بغداد- أطلس- قتل 26 شخصا على الأقل في سلسة من التفجيرات التي ضربت محافظات ميسان والقادسية وكربلاء، بحسب ما ذكرت مصادر طبية وأمنية.
وقد بلغ التوتر الطائفي في العراق ذروته منذ انسحاب القوات الأمريكية من البلاد قبل أكثر من عام.
وكانت قوات الأمن قد دهمت مخيما للمحتجين السنة الأسبوع الماضي، وقد أثار هذا موجة من العنف على نطاق واسع فتكت بأكثر من 180 شخصا منذ الثلاثاء الماضي.
وانفجرت سيارة متوقفة بالقرب من سوق مزدحم في كربلاء ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل، بينما قتل أربعة آخرون في انفجار وقع بالقرب من ضريح شيعي في المحمودية الواقعة على بعد 30 كم جنوبي بغداد.
ووقع انفجاران في مدينة العمارة مركز محافظة ميسان التي تبعد عن العاصمة بغداد بمسافة 300 كيلومترا، وأوقعا 12 قتيلا على الأقل وأصابا 25 بجروح.
ووقع انفجار آخر في مدينة الديوانية مركز محافظة القادسية - 150 كيلومترا إلى الجنوب من بغداد - وأودى بحياة سبعة أشخاص وإصابة 15 بجروح.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجيرات، ولكن هذا النوع من الهجمات عادة ما يعزى إلى "تنظيم القاعدة" في العراق الذي يطلق على نفسه "دولة العراق الإسلامية".
"تطور خطير"
وتأتي هذه التفجيرات في الوقت الذي أرسلت السلطات في كردستان العراق تعزيزات عسكرية إلى مناطق جديدة في محافظة كركوك، المتنازع عليها بين الحكومة المركزية في بغداد والأكراد، وهي الخطوة التي وصفها ضابط كبير في الجيش العراقي بأنها " محاولة للاستيلاء على حقول النفط".
وقال الفريق علي غيدان مجيد قائد القوات البرية في الجيش العراقي " إنهم يسعون إلى الوصول لحقول النفط في كركوك".
واعتبر مجيد هذه التعزيزات " تطورا خطيرا" وانتهاكا للاتفاق بين حكومة كردستان والحكومة العراقية.
المصالحة الوطنية
في هذه الأثناء، دعا رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي الحكومة إلى الإستقالة وتشكيل حكومة مصغرة بديلة تكون مهمتها اجراء انتخابات تشريعية مبكرة.
وأعلن النجيفي عن مبادرة وجهها إلى كافة رؤساء الأحزاب السياسية تهدف إلى "تكريس المصالحة الوطنية والتداول السلمي للسلطة من اجل تجنيب البلاد شبح الحرب الاهلية والفتن الطائفية".
وتتضمن مبادرة النجيفي بعض النقاط، أولها "تقديم الحكومة الحالية استقالتها وتكليف حكومة مصغرة ومؤقتة من اعضاء مستقلين يحظر عليهم المشاركة في الانتخابات القادمة".
وتنص المبادرة أيضا على "تكليف المفوضية العليا المستقلة للانتخابات التهيئة والتحضير لإجراء انتخابات مبكرة لمجلس النواب" ثم "حل مجلس النواب تمهيدا لاجراء الانتخابات العامة وفسح المجال أمام الشعب لاختيار ممثليه".