اطلس-أستغرب بعض التحذيرات من ان الحكومة الاسرائيلية تجر الصراع نحو الطابع الديني
فالصراع في جوهره ديني وإن كساه العلمانيون اليهود الذين اسسوا المشروع الصهيوني بطابع سياسي لكن المحفز لديهم كان دينيا منذ البدء لأنه لا يوجد محرك داخلي يدفع اليهود للتوحد نحو احتلال فلسطينن سوى الدين والتغذية السياسية الاستعمارية من قبل دول الاستعمار آنذاك.
فحتى الآن يتم الاستيطان تحت مسميات دينية فما ان يسيطر المستوطنون على قطعة ارض حتى يأتي من يختلق لها قصة توراتية خرافية في كل مكان في فلسطين ، فأحراج ام صفا والنبي صالح التي زرعت منذ الخمسينات تحول اسمها الى احراج النبي تسوف ولا نعلم من أين أتى نيفي تسوف هذا، فالموقع هو مقر كتيبة اردنية على ارض النبي صالح ودير نظام وتموضعت فيها قوات الاحتلال بعد عدوان 67 ثم جاء مستوطنون وحولوها الى نيفي تسوف وكلنا نعرف أكذوبة اختلاق الأسماء فلا علاقة للنبي المذكور بالمكان ولا اظن انه يوجد نبي بهذا الإسم .
ثم جاءت شركة مقاولات تسمى حلميش وبنت منازل قرب الموقع وباعتها وصارت المستوطنة تسمى حلميش وتوسعت في الأحراج وتم قطع الاشجار لبناء المنازل ثم حاول المستوطنون توسيع السياج عدة مرات وصولا الى نبع ماء اطلقوا عليه اسم نبي اخر فلديهم مخزون انبياء لا ينضب مثل اكاذيبهم، ويحاولون الآن تهويد نبع واد ريا القريب ثم اقاموا مدرسة دينية على طريق ام صفا على قطعة ارض صغيرة اخذت تتمدد وشقوا لها طريقا مؤخرا للزحف على تلة مجاورة من جهة كوبر.
بالطبع سيأتون باسماء دينية لأنبياء مجهولين او لم يخلقوا قط لإضفاء طابع ديني على الاستيطان وتقوم جرافات بتجريف الارض قرب الشارع العام حاليا بعد العملية في المستوطنة واغلقوا طريق بيتللو دير عمار ربما لتنفيذ مخطط قديم اي قطع الطرق هناك وتحويلها شمال حرج النبي صالح حتى يسهل الاستيلاء على الارض من بيتللو جنوبا حتى النبي صالح ودير نظام شمالا ما يعني خلق تكتل استيطاني جديد بأسماء دينية مختلقة.
الصراع بات دينيا وعلنيا لأن حكومة اليمين لا تخفي اطماعها في المقدسات وبعض نواب وقادة اليمين الحاكم كانوا في الأصل اعضاء في التنظيم السري اليهودي في الثمانينيات ممن خططوا لتفجير المسجد الاقصى وتم اعتقالهم واطلاق سراحهم بعد فترة قصيرة في السجن.
كل الثورات في فلسطين نتجت عن تدخلات اسرائيلية في المسجد الاقصى بدءأ من ثورة البراق سنة 1929 مرورا بمحاولة وضع مجسم للهيكل سنة 1990 وصولا الى زيارة شارون الاستفزازية للمسجد سنة 2002 وحتى الآن.
وعادة فإن الصراع الديني هو الأسوأ تاريخيا لأنه الاكثر دموية وأطول امدا وهذا ما تريده احزاب اليمين الاسرائيلي وتعمل من اجله