اعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" مساء أمس الأحد، عن رفضه إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967م، مؤكداً عزمه على مواصلة البناء في المستوطنات الإسرائيلية المقامة في مدينة القدس والضفة الغربية
وقال "نتنياهو" خلال مقابلة متلفزة أجراها موقع "ويلا" الإسرائيلي عشية انتخابات الكنيست الإسرائيلي التاسع عشر:" لا أريد أن أسيطر على الفلسطينيين، ولا أريدهم مواطنين في دولة إسرائيل، كما أنني لا أريدهم رعايا، لذا سيكون هناك نوع ما من الحكم في إطار منزوع السلاح".
واضاف "نتنياهو":" أنا أرفض قيام الدولة الفلسطينية في هذه المرحلة، فمن الناحية العملية ينبغي أن نعيد النظر في بعض الأمور، فالرئيس الفلسطيني محمود عباس بدأ يعانق حماس، التي دعت قبل شهر واحد فقط إلى القضاء علينا"، مهاجماً الأحزاب اليسارية الإسرائيلية التي تدعو إلى منح الفلسطينيين أراضي مقابل استئناف المفاوضات.
وتابع بالقول:" إنني لا أنصح بمنح الفلسطينيين أراضي، مثلما فعل كثيرون من الأحزاب اليسارية الذين يغمضون أعينهم بكل بساطة ويقولون: لا يهمني، المهم أن يكون لدي اتفاق إننا بهذه الطريقة سلّمنا غزة إلى أيدي أبو مازن"، في إشارة إلى خطة الانفصال التي نفذتها حكومة أرييل شارون، رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق.
مواصلة الاستيطان
وكرر "نتنياهو" التأكيد على أنه في حال تشكيله للحكومة المقبلة بعد الانتخابات، فإن حكومته لن تخلي أي مستوطنات بأي حال، وقال إنه "لم أقتلع مستوطنات ولا أعتزم اقتلاع أي مستوطنة، لقد ولى زمن التجريف واقتلاع المستوطنات، لقد رأينا هذا الخيار إلى أين يقود، فقد اقتلعنا مستوطنات في قطاع غزة وحصلنا على صواريخ، وأنا لا أعتزم القيام بأمر كهذا".
وشدد "نتنياهو" رفضه إخلاء المستوطنات حتى لو تم التوصّل إلى اتفاق سلام بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي، قائلاً: "ماذا يعني بواسطة اتفاق؟ هل هذا يغير شيئًا؟ هل بإمكان أحد ما أن يضمن أنه عندما تخلي منطقة، وتقتلع يهودًا، ألا تدخل حماس ومندوبو إيران؟ إذ إن كل واحد رأى ما حدث فعليًّا".
وأضاف نتنياهو: "نحن نبني خارج الكتل الاستيطانية أيضًا، لكن العطاءات الحكومية هي لأعمال بناء داخل الكتل، إن الحكومة لا تقيّد نفسها بالبناء داخل الكتل الاستيطانية فقط"، معتبرًا أن "الجميع يعلم أن الكتل الاستيطانية غوش عتصيون، وأريئيل، ومعاليه أدوميم، ستبقى جزءًا من دولة إسرائيل".
وفي رده على سؤال حول مصير باقي المستوطنات الواقعة خارج الكتل الاستيطانية، قال "نتنياهو" إن "الباقي ستكون في المفاوضات، ولكن بقدر الإمكان وبحسب كثرتها، وفي جميع الأحوال أنا لن أقتلع مستوطنات، هذا الأمر لن يحصل".
المعضلة الإيرانية
وفي رده على سؤال حول إذا ما كانت إيران ستصبح دولةً نووية يومًا ما، أجاب "نتنياهو": " أعمل كل ما بوسعي من أجل ألا يحصل أمر كهذا، وأنا أكرّس أفضل سنواتي وجهودي لهذا الغرض، وأتعهّد بأنه طالما كنت رئيسًا للحكومة، فإن هذا لن يحدث".
وأضاف أنه يعالج الموضوع النووي الإيراني إلى جانب مواضيع أخرى "مثل السلاح الكيماوي في سوريا، أو الصواريخ التي بأيدي حزب الله، أو أمور داخلية أخرى مثل خفض غلاء السكن... وهذا يستوجب وجود حزب حاكم قوي".
وحول إمكانية تعيين رئيسة حزب "الحركة"، "تسيبي ليفني"، وزيرة للخارجية في حكومة يشكلها بعد الانتخابات، وأن تقود العملية السياسية، شدد "نتنياهو" على أنه قال منذ وقت إن "من سيقود المفاوضات مع الفلسطينيين هو أنا، ولا أعرف أصلا إذا كان سيتم ضم ليفني إلى الائتلاف".