اطلس- هناك البعض ممن راهنوا على فشل اجتماع الرئيس الامريكي "اوباما" ورئيس الوزراء الاسرائيلي " ... الا ان هذا الاجتماع الذي عقد في البيت الابيض يوم الاثنين الموافق 9/11/2015 ,
جاء بعد قطيعة وعداء بين الاثنين فيما يتعلق بالنووي الايراني.. ولكنه جاء كما يتوقعه الجميع بالتاكيد على عمق وقوة العلاقة الثنائية بين الدولتين الكبيرتين !!! فقد جاء بانحياز امريكا لاسرائيل كليا كما عهدنا ذلك .
لاشك ان المقدمة الصحفية لكلا الزعيمين في البيت الابيض جاءت لتوضح فقط مواضيع البحث التي اجتمع عليها الاثنان فيما بعد.
الا ان الرئيس الامريكي بالرغم من تاكيده بالحفاظ على امن اسرائيل , اعترف بان الخلاف بينه وبين رئيس الوزراء الاسرائيلي مازال قائما في ما يتعلق بالاتفاق النووي الايراني , ولكنه اكد على اتفاقه مع اسرائيل بمنع ايران من امتلاك اسلحة نووية تهدد الحليف الاسرائيلي !
الرئيس الامريكي عندما ذكر الحرب ضد المنظمات الارهابية ذكر كلا من داعش وحزب الله ولكنه لم يذكر حماس وغيرها من الفصائل الفلسطينية التي كان يتهمها بالارهاب , فهل كانت زلة لسان ام كانت مقصودة للضغط على اسرائيل !!
الرئيس الامريكي ايضا حافظ على التاكيد بمساندة اسرائيل وتامين ماتريده من اسلحة ومعدات للحفاظ على امنها ( بالرغم من معرفته برغبة اسرائيل بزيادة الدعم العسكري السنوي لاسرائيل باكثر من الضعف : من 2 الى 5 مليار دولار ) , كما انه استنكر عمليات الشباب الفلسطيني الذي فقد كل امل في مستقبل افضل , واستنكر عملياتهم ضد الجنود والشرطة الاسرائيلية ووصفها بالارهاب ... الا انه لم يتطرق او يذكر عمليات الارهاب التي قام ويقوم بها المستوطنون مثل ماحدث من حرق وقتل عائلة دوابشة في منزلهم احياء واعتداءاتهم على المقدسات الاسلامية والمسيحية , واعتداءاتهم المستمرة على المزارعين الفلسطينيين واراضيهم ومحاصيلهم .
من ناحيته اكد رئيس الوزراء الاسرائيلي على اسطوانته المشروخة حول التزامه بالسلام وحل الدولتين .. الا انه اشترط ان تكون الدولة الفلسطينية العتيدة منزوعة السلاح وان تعترف بيهودية الدولة الاسرائيلية !
وهنا نتساءل , ماهي حدود الدولة الفلسطينية العتيدة التي يعترف بها نتانياهو, هل هي دولة غزة فقط !!وتحويل الضفة الغربية الى كانتونات !!
ولماذا يريد نتانياهو من الفلسطينيين فقط الاعتراف بيهودية دولة اسرائيل , ولماذا لم يطلب من العالم ذلك , ولماذا لايسمي دولة اسرائيل " دولة اسرائيل اليهودية "!
ولماذا لم ينهي الصراع القائم حاليا بين المتدينين والعلمانيين الاسرائيليين بالتعريف من هو اليهودي !!
ان ماتم التصريح به من قبل الزعيمين لا يرقى حتى ان يسمى اقتراحات , لأنني ارى ان ماجاء فيها هو لرغبة الزعيمين في تحسين الاحوال وتخفيض نسبة العنف المتبادل في المنطقة كما جاء على لسان الرئيس اوباما , وهو كرئيس لاكبر دولة في العالم ويعلم جيدا بان كل ما جرى في الشرق الاوسط من ثورات وصراعات منذ العام 2011 كان وقودها الوضع الحالي بين الفلسطينيين والاسرائيليين , واصرار اسرائيل على عدم رغبتها في حل القضية الفلسطينية واقامة دولتهم على جزء من ارضهم التاريخية. والاستمرار في عمليات الاستيطان والتي ستؤدي حتما في النهاية الى دولة عنصرية لقوميتين متصارعتين .
اسرائيل ستستمر في استملاك الاراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وخاصة في المنطقة المسماة C وفي القدس وستستمر في اقامة وتوسيع المستوطنات وستستمر في دعم زعرنة المستوطنين الذين اسمتهم هي بالارهابيين ... وسيستمر نتانياهو بتلبية طلباتهم خوفا على موقعه كرئيس لوزراء اسرائيل التي تتجه الى اليمين .. وخوفا من سقوط حكومته التي تعتمد في شرعيتها على صوت واحد في الكنيست الاسرائيلي .
كما انه سيستمر في تقسيم زماني ومكاني في الاقصى , مما سيعمل على تاجيج الصراع وتوسيعه اكبر مما يعتقد البعض .
فهل سنشهد مستقبلا مزيدا من التصعيد .. وهل سنعيد ثقتنا بامريكا المساندة لاسرائيل على طول الخط !!! وخاصة بعد الاجتماع المنتظر بين كيري ونتانياهو! الاسابيع والاشهر القادمة ستاتي بالرد على ذلك .
م. علي ابوشهلا