اطلس- تزدادُ وتيرة المنافسة في الإنتخابات التمهيدية لسباق الرئاسة الأمريكية 2016 بين المرشحين الديمقراطيين والجمهوريين والمنوي اجراؤها في نوفمبر القادم، في ظل صورة نمطية تتواتر إلينا في الشرق الأوسط
حول ماهية دور المال والسياسة في التأثير على هذه الإنتخابات، ودور اللوبي الصهيوني الحاضر بقوة وطبيعة المرشح الذي يدعمه، وأسباب غياب تأثير الجالية العربية والمسلمة كماً ونوعاً في هذه الإنتخابات وما قبلها وما بعدها.
الزميل أدهم مناصرة سلط الضوء على هذه المؤثرات والعوامل في برنامج "ستون دقيقة في السياسة" على اثير "رايــة"، حيث قلل الكاتب الصحفي من داخل الخط الاخضر نظير مجلي من مصداقية الأنباء التي تتحدث عن رفض معظم اليهود لترامب ودعمهم لهيلاري كلينتون، موضحاً "أن التركيبة السياسية ليهود الولايات المتحدة تنفي ذلك، فهناك 70% منهم يدعمون الحزب الديمقراطي، وأما 30% من اليهود الأمريكان يدعمون الحزب الجمهوري بغض النظر عن المرشح".
وبين مجلي أن اليهود الجمهوريين هم بمثابة ماكينة اقتصادية ويُوصفون بالنشيطين في مختلف المجالات، كما أن ترامب له علاقة قوية باليهود الأثوذوكس المتدينين المتعصبين بالولايات المتحدة، وابنته تزوجت أحدهم واصبحت يهودية.
وبخصوص موقف رئيس الحكومة الإسرائيلية من المرشحين الأمريكيين، يقول مجلي إن موقف نيتانياهو من دعم المرشحين الأمريكيين غير واضح حتى اللحظة، فهو في حيرة من امره إلى الآن لأسباب عدة، "فمن جهة هناك شعور بأن ترامب هو الغالب، ومن جهة ثانية تبدو القوى التي ينمتي اليها نتنياهو في الولايات المتحدة وعلى رأسهم الملياردير الداعم له لم تحسم هي الأخرى موقفها من دعم هيلاري او ترامب، وبمجرد حسم ذلك الملياردير موقفه سيحسم نيتانياهو رأيه دون جدال كبير".
وخلافا لتصريحات رجل الاعمال الفلسطيني المقيم في أمريكيا فاروق الشامي لـ"رايــة" التي اعتبر فيها المرشح الجمهوري دونالد ترامب بالأكثر عدالة للقضية الفلسطينية مقارنة بغيره، يُبين مجلي أن أكثر التحليلات مهنية تقول إن ترامب غير واضح في مواقفه بالنسبة للفلسطينيين واليهود والروس والبريطانيين، ولديه مواقف تعلو وتهبط وتتبذب، الأمر الذي دفع الجميع للحذر منه.
وفي المقابل، وكما في كل انتخابات تواصل الجالية العربية والإسلامية أسلوبها في الصمت وانتظار نتيجة الإنتخابات التمهيدية قبل تحديد موقفها النهائي من دعم هذا المرشح أو ذاك، لكن الكاتب الصحفي مجلي يعتبر هذا الأسلوب تقليدياً وغير صحي، وعلى عكس اليهود الذين لهم تأثير قوي ويمثلون لوبي قوي وكبير منذ بداية الانتخابات وليس بعدها، فهم لا ينتظرون المرشحين بل أن الأخيرين هم من ينتظرون ماذا يقرر اليهود.
وتكمن المفارقة في أن المرشح الذي يصل الى سدة الرئاسة الأمريكية لن يلتزم بشيء اتجاه العرب والمسلمين لأنهم لم يكن لهم دور لافت منذ بداية الإنتخابات، بخلاف اليهود، كما يُوضح مجلي.
من ناحيته، قال الكاتب والمحلل السياسي ناجي شراب لـ"رايــة" إن كلينتون او ترامب كلاهما يصبان في سلة المصالح الاسرائيلية، ويعتقد ان هيلاري هي الاوفر حظاً، وان ترامب خدم كلينتون في مواقفه وتصريحاته الإنتخابية.
ويرى شراب أن عامل الدعم المالي لا يؤثر وحده في صياغة المشهد الإنتخابي والسياسي الأمريكي، بل هناك عامل الصوت الإنتخابي المعتمد على الثقل الإجتماعي والأيدولوجي وتوزعه بين الولايات الكُبرى، والذي يُساهم في تعزيز مرشح عن غيره، الأمر الذي ينفي المقولة الدارجة لدينا "بأن المال وحده يقرر".
ويوضح شراب أسباب عدم وجود دور مؤثر للجالية العربية والمسلمة في الانتخابات الأمريكية، بالقول: "الجالية مشتتة بين الولايات ولا يوجد لها هيئة تنظيمية تجمعها، ولا يوجد دولة خارجية تدعمها مثل اليهود، علاوة على ان الانقسامات العربية والفلسطينية انعكست على اوضاعهم في أمريكيا، وبالتالي من الصعوبة بمكان ان يقرروا اجمعين دعم هذا المرشح او ذاك".
غير أن شراب يرى رغم ذلك أنه بالآونة الاخيرة اصبح المرشحون للرئاسة سواء من الحزب الديمقراطي او الجمهوري يعطون اعتبارا للجاليات العربية والإسلامية هناك، لانهم باتوا يدركون تأثيرهم.
يُشار إلى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما (المنتمي إلى الحزب الديمقراطي) انتقد المرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترامب، يوم الجمعة، بسبب تصريحاته الأخيرة حول ضرورة حصول الحلفاء مثل اليابان وكوريا الجنوبية على أسلحة نووية.
ودون ذكر الملياردير ترامب بالاسم، قال أوباما إن هذه التصريحات تعكس شخصاً "لا يعرف الكثير عن السياسة الخارجية أو السياسة النووية أو شبه الجزيرة الكورية أو العالم بصفة عامة".
وينظر مراقبون إلى ترامب على أساس أنه يمثل يمين اليمين في الحزب الجمهوري، وصرح بأنه ليس بحاجة للأصوات اليهودية من اجل نجاحه، علاوة على أن مشروعه يُهمش كل ما هو غير أمريكي أبيض، ما يشكل خطراً حتى على اليهود.