اطلس- كانت صحيفة المحرر سيدة الشارع اللبناني مع الأنوار أما النهار فهي صحيفة النخب الثقافية والسياسية والفكرية، ثم ظهرت صحيفة السفير وشعارها صوت الذي لا صوت لهم، كان ذلك في مطلع السبعينيات
واكتسبت الصحيفة دفعا قوميا لأنها نشرت حوارا مع القذافي الذي كان ينظر اليه كزعيم قومي وقيل انه من مول صدورها، ولاحقا اكتسبت السفير مكانة متقدمة في الصحافة العربية برعاية صاحبها ومؤسسها طلال سلمان الذي ظل منذ البدء ملتزما بقضيتنا الفلسطينية اكثر من الاعلام الفلسطيني وهو احد كبار الصحفيين العرب ممن عرفتهم عن كثب واحترمه بقدر احترامه لمهنته, وحاليا بعد هذه العقود من الزمن تستعد السفير الى التوقف عن الصدور وكذلك الصحيفة الأكثر شهرة وهي النهار وصحيفة اللواء ايضا.
فالصحافة الورقية تمر في أزمة منذ عقد من الزمن وطغت عليها الصحافة الاكترونية وتحولت كثير من الصحف الى الشبكة العنكبوتية ولم تعد الورقية تغطي تكاليفها الباهظة من ورق وحبر وتوزيع وطباعة وعمال.
وقد حاول الاستاذ طلال انقاذ صحيفته منذ سنوات وسعى طالبا الدعم من هنا وهناك لكن وضع الصحف تراجع ولم تعد مجالا للإستثمار او الدعم.
كما اوقفت دار الصدى في دبي مجلاتها المنوعة هي الاخرى وكانت ممولة من حكومة دبي ايضا.
في اجتماع مفصلي لي مع مجلس ادارة الحياة الجديدة في صندوق الاستثمار قبل سنوات خمس عرضت على اعضاء المجلس ضرورة تطوير الموقع الاكتروني لأن المستقبل ليس للورق بل للصحافة الالكترونية وطلبت تعيين كادر للموقع كصحيفة الكترونية وكذلك شراء مطبعة بالمال المتوفر وكانت هناك مطبعة لصحيفة أوروبية افلست وتحولت الى صحيفىة الكترونية معروضة للبيع بسعر ضئيل لا يوازي ثمن سيارتين حديثتين بينما سعرها الاصلي ملايين لتخلف القديمة التي اشتريتها بمبلغ 99 الف جنيه استرليني سنة 1996 فكان الرفض من مجلس الادارة دون بحث او دون فهم لفكرة تطوير الموقع واقترحوا تعيين موظف بارت تايم له فقط اما المطبعة فرفضوا الفكرة كلها وقرروا عن جهل بناء طابق اضافي فقلت يا سادة المطبعة تبني الطابق ولسنا بحاجة له ابدا اما الطابق فلا يبني مطبعة.
وكان ذلك آخر عهدي بمجلس ادارة الدمار الشامل للصحيفة. والصحيفة الان تكابد الأمرين لغياب المطبعة واتساع الطابق الجديد الذي لا حاجة له.
فمثل هذه العقليات تدمر ولا تبني لأنها كانت تتصرف من موقع تعيين وتدليل وتدليع ككثير من المسؤولين يعينون دون خبرة سابقة بحجة التكنوقراط واثبت الواقع ان أفشل مسؤول هو الأكاديمي القادم من التدريس الجامعي فقيراط خبرة خير من تكنوقراط .