في محيط المدينة ثم في داخلها، ويوجد داخل المدينة حاليا خمسة مواقع استيطانية :تل الرميده، والدبويا، ومدرسة أسامة بن المنقذ وسوق الخضار والاستراحة السياحية قرب المسجد الإبراهيمي الشريف،بالإضافة إلى التجمع الاستيطاني اليهودي على حدود المدينة الشرقية (كريات أربع وخارسينا).
وبينت العلاقات العامة في وزارة الاوقاف في تقريرهاان الاحتلال لم تغفل عينه عن المدينة لحظة فسعى وما زال للانقضاض عليها بشتى الوسائل والطرق، وخاض الفلسطينيون بكل عزم وصلابة معركة الصمود، والتحدي على ارض الوطن وفي المحافل الدولية،وأثار قرار اليونسكو إدراج البلدة القديمة في الخليل على لائحة التراث العالمي غضب إسرائيل وتهديدها ووعيدها.
ووفق "بروتوكول الخليل" عام 1997 تسلمت السلطة الفلسطينية أجزاء من مدينة الخليل أطلق عليها "h1" ، فيما تواصلت السيطرة الإسرائيلية على القسم المتبقي "h2" ويطقنه قرابة 45 ألف نسمة، وفيه تقع البلدة القديمة والمسجد الإبراهيمي.ووفق ذات البرتوكول يتعهد الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي بـ"المحافظة على حماية الطابع التاريخي للمدينة بطريقة لن تضر أو تغير طابع أي جزء من المدينة"، لكن الواقع يشهد بعكس المذكور. وتوالت الاحداث الصعبة على الخليل وبلدتها القديمة ومسجدها الابراهيمي والتي كان اخرهاالقرار لحكومة الاحتلال الإسرائيلي بمنح مستوطنيها إدارة شؤونهم البلدية،، ويؤكد ذلك أن التقدّم الجاري في المخطّط الاستيطاني للمدينة يعد من القرارت الخطيرة في تاريخ احتلال المدينة، وخاصة بعدما أصدرت سلطات الاحتلال مطلع الشهر الحالي قراراً يُتيح للمستوطنين المستولين على أحياء وسط البلدة القديمة المعروفة بمنطقة (H2) في الخليل حق تشكيل مجلس بلدي يمنحهم الخدمات الحياتية في المجالات المختلفة. مخاطر المجلس تتعدى تقديم خدمات البنية التحتية للمستوطنين لتشمل توسيع حدود مجلسهم واستملاك أراضي المواطنين بالقوة وبحجة قوانين البلدية المزعومة.
قرار الاحتلال يقضي بتحويل البلدة بأكملها لمستوطنة واستملاك أراضي المواطنين بشكل يظهر أنه قانوني وهو في الواقع "تطهير عرقي" يهدف لتهجيرهم. وتقيم إسرائيل سبع بؤر استيطانية وأكثر من مئة نقطة احتلالية داخل البلدة القديمة تتوزع بين حواجز ونقاط عسكرية حديدية وبوابات إلكترونية خاصة بمحيط المسجدالإبراهيمي.
ويواصل الاحتلال الاسرائيلي سياسته الاستيطانية في قلب الخليل، من خلال تضييق الخناق على المواطنين الفلسطينيين في البلدة القديمة ومحيطها، ووضع وتنفيذ مخططات هدفها إرغام السكان الأصليين على الرحيل وجلب المستوطنين المتطرفين، كل ذلك بدعم كبير من رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو الذي أقر خطة استيطانية بكلفة 50 مليون شيقل لتعزيز الاستيطان في كريات اربع وقلب الخليل.
في الخليل كل شيء متوقع وقابل للحدوث باي لحظة اعتقال ، قتل ، مصادرة ،حواجز ثابتة واخرى طيارة، منع دخول او خروج، اقتحامات، مصادرة وهدم، ومنع صلوات ومنع رفع اذان،تنغيص، استيلاء لشوارع لمنازل لاحياء، اغلاق لمساجد ولمدارس،ركود اقتصادي وتجاري،بل لا حياة هناك.
تتعرض البلدة القديمة بكل ما تحتويه من كنوز اسلامية وخاصة المسجد الابراهيمي الشريف بصورة يومية من قبل الإحتلال الإسرائيلي الى جملة من الاعتداءات والانتهاكات،وضد الممتلكات التاريخية والثقافية،وحقوق المواطنين ، وذلك بحكم أهمية موقعها الجغرافي،حيث تقع حارة السلايمة وجابر بالقرب من المسجد الإبراهيمي الشريف، يرمي من خلالها الاحتلال للسيطرة على العديد من الممتلكات هناك من أجل تهويد المنطقة وطمس معالمها التاريخية والاسلامية، وتشديد الخناق على المسجد الإبراهيمي الشريف كمعلم ديني وتاريخي بارز، حيث تتعدد الإنتهاكات الإسرائيلية في تلك المنطقة،فتارة يقومون بهدم مبان تاريخية عريقة من أجل استحداث طرق إستيطانية لسرعة قدوم المستوطنين الإسرائيليين من مستوطنة كريات أربع للمسجد الإبراهيمي الشريف والبؤر الإستيطانية الأخرى،وأخرى يقومون بإغلاق الشوارع والطرقات الواقعة في تلك الحارات والمؤدية للمسجدالإبراهيمي الشريف من خلال وضع كتل أسمنتية وسواتر من الخرسانة وترابية، كما ويمنعون لجنة مديرية الاوقاف وإعمار الخليل من ترميم مئات المباني التاريخية الآيلة للسقوط بهدف هدمها وإندثارها و مسحها من التاريخ.
وتشكل الاحداث والانتهاكات والاعتداءات على المقدسات ودور العبادة وخاصة المسجد الاقصى والابراهيمي نقطة تحول في السياسة الاسرائيلية تجاه المقدسات والعمل الحثيث لتهويدها،ومحوها من معلم اسلامي فوق الارض، واجتثاث جذورها التاريخية الضاربة في اعماق الارض الاسلامية بل ليصار الى صبغ العملية بالصبغة اليهويدية التلمودية.فالمسجد الابراهيمي الصامد واهله المرابطون الذين يسطرون اروع الملاحم التي عرفها التاريخ شاهد على عصر الغطرسة التي لا حدود لها،وبث مباشر لكل العالم كيف يصنع المحتل بتراث وحضارة اسلامية والامكنة الدينية التي من نافلة القول انها مكان امن، له قدسيته واحترامه.
وتتجلى السياسة القمعية الاحتلالية الاحلالية، ليس فقط بالمسجد الابراهيمي بل تعدتها الى طرق وحوانيت وأقواس وقناطر البلدة القديمة،واثار خالدات كانت صنتعها مجد هذه الامة لتدنس وتدمر لاحقا باعداء الحياة ،التي أصبحت الآن شبه مهجورة،حيث تحتوي مدينة الخليل على الكثير من المساجد والزوايا والأربطة الإسلامية التي باتت محاصرة من قبل اليهود ومستوطنيهم مثل (رباط مكي، الجماعيلي، رباط الطواشي، الرباط المنصوري الذي يتمتع بصفات معمارية قديمة،القلعة التي تقع بجوار المسجد الإبراهيمي من الجهة الغربية الجنوبية، ومسجد الجاولية، مسجد ابن عثمان، مسجد القزازين، مسجد البركة، مسجد الأقطاب القديم، مسجد الشيخ علي البكاء، ومسجد السنية ومسجد الكيال والعمري والبركة،وزاوية الشيخ علي المجرد، زاوية الشيخ عبد الرحمن الأرزرومي، زاوية الجعابرة،زاوية المغاربة،الزاوية الأدهمية،الزاوية القيمرية،زاوية أبو الريش،زاوية الشاذلي، ومسجد مشهد الأربعين استولى اليهود على 12 دونماً في محيط المسجد، ومنعوا لجنة الاعمار من ترميم المسجد؛ تمهيداً للاستيلاء عليه؛ بحكم قربه من مغتصبة تل الرميدة،بالإضافة إلى (151 مسجداً تاريخيا)، والمقامات والزوايا الصوفية،التي تعد سمة بارزة لمدينة الخليل حيث منع الناس من الاقتراب منها وزيارتها مثل زاوية الشيخ كنفوش في منطقة السهلة وزاوية الأشراف على باب المسجد الإبراهيمي بحجة قبر ٬ والزوايا التي تقع خلف مصلى الجاولي الجعبري والأرزرومي،وعمر المجرد،والبسطامية وغيرهاُيمنع،الوصول إليها حاليا بحجة وجود معسكر للجيش بجانب المسجد٬ وبركة السلطان التي تعد معلماً تراثيا إسلاميا .
في الخليل كنوز غطاها غبار الإحتلال والإهمال٬ تاريخ وحاضر متصل منذ آلاف السنين تحتاج لإعادة اكتشاف واهتمام ومتابعة واسترداد.
وتابع التقرير بالقول بلدية الحيّ اليهودي في الخليل خطوة نحو دولة المستوطنين للسيطرة على قلب مدينة الخليل، وتحديداً المسجد الإبراهيمي وتحويله إلى كنيس لليهود كما يخططون له ليل نهار، ويتجلى ذلك كما بدات مرحلته الاولي من تقسيمه ومنع الاذان فيه ومحاصرته واحداث تغييرات عليه وعلى اركانه.
وتجاوز الاحتلال كل الخطوط الحمراء بمنعه رفع الاذان بحجج واهية لا تنطلي على احد من على مآذن المسجد الابراهيمي، مصحوبة باغلاق كامل للمسجد وفتحه بالكامل امام المستوطنين في اعيادهم،والمضايقات التي لا حد لها،واقامة الحواجز والتفتيش المذل،ومنعه للترميمات ومصادرة المعدات، والاقتحامات،والحفريات في ساحاته، واسفل منبره،والاقتحامات على المستوى السياسي كليبرمان وبينت،والعسكرية ككبار الضباط،والاعتداءات على درج المسجد ووضع صخرة كبيرة،ووضع مزيدا من كاميرات المراقبة،ووضع العاب لاطفالهم بالمتنزه،وتركيب بوابات لولبية على المدخل الجنوبي ،والاعتداء على شبك شباك ساره وكسر زجاج شباك الجاولية، وخلع باب اليوسفية، واستحداثات في الكهرباء،واستخدام المستوطنين الطريق الخاصة بالمسلمين باب المسجد الابراهيمي طلعة سيدنا يوسف،واضافة كرافانات،وغرف مراقبة، وحدث ولا حرج في هذا الشان.وبلغت الاعتداءات بمنع رفع الاذان من العام 2009 الى 2014 (3346) وقتا موزعة على النحو التالي :
2009 ( 615)وقتا، وفي سنة 2010 ( 366)، وفي 2011 منع الاذان 636 وقتا
2012 ( 457)،وفي 2013 ( 648) ومنع الاحتلال رفع الاذان في 2014 ( 624) وقتا، وفي 2015 يتخطى 590 وقتا وفي عام 2016 منع الاذان 644 وقتا
الحي اليهودي كما وضح من المخطط الاحتلالي الاحلالي، يمتد من عمارة قفيشة، وتربة اليهود، ومنطقة تل الرميدة، ومنطقة الزيتون ،شارع الشهداء، محيط مدرسة قرطبة والعين الجديدة، ومنطقة البركة والسهلة، ومحيط المسجد الإبراهيمي، وحارة السلايمة وغيث، وجزء من حارة جابر والجعبري، ووادي النصارى والحصين، وشارع عثمان بن عفان. مايعني أن جميع أملاك المواطنين وشؤونهم ستكون مباشرة مع الإدارة المدنية، مما يصعب تطوير المنطقة فلسطينياً، ومصادرة جميع الأماكن العامة وأملاك بلدية الخليل، ووضعها تحت تصرّف بلدية المستوطنين الجديدة، ومنها منطقة الاستراحة وملعب المدرسة الإبراهيمية، والحسبة والكراج القديم وبركة السلطان ومرافق اخرى، وربما سيتبع ذلك فرض الغرامات والضرائب العالية على المواطنين الفلسطينيين ، ومصادرة المحلات التجارية والبيوت المغلقة