والذى يصادف التاسع والعشرين من نوفمبر بان الاحتلال يضرب بعرض الحائط كل القرارات التي أقرتها المؤسسات الدولية فيما يتعلق باحترام حقوق الإنسان، ومعاملة الأسرى معاملة إنسانية وتوفير حقوقهم ومستلزماتهم، ولا يلتزم بتطبيق أياً منها.
وأضاف بان الأسرى يفتقدون في هذا اليوم كل أشكال التضامن العربي والدولي التي قد تشكل ضغط على الاحتلال لتحسين شروط حياتهم، حيث يصمت العالم على انتهاك الاحتلال للمواثيق والاتفاقيات مما شجعه على الاستمرار في هذا النهج ، والتعامل مع نفسه كدولة فوق القانون .
وقال الناطق الإعلامي للمركز الباحث "رياض الأشقر" أن أكثر من(6500 ) أسير فلسطيني موزعين على أكثر من 23 سجن ومركز توقيف داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، يشتكون من سوء المعاملة من قبل إدارة مصلحة السجون وافتقارهم الى كل الحقوق التي نصت عليها المواثيق الانسانية ، اضافة الى استخدام الاحتلال كل أساليب التعذيب النفسي والجسدي بحقهم.
مشيراً الى ان الاسرى يحتاجون بالفعل إلى كل أشكال التضامن معهم محلياً وعربياً ودولياً من اجل أن يسمع العالم كله بمعاناتهم، ولكي تتكشف حقيقة هذا المحتل المجرم الذي لا يحترم إنسانية البشر، ولا يوفر ابسط الحقوق للأسير الفلسطيني .
اعتقالات بالجملة
وأشار "الأشقر" الى أن الاحتلال ضاعف من عمليات الاعتقال بشكل كبير جدا منذ بداية انتفاضة القدس ، حيث نفذ حملات اعتقال بالجملة للمواطنين الفلسطينيين ، وبلغت حالات الاعتقال منذ اندلاعها حتى اليوم ما يزيد عن (15) الف حالة اعتقال، وهذا العدد يرتفع يومياً نتيجة استمرار الاحتلال في حملات الاعتقال التي ينفذها في الضفة الغربية والقدس، والتي طالت مصابين بعد اطلاق النار عليهم بحجة تنفيذ عمليات طعن .
منوهاً الى ان الاعتقالات لم تقتصر على فئة معينة بل طالت كافة شرائح وفئات الشعب الفلسطيني، حيث وصلت حالات الاعتقال بين الأطفال القاصرين منذ اكتوبر 2015 ما يزيد عن (4000) طفل، لا يزال منهم (300) خلف القضبان عدد منهم جرحى، بينما بين النساء بلغت حوالى ( 1800) حالة بينهن قاصرات وجريحات، و لا يزال منهن (55) أسيرة في سجون الاحتلال بينهن 10 جريحات، و10 قاصرات.
موت بطئ
كما لا تزال ادارات سجون الاحتلال تمارس سياسة الموت البطيء بحق الاسرى بإهمال علاجهم من خلال المماطلة في متابعة الحالات الصحية وتحديدا المزمنة منها، ما أدى الى زيادة نسبة الخطورة على حياتهم ، وخاصة عشرات الاسرى الذين يعانون من الأمراض المزمنة كالسرطان و مشاكل القلب وضمور العضلات والكلى وضغط الدم والشلل الكلي أو الجزئي والأعصاب، حيث أصبحت بعض الحالات غير قابلة للعلاج ما يهدد حياتها بالموت في أي لحظة، وهو ما أدى لارتفاع حصيلة شهداء الحركة الأسيرة الفلسطينية إلى 212 أسير.
كما أساءت سلطات الاحتلال استخدام قانون الاعتقال الإداري واستخدمته كأسلوب للعقاب الجماعي في التعامل مع المواطنين الفلسطينيين في ظل انعدام إثباتات تشرع استمرار اعتقالهم لفترات طويلة، حيث وصلت أعداد القرارات الادارية منذ عامن فقط الى (3000) قرار .
أوضاع قاسية
وأكد "الاشقر" بان الأسرى في كافة السجون يعانون من انتهاكات لا حصر لها في ظل تنكر الاحتلال للمواثيق الدولية ذات العلاقة بالأسرى وفى مقدمتها اتفاقية جنيف الرابعة ، حيث يتعامل معهم الاحتلال بعدوانية واضحة، و يتفنن في ابتداع الأساليب التي تنكد عليهم حياتهم، وفى الوقت الحالي يشكو الاسرى من نقص حاد في الملابس والأغطية الشتوية ووسائل التدفئة مع دخول فصل الشتاء القارص البرودة ، الأمر الذي يعرضهم إلى الإصابة بالأمراض الكثيرة التي يسببها البرد والرطوبة، والتي تلازمهم سنوات بعد رحيل الشتاء .
ويعانى الأسرى كذلك من عمليات التفتيش المتكررة لغرفهم بشكل مفاجئ وفى أوقات متأخرة ، وما يرافقها من تفتيش واعتداء بالضرب والشتم والاستفزاز وقلب محتويات الغرف ومصادرة الأجهزة الكهربائية والأغراض الشخصية، وخاصة في فصل الشتاء حيث يفرض الاحتلال علهم المكوث في البرد خلال ساعات .
ودعا "مركز أسرى فلسطين" في يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني المجتمع الدولي ومؤسساته الإنسانية والسياسية إلى تحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية، والتضامن مع الفلسطينيين والضغط على الاحتلال لوقف النزيف البشرى المستمر بحملات الاعتقال المتصاعدة والزام الاحتلال بتوفير حقوق الاسرى ووقف الهجمة الشرسة بحقهم .