وكانت الطردة قد دخلت الى مستشفى خاص في الخليل لتضع مولودها السابع بتاريخ 6-8-2015، إلا أن اخصائية الولادة التي كانت تشرف عليها خلال فترة الحمل "اقنعتها باجراء عملية قيصرية، حيث دخلت الى غرفة العمليات، لكن اهمال الاخصائية وفريقها الطبي ادخل سحر بحالة غيبوبة لم تفق منها ابدا.
وفي تفاصيل القضية، يقول الزوج خالد الطردة "بعد دخول زوجتي الى غرفة العمليات خرجت الطبيبة، واخبرتنا بأن زوجتي بخير، وانجبت مولودا اسميناه فيما بعد (يزن)، ولكن مع مرور الوقت لم تخرج زوجتي، ومن ثم نقلت الى العناية المكثفة".
واضاف " كان وصل طبيب آخر الى غرفة العمليات، وبعد وقت خرجا وقالا ان حالتها الصحية جيدة، (تبين انهم اجروا عملية اخرى لزوجتي تم فيها ازالة الرحم)، حيث قالوا بان نزيفا بسيطا حصل معها وتم ايقافه".
وقال "لاحظنا خلال ذلك استمرار دخول الممرضات ونقلهن وحدات دم الى غرفة العناية المكثفة، حيث كن يتعمدن (الممرضات) اخفاء وحدات الدماء خشية اثارة شكوكنا بان حالتها الصحية تسوء".
واضاف "قال لنا الممرض الذي كان يتابع حالة زوجته، بانها (زوجتي) قالت له بانها تعاني من وجع في الرأس والبطن، وانه طلب في حينها من الطبيبة الاخصائية اجراء عملية لها، الا أنها طلبت منه عدم التدخل واعطائها وحدات وحدات دم"، مشيرا الى ان "اخر ما سمعه من زوجتي كان صرخة حادة دخلت بعدها في حالة غيبوبة ما زالت تعاني منها حتى الان".
واوضح الطردة انه وبعد دخول زوجته في حالة غيبوبة، طلب من الطبيبة نقلها الى مستشفى "هداسا" الإسرائيلي ولكنها "رفضت ذلك بحجة انه لا يوجد داعي لنقلها فكل الامكانيات تتوفر في المستشفى"، مشيرا الى انه و"بعد ممارسة ضغوط على المستشفى ودفع مبلغ 20 الف شيقل كرسوم أولية لمستشفى هداسا نجحنا في نقلها، وفور وصلها الى هداسا قاموا باجراء الفحوصات اللازمة لها وتبين ان عدة شرايين ما زالت مفتوحة، من بينها شريان رئيسي أسفل الرحم، وقاموا باغلاقها، وسحب 4 لترات من الدماء من داخل بطنها، اضافة الى وجود ضعف بالرئتين والقلب حيث تم تحويلها للتنفس الاصطناعي".
واشار الى ان زوجته "بقيت 22 يوما داخل مستشفى هداسا، فوجئنا بعدها بان المستشفى الخاص الذي كانت تعالج فيه بداية طلب مني الحضور، وحين ذهبت وجدت انهم اعادوا زوجتي الى هذا المستشفى من جديد".
ومضى زوج سحر الطردة قائلا "طالبني مدير المستشفى بدفع تكاليف العلاج، واحضر المحاسب فاتورة بقيمة 190 ألف شيقل، رفضت سدادها".
وبعد ما لحق بحالة المواطنة سحر الطرة الصحية، بدأت عائلتها باجراءات رسمية لملاحقة المتسببين كما قال زوجها، حيث رفعت العائلة شكوى لدى النيابة العامة، وتوجهت الى وزير الصحة د. جواد عواد واطلعته على ما جرى، حيث قام الوزير بتشكيل لجنة طبية رسمية لفحص الشكوى.
واوضح الطردة ان النيابة العامة وبعد صدور قرار اللجنة الطبية الذي "حَمل الطبيبين المسؤولية، قامت بتوقيفهما (طبيبة وطبيب) ولكن نقابة الاطباء تدخلت، وتم الافراج عنهما بكفالة".
وقال رئيس نيابة الخليل اشرف مشعل، انه تم الافراج عن الطبيبين بكفالة، وتم احالة ملفهما الى القضاء".
واوضح محامي العائلة انه "بناء على تقرير اللجنة الطبية الرسمية فانه تم اثبات وقوع الخطأ الطبي، حيث اكدت اللجنة أن هناك تأخيرا بالتعامل مع النزيف أدى الى سوء الحالة، وتأخيرا شديدا في تشخيص النزيف، اضافة الى سوء تقدير في العملية الثانية التي كان يتوجب فيها على الفريق ربط الشرايين".
واشار تقرير اللجنة الى أن "الطبيبة تتحمل المسؤولية الكاملة لما حدث، كونها مشرفة على عملية الولادة، وعلى الطاقم في العملية الثانية، التي تم ازالة الرحم بها، اضافة الى تحمل الكادر الطبي المسؤولية كل حسب مسؤوليته".