اطلس-لم تمض ساعات على الفعل الشنيع الذي قام به فرع "بيتزا هت" في إسرائيل، الا واعتذرت الشركة الأُم عن الفعل. لم يكن هذا ليكون لولا فضح الأمر
عبر شبكات التواصل الاجتماعي وتكثيف حملة الضغط، وخاصة ان للشركة فرعاً في فلسطين وفي جميع الدول العربية. فالاعتذار بحد ذاته جاء خشية من تصاعد المطالبة بمقاطعة سلسلة المطاعم المذكورة، وربما جاء أيضاً ليزيد من شعبيتها. على العموم، هذا ما حصل، وهو ما أثار في نفسي تساؤلات حول دور وسائل التواصل الاجتماعي كإحدى وسائل الإعلام في الضغط على الشركات التجارية، وهي معادلة من المفترض ان تكون عكسية. فالعادة ان تقوم الشركات التجارية بالضغط على وسائل الإعلام. كما أثار اعتذار "بيتزا هت" تساؤلات حول كم مرة نشرنا فيه قضايا تهم المستهلك ولها علاقة بالشركات التجارية، ولم نر اي اعتذار للمستهلك او ردة فعل، سوى تلك التي تتهمنا بضرب الاقتصاد الوطني!
الضمير العربي
سألتني ابنتي عن الضمائر في اللغة العربية، أجبتها بما أتذكر حول ذلك، فآخر مرة فكرت فيها بالضمائر كانت قبل اكثر من ثلاثين عاماً. وعند مراجعتي معها انواع الضمائر، مررنا على المستترة والظاهرة والمتصلة والمنفصلة، وضمير المتكلم والمخاطب. أما الأهم من بينها كلها "الضمير الغائب"!
الرياضيات المسلية
قبل سنوات طويلة وقعت يدي على كتاب في مكتبة الوالد بعنوان "الفيزياء المسلية". استغربت الأمر، فكيف للفيزياء ان تكون مسلية؟ بدأت القراءة واذا بي أتسلى، لكن هذا لم يغير كرهي لمادة الفيزياء ومدّرسها الذي كان يستعرض عضلاته الفيزيائية ويعقّد المادة مع أنها ببساطة، قوانين الحياة. علمت من قريب لي في غزة، ان "الرياضيات المسلية" قد أدخلتها احدى المعلمات الى اللغة الانجليزية. فعند تعليم الأطفال في الروضة احرف الانجليزية تقول لهم "عمودي عمودي افقي اي حرف H وعمودي نصف دائرة اي حرف P وعمودي شرطة لفوق وشرطة لتحت يعني K" وهكذا. قد يكون الأمر مسلياً ولكن الأطفال بحاجة لأن يتعلموا اللغة بطريقة سليمة وان تسمي المعلمة الحرف باسمه لا ان تصفه بشكله.
ليست مجرد ملاحظة
كنت بصحبة مجموعة من الأجانب بينهم فتاة سورية الأصل تحمل الجنسية الأميركية. تناولنا العشاء في احد مطاعم رام الله. أمسكت الفتاة زجاجة الماء وسألتني "أليست هذه الشركة ضمن الشركات التي تتم مقاطعتها ضمن حملة BDS؟" فكرت ملياً قبل أن أجيب، واستدركت، او بالأحرى استذكرت ان اسم هذه الشركة قد ادرج فعلاً. احد منا، نحن المحليين، لم ينتبه، او ربما لم يعر الأمر اهتماماً، لان حركة المقاطعة لا تلقى صداها بالشكل المطلوب محلياً، ولكنها على عكس ذلك عالمياً. فانتباه هذه الفتاة الى زجاجة الماء، امر لا يعتبر مجرد ملاحظة، لكنه إشارة تدل على قوة حركة المقاطعة دولياً، واهتمام المناصرين لها بالقضية الفلسطينية.
لو كنت مسؤولاً
كبيرا او صغيرا، ووصلت لحضور مناسبة ما، كعرس أو عزاء، فليس بالضرورة ان انزل من المركبة التي تقلني أمام الباب مباشرة، فالمشي رياضة عليّ ان أمارسها، فلا يعقل أن تسد مركبتي بوابة مسجد او صالة او طريقاً، فقط لأن حضرتي لا أريد ان أسير بضعة أمتار، ليس من منطلق الراحة، وإنما من منطلق "انا مسؤول شوفوني يا ناس" او حتى يسأل الناس "سيارة من التي تغلق الطريق؟" فيأتي الجواب حاملاً اسمي، فيتأكد الناس أنني حضرت!
الشاطر أنا
الواحد مرات بينتقد إشي، بعدين بطلع غلطان. والشطارة انه الواحد يعترف بغلطته، لانه غلطة الشاطر بألف. يعني انا كنت معترض ع اللي بشغلوا الأطفال في نبش الزبائل ولم المعادن والبلاستيك من الشوارع والحواكير. بس والله يا جماعة انه الشغلة طلعت مش بس مربحة، كمان فيها بعد نظر. يعني كل يوم بشوف مجموعة ولاد وشباب، كل واحد حامل كيس زبالة اسود من الكبار، وبشتغلوا بهمة ونشاط في لم اللي مطلوب منهم يلموه. والصراحة يعني، بحرثوا المنطقة حراثة، ما بخلوا الا الورق. يعني في النهاية مصلحة للجميع، بزنس وتنظيف. طبعا أنا لما شفتهم بتركوا الورق، قلت أجت والله جابها، وما حد سمى عليها، بدي أجيبلي كم واحد يلموا الورق، مهو كله هالأيام ماشي ع موضة إعادة التكرار، حتى الواحد فينا صار يشعر انه بيكرر حاله، شوفوا مثلا الدعاية الانتخابية!