اطلس- قالت الحكومة الأردنية انها نفذت حكم الاعدام بحق قاتل ناهض حتر ، وهو خبر انتظرته الجماهير الاردنية والفلسطينية والعربية عموما من المحيط الى الخليج ممن عرفوا المفكر التقدمي الأردني وممن لم يعرفوه ، ممن أحبوه وممن ناهضوه وانتقدوه
خاصة وأنه عكف على معارضة سياسات حكومات بلاده المتعلقة بالموقف من سوريا وانتقدها انتقادا علنيا شديدا ، مما دفع البعض للاعتقاد انها – الحكومة الاردنية – ستتساهل مع القاتل المجرم .
واضح ان قرار الحكم بالإعدام وتنفيذه بحق القاتل لم يتطرق كثيرا ولم يتوقف طويلا امام الاسباب التي دفعته لأن يقدم على مثل تلك الجريمة مع سبق الاصرار والترصد امام قاعة احدى محاكم عمان ، فهذا قتل أسود من الدرجة الاولى يستحق الاعدام لطالما انه مشرع به في قوانين الدولة وانظمة عقوبتها .
ما لفت النظر الى الإعدام الذي عادة لا تعلن عنه الدولة الاردنية الا بعد تنفيذه ، ان القاتل ظل اشبه بالنكرة ، رغم ان جميع من أيدوه سرا وعلانية ، قد أشادوا به و ببطولته ، واعتبره البعض حامي حمى الدين ، وأذكر اننا عندما نظمنا وقفة استنكارية للاغتيال في ساحة كنيسة المهد ، قالت لي استاذة جامعية تصادف وجودها في عمان وقت تنفيذ الجريمة ان الكثيرين بدت عليهم شماتة القتل والبعض عبر بوضوح عن تأييدهم لقتله ، وأذكر ان أحد معارفي على صفحة التواصل كتب لي متسائلا : ما الفرق بيني – وانا أنظم تلك الوقفة التضامنية معه – وبين من شارك في جنازة شمعون بيريس ، التي كنت انتقدتها بدوري .
اليوم يتم اعدام هذا النكرة ، وبدورهم ، سيقوم الذين أيدوا فعلته الاجرامية الشنيعة ، بالترحم عليه ، وربما يقدمون له الجنة خالدا فيها على طبق الفتاوى المعهودة في مثل هذه الحالات ممهورة بالحوريات العين ، حيث سيكون هذا النكرة ضمن «الشهداء والصديقين» .
ورغم ان المعدوم كان ضمن خمسة عشر شخصا ، فإنه الوحيد الذي لفت النظر اليه من خلال التصاقه باسم ناهض حتر ، بمعنى انك لا تستطيع معرفة القاتل الا من خلال معرفتك بالمقتول ، وهذه دلالة كافية لكل هؤلاء ان الذي يستشهد بالمعنى اللغوي للكلمة هو ناهض حتر ، لا قاتله ، كما مع جميع الاعلام ورواد الفكر والمعرفة ، فنحن نعرف فرج فودة وناجي العلي وحسين مروة ومهدي عامل ، بل نعرف اسماء عظماء مضى على قتلهم والتعريض بهم مئات السنين من امثال ابن رشد وابن سينا والخوارزمي وابن المقفع دون ان نعرف اسما واحدا من قتلتهم حتى لو كان الحاكم نفسه .
عندما اعتقلوا الذي حاول طعن نجيب محفوظ بسبب روايته "اولاد حارتنا" قال انه لم يقرأ الرواية ، فسئل : لماذا ، فأجاب لأنه أمي لا يقرأ ولا يكتب .