الكاتب: يونس العموري
أنا الفوضى في نظامكم .... وأنا القاتل في قوانينكم ... أنا الفاشل في تعليمكم .... وقد اكون المجنون في اعرافكم .... وحتما سأكون الكافر وفقا لمقاييسكم ...
هي الفرضيات التي تغزونا ليل نهار وربما بلحظة نتوه وتتوه معنا كل اشكال امكانية التنبؤ بحقيقة المستقبل القريب لطبيعة النظام المُراد له ان يسيطر على المنطقة في ظل الانهيارات الكبرى الحادثة في اقليمنا الشرق اوسطي وتغير معالم الخارطة الوجودية له ...
والكثير من الخيارات والاختيارات المطروحة والطارحة لذاتها فثمة من يسوق ويحاول بشتى السبل والوسائل الترويج للمشروع الفارسي وتعزيز مفاهيم مشروع الدولة الاسلامية وحكم الاسلام وان يكون الاقليم الجغرافي لمفهوم الدولة الراهنة ليس جمهورية اسلامية واحدة إنما جزء من الجمهورية الاسلامية الكبرى الذي يحكمها صاحب الزمان ونائبه بالحق الولي الفقيه القائد المدرك للذمة الملزم قراره.... ويتناقض هذا المشروع بشكل مباشر مع مفهوم الخلافة الاسلامية واعادة الاعتبار لها والبيعة واجبة ومن يموت في عنقه بيعة مات ميتة الجاهلية وللمرشد العام ان يحدد حقيقة وطبيعة شكل البيعة ومجلس الشورى يباشر فتاواه دون حسيب او رقيب وله حق الولاية على ذلك وما بين المشروع الاسلامي الفارسي وذاك المنطلق من بيداء الخليج وصولا الى ارض الكنانة والجهاد في افغانستان من موجبات العصر الجديد ما بين هذه المشاريع مسافات متناقضة، والصراخ والضجيج بات سيد الموقف هذا على الضفة الاولى المقابلة لبحر تلاطم امواج التناقضات والخربشات التي تعصف بها الساحة الشرق اوسطية عموما وبالمقابل يتصاعد نجم الليبرالية الجديدة التي باتت ترى في الاوطان والاقطار مشاريع بزنس للشركات عابرة القارات والمتعددة الجنسيات ذات النظرة المعولمة وللعولمة حساباتها الراشدة ...
وتأجيج الصراع الطائفي والمذهبي على تفسير معاني كلام الرب في اوجه والكل يعلم ويدرك ان الله محبة وحب وادراك قبل ان يكون معتقدا مذهبيا يتناحرون بالتفسير والتفاسير عند اعتاب النصوص الربانية وما بين الحلال والحرام مسافات ومساحات من حقنا ان نتعايش معها ومن خلالها وان نقرر بشانها وان لا يتم تغييبنا وان نصبح مجرد كائنات منفذة لتعليمات من يولي نفسه وكيلا للرب على الارض ...
يحاولون ان يسموا انفسهم بالكثير من الاسماء والعناوين ويكفرون من يختلف معهم وقد يخرجونه من الملة ومن الأمه وحينما يعتلون المنصة يعلنون انهم يملكون الحقيقة الحصرية ويحللون ويحرمون ويؤججون الفتن ومن يتجرأ من العامة الفقراء على ممارسة نمطه الحياتي الطبيعي فحتما هو الزنديق الفاجر بأعرافهم ولابد من ممارسة كل وسائل الترغيب والترهيب حتى يكون واحدا من رعاياهم ... وان كان من سادة القوم او من النخبة فثمة الكثير من الوسائل من الممكن التعاطي معه من خلالها لعل اهمها اتهامه بالكفر واقامة الدعاوي عليه وفقا لما يسمى بنظام الحسبة ...
وحرية الرأي والتعبير عنها واحدة من افعال الشياطين لطالما انها لا تتوافق او تتساوق مع ما يقوله ارباب المعبد الماسورين خلف نصوص قالها اسلافهم عن طريقة التنظيم لجماعة الاخوان المسلمين او لحزب التحرير او لمن ينطق اليوم باسم الجهاد في سبيله ارباب القاعدة ربائب البنتاغون ووكالة المخابرات الامريكية والجدد على الساحة ( السلفيين والوهابيين ) الممولين من خادم الجزيرة العربية حصرا كبير آل سعود المتربع على العرش باسم المؤسس الوالد قدس الله سره وامد الله ظل سلفه راعي رعاة الابل في المملكة وهي الوطن البدوي الكبير هذا الوطن الذي تمت تسميته باسم عائلة واضحت مزرعة مملوكة حصريا للعائلة وحيث ان للدين رعاة فكان لهم ما كان من ابتداع النهج الجديد في اسواق الطرق الدينية والمناهج التفسيرية والشغل الشاغل لكل من يتنطح بالقول الكريم تعليم العباد اداب دخول بيت الخلاء ولبس الدشداشة والعباءة والحجاب وتحليله وتحريمه وللمقاييس العلمية مكامن اخرى ...
وأولى القبلتين ما زالت بانتظار فعلهم وحرث افكارهم، وحينما اعتلوا المنصة واصبحوا متحكمين برقاب العباد وقد اضحوا الملوك لم يغيروا شيئا عما فعله من كانوا متهمين قبلهم بالتفريط وبيع المقدسات والاقداس في مزادات الاسواق الاممية بل انتظرنا طويلا حينما قال السيد الكبير اوباما الشهير عن ان القدس لن تكون الا العاصمة الابدية للدولة العبرية وانتظارنا طال لسماع الصوت الهادر من ارض الكنانة الجديدة غضبا واستنكارا او زمجرة قوية من تونس الخضراء وهي محكومة بالحكم الاسلامي المعبر عنه من خلال جماعة الاخوان المسلمين فكان الصمت سيد الموقف بل ان اسكات الصوت سيدا فعليا للموقف ... ليس سكونا او سكوتا فحسب بل اسكاتا للرعاع ومن تخول له نفسه ان يحتج او ان يقول قولا متناقضا لما قاله السيد الكبير اوباما العظيم ... فهو مانح العطايا لهم ومن كان له الفضل الكبير في ان يكونوا سادة المشهد في اقطارهم وهو من يمنح الملك لهم ومن ينزعه عنهم ان اراد ذلك وتبقى اللحظة التاريخية هي من تحدد اولويات المرحلة وفقا لحسابات دقيقة على اسس المعادلة الوجودية لما تسمى بالمنطقة الشرق اوسطية ....
ومنظومة التعامل معهم لابد انها منضبطة بالرغبات، والقشور باعرافهم هي الاساس والاساسيات، وما كان ممنوعا قد يصبح بلحظة مسموحا ... والادلة على ذلك كثيرة جدا في ظل وقائعنا الراهنة فكامب ديفيد لن تلغى ولن يتم تعديلها ممن كانوا بالأمس يخونون ويكفرون من وقعها واوقع مصر والعرب ببراثينها بل اصبحوا هم المدافعين عن ضروراتها والمعونة الامريكية واحدة من دعائم الاقتصاد المصري العتيد بصرف النظر عن الشروط والاشتراطات التي تكبل الشقيقة الكبرى في عوالم اتخاذ القرار على المستوى الوطني والاقليمي وحتى الدولي ... وامكانية تجريم التطبيع في القانون التونسي مناهضا للكياسة السياسية بعرف حزب النهضة ومن يقف من وراءها .....
والجريمة تبقى واحدة بصرف النظر عن مرتكبها ومن يروج لها ومن يحاول التبرير لفعلها الا انه وفي هذه المرة لا شك ان الكثير من الجرائم بحق الوطن الجغرافيا والانسان ترتكب باسم الدين الحنيف وكلام الله وان والدين بريء من كل الجرائم التي ارتكبت باسمه .....