اطلس- يوم تخلقت كنا هناك.جرت انفاسك في جسد الوالد كما القشعريرة في الدم. توهجت في لحظة من الاشتياق كما الالعاب النارية في ليلة انتصار. خط الفجر على خدك الضوء آيته الاولى وابتسم.فبرجم الحمام فرحا على مهدك الطفولي واسدل على غفوتك الشفق.وقال للكنيسة دقي على نومه الملائكي اجراس الصباح.ارضعيه تهاليل القيامة والغضب.
يوم تخلقت كنا هناك.اذن في اذنيك الغضتين راسم حلاوه قبل الرحيل.رسم على جبينك العالي قبلة المجد الاخير وقرأ عليك آية القابضين على اللهب. اودعك امينا في ساحة القصى لبدر نيسان.ابو جمال مراغه ليبتسم في روحك من جديد. ويهديك من بطون العين قوة العزيمة وجواز السفر. ويحني كفيك الطاهرتين بحناء الصنوبر والصنديان ويذروك عطرا فوق اغصان الشجركي يستقر الند فيك الى الابد. ويرافق ظلك الباقي الى مرقد البارود على كف علي الجعفري.قلعة الكبرياء حتى النفس الاخير. وسيف الرجولة الحية في وجه الخطر. وصفحة الذين لا يركعون وان خرت عزائم الدهر او سقط الكون ومات القمر
يوم تخلقت كنا هناك. كوة الزنزانة كانت هي الفضاء المتاح. وغذاء الجسد كان هو الهواء المر وخيال حلم يطوف برغيف يابس وبعض من امل ودفاتر رثى تحمل اوجاع المضربين ولا شيئ غير ذئب الموت في الساحة الصغرى وصكيك امعاء جوعى تدمي المقل وبعضك في الوالد كان يرف كما فراشة تتهجى علم الرياح وعشق الاحتراق في معبد الضوء وكأنك من يومها اتيتك وكأننا من يومها تساقينا معاك الحليب المر واوصيتنا بالصبر على الشدة .لم يعرف احد من المتنعمين في مكاتب القيادات ان والدك لم يصدق انك اتيت وانه كان يقوم الليل يتحسس وجهك البريئ ليصدق انك اتيت وانه قد اصبح له ابنا بعد كل ما وقع عليه من عذاب ولن يعرفو ابدا انك اغلى من الروح وانك لما انت عليه قد نشأت وتربيت وسرت الى نجمتك الاجمل على ظهر جواد من نور الشمس والكواكب لك المجد وكل بهاء البطولة ولولديك العزة والكبرياء.