أصيب العشرات في اشتباكات وقعت بمدن القاهرة والإسكندرية والسويس والإسماعيلية في الذكرى الثانية لانطلاق ثورة 25 يناير، بين قوات الأمن ومتظاهرين خرجوا استجابة لدعوات وجهتها حركات شبابية وأحزاب معارضة للمطالبة بـ"استكمال أهداف الثورة"
وقال مصدر أمني إن عددا من قوات الشرطة أصيبوا خلال اشتباكات مع متظاهرين في محيط ميدان التحرير، كما أصيب العشرات في أنحاء البلاد بحسب هيئة الإسعاف المصرية.
وفي شارع الشيخ ريحان قرب ميدان التحرير تجددت المواجهات اليوم بين المتظاهرين وقوات الأمن، حيث رشق متظاهرون قوات الشرطة المنتشرة خلف الحاجز الأمني في الشارع بالحجارة، وردت الشرطة بإطلاق قنابل الغاز المدمع.
كما حاول عدد من المتظاهرين إزالة الكتل الخرسانية المقامة في الشيخ ريحان القريب من مقر وزارة الداخلية المصرية.
وفي الإسماعيلية، قام محتجون بإحراق مقر جماعة الإخوان المسلمين في المدينة بعد أن فشلوا في اقتحام أحد أقسام الشرطة، كما أصيب نحو عشرين شخصا بجروح عندما اقتحم العشرات مبنى المحافظة.
وفي الإسكندرية أفادت المصادر بسقوط 40 جريحا عندما أطلقت قوات الأمن قنابل الغاز المدمع لتفريق متظاهرين أمام مبنى المجلس المحلي في المدينة.
وأضافت المصادر أن المحتجين رشقوا قوات الأمن المكلفة بحماية المبنى بالحجارة.
وتحدث عن مناوشات بمنطقة المنشية بين بعض الأهالي والمتظاهرين مما أسفر عن وقوع إصابات. وفي مقر مسجد القائد إبراهيم بقيت المظاهرات سلمية ورددت عدة هتافات بلغ أقصاها المطالبة برحيل المرشد العام للإخوان المسلمين، بحسب ما أفادت المصادر .
وفي مدينة السويس، ذكرت المصادر أن قوات الأمن أطلقت قنابل الغاز المدمع لإبعاد متظاهرين عن محيط مبنى المحافظة، مشيرا إلى أن بعضهم تمكن من إشعال النار في مبنى إداري تابع له لكن السلطات تمكنت من السيطرة عليه.
وكانت حشود من المتظاهرين قد تجمعت في ميدان الأربعين للمشاركة في فعاليات الذكرى الثانية للثورة والمطالبة باستكمال إنجاز مطالبها، وانضم للمحتشدين في ميدان الأربعين مسيرتان انطلقتا من مسجدي الغريب والشهداء.
كما جرت مناوشات قرب مبنى مديرية الأمن بالسويس مما ترتب عليه وقوع 12 إصابة في صفوف الشرطة والمتظاهرين. وذكر المراسل أن المتظاهرين قاموا بإلقاء الحجارة على قوات الأمن المتمركزة قرب المبنى وأشعلوا الإطارات، لكن الشرطة تمكنت من السيطرة على الوضع.
وفي محافظة كرم الشيخ، أفادت المصادر بأن متظاهرين قاموا باقتحام مقر المحافظة واعتصموا داخله.
وكانت حركات شبابية وأحزاب معارضة دعت للتظاهر اليوم الجمعة للمطالبة بـ"استكمال أهداف الثورة" في الذكرى الثانية لانطلاقتها، فيما أشاد الرئيس محمد مرسي بما تحقق من أهداف الثورة وتعهد باستكمال المتبقي منها.
ودعت جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة إلى تظاهرات تحت شعارات عدة من بينها "لا لأخونة الدولة"، احتجاجا على سياسيات الرئيس مرسي وجماعة الإخوان المسلمين. كما قال محمد البرادعي أحد قادة الجبهة في كلمة مصورة بثها عبر حسابه على تويتر "لننزل إلى الميادين لاستكمال أهداف الثورة".
بدورها دعت وزارة الداخلية المصرية أمس الخميس المتظاهرين بميدان التحرير والشوارع المحيطة بوسط القاهرة إلى عدم الاحتكاك بقوات الأمن والالتزام بسلمية التعبير عن الرأي.
وناشدت الوزارة -في بيان- جميع المتظاهرين عدم الاحتكاك بقوات الأمن ورجال الشرطة التي تهدف إلى تأمين المنشآت العامة والخاصة. وأضافت أن الأجهزة الأمنية تواصل التعامل مع التعديات التي تتعرض لها بأقصى درجات ضبط النفس.
من جهتها أكدت جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة -المنبثق عنها- أنها لم تدع للمشاركة في أي مظاهرات اليوم، موضحة التزامها بالمضي في حملتها: "معا نبني مصر" التي تقدم مشروعات خدمية أبرزها: القوافل الطبية وحملات التشجير وتنظيف المدن والقرى.
في المقابل، دعا الرئيس محمد مرسي مساء الخميس الشعب المصري للاحتفال بالذكرى الثانية للثورة بطريقة حضارية وسلمية.
وقال مرسي، في كلمة خلال الاحتفال بالمولد النبوي الشريف "أدعو الشعب المصري كله للاحتفال بالذكرى الثانية للثورة بطريقة سلمية وحضارية، ونحافظ على مؤسسات الدولة وشوارعها ومبانيها"، وتابع "ما زلنا نواجه الثورة المضادة التي تريد إجهاض ثورة 25 يناير".
وعلى مدار يوم أمس الخميس، وقعت اشتباكات بين متظاهرين وقوات الأمن بالقرب من ميدان التحرير بعد أن حاول المتظاهرون إزالة جدار من الكتل الإسمنتية أقيم بالقرب من ميدان التحرير في نهاية شارع القصر العيني، وهي منطقة تقع بها مؤسسات عدة من بينها مقرات مجلسي الشعب والشورى ومجلس الوزراء، كما أنها قريبة من مقر وزارة الداخلية.