اطلس-حذر رئيس بلدية يعبد، الدكتور سامر أبو بكر، من أبعاد الحملات التي تتعرض لها البلدة والقرى المجاورة
لها من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين، موضحاً أن الهجمة الشرسة المستمرة تأخذ منحى تصعيديا وخطيرا يشمل كافة مكونات الحياة وبشكل خاص الزراعة ومناشير الحجر.
وفي حديث لـ "القدس"، أوضح أبو بكر، أن المداهمات الواسعة التي تعرضت لها العشرات من المنازل، فجر أمس، لا تختلف عن الهجمة التي شنها الاحتلال قبل فترة قليلة ضد ورش تصنيع الفحم والتي أدت لاغلاقها وتدمير مصدر عيش المئات من العائلات وانضمام أعداد كبيرة من العمال لجيش العاطلين عن العمل وارتفاع معدلات البطالة، موضحاً أن الهجمة الجديدة تستهدف القطاع الزراعي وخاصة مع اقتراب موسم الزيتون الذي تعتاش منه مئات العائلات.
عقوبات ومضايقات
وأشار أبو بكر الى أن الاحتلال يتفنن في فرض العقوبات على بلدة يعبد وقراها المجاورة بشكل دائم ودون توقف، وبذريعة الاسباب الامنية، قام قبل عدة شهور ، بوضع سياج حديدي يمتد لمسافات طويلة في السهل الغربي الواقع على الشارع الرئيسي قبالة وبمحاذاة الحاجز الثابت المقام على شارع يعبد المؤدي لبرطعة الشرقية ، وقال " خلال انتفاضة الاقصى ، أقام الاحتلال الحاجز المحاصر بكتل اسمنتية ومدعوم ببرج مراقبة ، مما جعل الجنود يتحكم بحياة وحركة تنقل المواطنين المقيمين في القرى الواقعة على الشارع الذي ينتهي عند بوابة برطعة الشرقية التي تعتبر الممر الرئيسي لعمال محافظة جنين والتجار وغيرهم نحو الداخل "، وأضاف " طوال السنوات الماضية ، عانى الجميع وخاصة المزارعين والتجار والعمال من ممارسات الجنود التعسفية على الحاجز ، لان الجنود كانوا يفرضون اجراءات مشددة وفي كثير من الاحيان يغلق وتمنع حركة التنقل حتى لسكان القرى القريبة ".
سياج ومكعبات
ورغم سيطرة الاحتلال من خلال الحاجز وبرج المراقبة العسكري على المنطقة التي يقع فيها سهل يعبد الذي يستخدم للزراعة وتقع فيه المئات من أشجار الزيتون ، لم يكتف الاحتلال بذلك ، ويوضح أبو بكر ، أن الاحتلال نصب بوابة حديدية على المدخل الغربي للبلدة ، ثم حظر دخول اصحاب الاراضي للمنطقة المحاذية للحاجز مما كبد المزارعين خسائر فادحة ، مضيفاً " أن الاحتلال ، نصب بشكل مفاجىء سياجا حديديا في اراضي السهل بعدما اقتلع العشرات من اشجار الزيتون التي يعود عمرها لمئات السنين ، ففقد المزارعون مصدر دخلهم الرئيسي "، ويكمل " امعاناً في سياسة الحصار وتضييق الخناق وتدمير القطاع الزراعي ، باشر الاحتلال منذ ايام ، بنصب كتل اسمنتية على امتداد المنطقة الواقعة بين قريحة إمريحة وبلدة يعبد ، مما سيؤدي لاغلاق مساحات واسعة من الاراضي ".
مخطط خطير
ويؤكد رئيس بلدية يعبد ، أن حالة من الخوف والقلق تنتاب أهالي المنطقة بشكل عام ، في ظل الخطوات المتسارعة للاحتلال لتعزيز سيطرته على المنطقة التي تعتبر اراض زراعية ، وقال " خلال أيام فقط ، اصبحت المكعبات الاسمنتية أمرا واقعا يفرضه الاحتلال ، وحالياً ، نصب الاحتلال 8 كتل ومكعبات اسمنتية مع سياج فوقها بارتفاع 3 أمتار وطول 400 متر ، يبدأ أول من حدود قرية إمريحة باتجاه بلدة يعبد ، وهناك خوف وقلق من المجهول القادم بعد هذه الخطوات "، ويضيف " المنطقة من غربها حتى شرقها مزروعة باشجار الزيتون ، والواضح أن هناك مخططا اسرائيليا لفرض واقع جديد في المنطقة مما يهدد موسم الزيتون ، فقد أصبح موسم حصاد الزيتون وشيكا ، واذا منع الاحتلال المزارعين من القطف ، فستحل كارثة كبرى تهدد بضرب وتدمير القطاع الزراعي ".
استهداف الفحم
ومما يثير القلق بشكل أكبر ، كما يقول رئيس البلدية " ان الاحتلال تمكن قبل فترة من توجيه أكبر ضربة لاقتصاد منطقة يعبد ، عندما شن حربا شرسة على قطاع ورش تصنيع الفحم وقضى على هذه التجارة التي شكلت من أهم مقومات الدخل للمنطقة "، واضاف " بمزاعم مفبركة ، تمكن الاحتلال من حصار قطاع انتاج الفحم وتدميره ، ولم يحرك أحد ساكناً للتصدي لهذه الاجراءات التعسفية التي انتهت بخسائر فادحة وارتفاع معدلات البطالة في المنطقة التي تعتبر الوحيدة في محافظة جنين التي تنتشر فيها المستوطنات ومعسكرات الجيش الذي ما زال يمارس الاعمال القمعية بحق المواطنين ".
مداهمات يومية
وذكر أبو بكر ، أن قوات الاحتلال تقتحم كل يوم بلدة يعبد وقراها وتنكل بالمواطنين دون سبب ، ويقول " منذ فترة ، لم يعد ليلة أو يوم دون تسجيل حملات دهم وتخريب وتفتيش واعتقالات طالت حتى الاطفال ، والجميع يتساءل باستغراب عن حقيقة هذا التصعيد غير المسبوق بحق سكان المنطقة المهمشة والتي لا يسأل أو يهتم فيها وبمعاناة أهلها أحد "، وأضاف " عاش أهالي البلدة ، فجر الجمعة ، كوابيس وساعات رهيبة في ظل الهجمة الشرسة للاحتلال الذي أطلق قنابل الغاز بشكل كبير وكثيف حتى داخل المنازل مما أدى لاختناق العشرات من المواطنين والنساء والاطفال ".
ويكمل " الكارثة الكبرى بالنسبة لنا ، ان السبب مجهول ، وما يؤكد أن الحقيقة العقاب والانتقام وتضييق الخناق ، ان جميع الذين اعتقلوا أطلق سراحهم بعد ساعات فقط ".
تحرك سريع
ودعا رئيس بلدية يعبد ، أبو بكر ، كافة الجهات للتحرك الفوري والسريع لمساندة أهالي المنطقة واطلاق حملة وطنية وشعبية للتصدي لخطوات وممارسات الاحتلال وتعزيز صمودهم وانقاذ المزارعين وموسم الزيتون قبل فوات الاوان ، مؤكداً أن جميع المؤسسات مطالبة بتحمل مسؤولياتها والوقوف لجانب البلدة التي ارتفع عدد معتقليها بشكل كبير .