وخلال الشهر المنصرم أُعلن على الأقل عن مقتل خمسة فلسطينيين من قطاع غزة، كانوا يقاتلون في صفوف "داعش" في سيناء، إضافة إلى الإعلان من فترة لأخرى عن مقتل فلسطينيين من غزة وهم يقاتلون في صفوف "داعش" في سوريا والعراق وليبيا.
وتتصدى حماس منذ سنوات ليست بالقليلة للتنظيمات السلفية في غزة، في محاولة للحد من تأثيرها كونها تنظيمات إسلامية تحمل فكرا "متشددا" ترفضه حماس، وتحاول أن تحاصره وتحد من انتشاره.
وحذرت منظمات دولية عديدة من الأوضاع الإنسانية والمعيشية في غزة، في ظل حصار مفروض على القطاع منذ أكثر من 10 سنوات، الأمر الذي يدفع بالكثير من الشباب إلى رؤية الأفكار المتشددة حلا لمشاكلهم والبطالة التي تفتك بطاقتهم وطموحاتهم.
وتعتقل حركة حماس ممثلة بأجهزتها الأمنية وجناحها العسكري كتائب القسام عناصر الجماعات السلفية التي تشك بنشاطها العسكري، وخلال فترات الاعتقال تحاول الحركة إجراء معالجات فكرية للعناصر المتشددة، لكن بعض هذه العناصر حتى بعد اعتقاله وخروجه من السجن تمكن من مغادرة القطاع والالتحاق بصفوف تنيظم "داعش".
ورأى الخبير الأمني هشام المغاري أن حادث التفجير الانتحاري جنوب القطاع حالة عابرة وليست متجذرة في المجتمع الغزي، مضيفا أنه لا بد من التعامل مع الأمر بأسلوب أمني متقدم، وليس على أساس ردود الفعل، "بمعنى أن يتم رفع الحالة الأمنية وملاحقة من جنّد المجموعة المنحرفة التي فجرت نفسها، مع عدم إعطاء الأمر جحما أكبر من حجمه.
وعلى ضوء الحدث الأمني "الخطير" وحادثة التفجير الانتحاري، تداعت اليوم الخميس، القوى الوطنية والإسلامية في اجتماع أعلنت في اعقابه رفضها الكامل للحادث الانتحاري، وقالت: إنه يخدم الاحتلال ويتساوق معه، ودعت القوى الأجهزة الأمنية للضرب بيد من حديد على كل المنحرفين فكريا.
كما شددت الفصائل على أهمية الأمن المصري والعربي وقالت: "إن غزة لن تقدم للأمة العربية والاسلامية الا كل خير وأمن غزة القومي هو أمن الأمة العربية والاسلامية".
ولاقت عملية التفجير استنكارا وشجبا واسعا من قوى وتنظيمات فلسطينية مختلفة، ووصفت حركة المقاومة الشعبية ما حدث بأنه "محاولة دنيئة وخسيسة استهدفته مجموعة من جهاز حماة الثغور من قبل فئة ضالة ومنحرفة"، مضيفة أنها "محاولة خارجة عن قيم مجتمعنا وديننا الحنيف".
الجبهة الديمقراطية وصفت التفجير بانه "عمل إرهابي جبان ولا يمت للدين والأخلاق بصلة، ولن يخدم سوى الاحتلال وأعداء الشعب الفلسطيني".
اما القيادي في حركة حماس مشير المصري فقد وصف مفجر نفسه بأنه من أصحاب الفكر المنحرف، ويجب محاسبة كل من تسول له نفسه النيل من أمن غزة.