويشكل تمادياً في التنكر لكافة المواثيق والأعراف القانونية والإنسانية والأخلاقية".
وأضافت خريشة في بيان وصل لوطن نسخة عنه أن هذا التطور الجديد، ما كان ليحدث لولا الصمت الدولي والإقليمي إزاء جرائم الاحتلال، وتماهي بعض القوى الاستعمارية مع رواية الاحتلال، ودعمها السخي للاحتلال ماديا وسياسيا ودبلوماسيا.
وتابعت خريشة "أن هذه الهجمة على مجمع الشفاء الطبي، والذي أخرجه الاحتلال عن الخدمة منذ بداية العدوان، ليس لها هدفا سوى المضي قدما في عمليات قتل الفلسطينيين والفلسطينيات، في تعبير جلي عن العقلية الإجرامية التي تحكم الاحتلال وقادته السياسيين والعسكريين".
وأشارت خريشة أن الهدف الحقيقي لاقتحام مجمع الشفاء، والذي يضم عدداً كبيراً من النازحين والنازحات، هو الإيحاء أن ما من إمكانية أمام أبناء وبنات شعبنا للعودة إلى منازلهم التي هجروا وهجرن منها في محطات سابقة من العدوان المتواصل، وهذا بدوره تعبير جلي عن سياسة التطهير العرقي التي وضعت أسسها الحركة الاستعمارية الصهيونية في العام 1948.
ولفتت خريشة "أن إعلام العدو بكافة مكوناته، يركز منذ فجر اليوم على العملية، ويروج لها باعتبارها مقدمة للنصر، مما سيساهم في خلخلة الرأي العام داخل مجتمع الاحتلال، لصالح مزيد من الدعم للعدوان، وتعزيز النهج المتطرف والإجرامي، كما أن قادة الاحتلال يسعون من خلال الترويج لانتصارات "دونكوشوتية" لإطالة عمر حكومتهم الحالية وقطع الطريق أمام الدعوات لرحيلها، سواء تلك الصادرة من مجموعات داخل دولة الاحتلال نفسه، أو تلك الصادرة عن بعض الزعماء والقوى العالمية".
وأكدت خريشة إن استمرار صمت الأمم المتحدة حيال هذه الجرائم، يضع مصداقية هذه الهيئة على المحك، ويؤكد أنها لا تزال أداةً للتعبير عن مصالح الدول الاستعمارية التي انتصرت في الحرب العالمية الثانية، وأنها تتناقض مع المبادئ السامية التي أنشئت من أجلها، وعلى رأسها تحقيق الأمن والسلام في العالم.
وتابعت خريشة انه مع تصاعد العدوان وتدحرجه من محطة لأخرى أكثر وحشية، فإنه لا بد من العمل على تمتين الجبهة الداخلية الفلسطينية، والعمل فورًا على تشكيل إطار وطني وحدوي شامل لكل القوى الاسلامية المقاومة وكافة الفصائل الوطنية، وبمشاركة قوى وفعاليات مدنية نسوية وشبابية ونقابية، يعمل ضمن منظمة التحرير الفلسطينية، كجبهة وطنية تعبر عن المواقف السياسية والقرار الجمعي على أرضية استراتيجية تحررية للمنظمة ككل، خارج مربع اتفاق أوسلو واستحقاقاته التي ساهمت في فكفكة وإضعاف المنظمة، وادت الى الانقسام الداخلي، لمواجهة التحديات التي تواجهها القضية الوطنية الفلسطينية في ظل تصعيد غير مسبوق للاحتلال الإسرائيلي.