اطلس- في عصر الحداثة، لم تعد التكنولوجيا مطلبا ترفيا بل أضحت محركا رئيسيا لحياة البشر على هذه البسيطة بمنحها التسهيلات والمغريات لهم وتقريبها لكل بعيد، لكنها بالمقابل لا تخلو من السلبيات وعلى رأسها تهديد أمن وخصوصية مستخدميها.

واحدة من تلك الضرائب التي يدفعها مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" هي اختراق خصوصيتهم بفيروسات تحمل رابط وصورة المرسل إليه ما يدفعه لفتح الرابط ليقع ضحية لفايروس ينشر بالإنابة عنه صور فيديوهات مخلة بالآداب.

 

وأكد مختصون في أحاديث منفصلة لمراسل "معا" أن هدف هذه الفيروسات التي انتشرت بشكل لافت في الآونة الأخيرة تجاري وليس بغرض التجسس.

 

وقال محمود أبو غوش باحث في أمن المعلومات :" إن هذا الفايروس عبارة عن رابط بصورة المستقبل ويرسل رابطا على الماسنجر او الرسالة الخاصة على الفيسبوك من صديق معين من الاصدقاء ، وهذا يعطي دافعا للمستقبل لفتح الرابط فيقع في الفخ".

 

وأضاف أبو غوش في حديث لمراسل "معا" هذا الفايروس يعطي صلاحية للنشر عبر الحائط او اليوميات ويسبب احراجات للمستخدمين".

 

وأوضح أن إدارة الفيسبوك لم تستطع التوصل لحل لوقف الفايروس ، مشيرا إلى أن على المتلقي نشر تنبيه على صفحته أو تعطيل الحساب مؤقتا عدة ساعات.

 

وتابع :"من واقع خبرتنا في هذا المجال هدفه تجاري وليس تجسسيا".

 

بدوره اتفق الناشط والمختص في الاعلام الاجتماعي خالد صافي مع أبو غوش في أن هدف هذه الفايروسات تجاري.

 

وقال صافي لمراسل "معا" :" هذه روابط مغرضة يتم نشرها بهدف تجاري بحت وهم أشخاص يقومون بعمل تطبيقات الهدف منها الوصول لأكبر عدد ممكن من المتابعين من خلال نشر فايروس من خلال الأصدقاء إلى حساباتهم".

 

وأضاف "كلما ضغط أي شخص على الرابط تلقائيا، فإن حسابه ينشر دون أن يدري إلى الآخرين وهي عملية تؤثر سلبا على الحساب ومصداقيته عند المتابعين، كما أنها تعطي انطباعا سيئا عن صاحب الحساب لأن غالب المقاطع المرئية تكون مقاطع مخلة بالآداب او فيها بعض المحتويات غير اللائقة".

 

وأردف قائلا :"في حال وقع الخلل يتوجه لقائمة الاعدادات وسيجد كافة التطبيقات التي سمح لها بأن تستخدم في جهازه والذي غالبا ما سيكون اسمه معروفا وغريبا على التطبيقات".

 

وأوضح أن هناك قرابة مليون و780 الف مستخدم للفيسبوك في قطاع غزة والضفة الغربية منهم 43 % منهم اناث و57 % ذكور.

 

وقال :"النسبة العليا من المستخدمين أعمارهم من 18 إلى 24 وتصل إلى 39% من هؤلاء المستخدمين، بينما أقل فئة استخداما لمواقع التواصل الاجتماعي فوق الـ 45 ولا تزيد عن 5% من المستخدمين.

 

وكان الشاب نائل سحويل أحد ضحايا هذا الفايروس عندما وصله من أحد أقربائه وقام بفتحه وأصبح ينشر بالإنابة عنه.

 

وقال سحويل لمراسل "معا" هذا الرابط أول مرة يصلني من الأصدقاء ولم أكن أعلم أنه فايروس"، مضيفا أنه عنده علم بأنه فايروس نشر تعميما على صفحته كما قام بتنزيل برامج مضادة للفايروسات.

 

بدوره قال الصحفي مطر الزق "أثناء عملي في المجال الصحفي ، تفاجأت بإشارة من أحد الأصدقاء على المحادثة الخاصة بي وظهر خلالها رابط وعليه صورتي الشخصية إلا أنه انتابني الشك واتصلت به ونفي إرسال أي رابط لي فأدركت أنه فايروس".

 

أما الصحفي لؤي حجازي قال :"وصلتني هذه الرسالة من أكثر من 50 صديقا على "الفيسبوك" ولكن اتوجه لصندوق الوارد وأقوم بحذفها".