اطلس- كانت الساعة الثانية فجرا، عندما داهمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال وعناصر ما يسمى حرس الحدود و"اليمام"،
منزل عائلة الشهيد يوسف شماسنة في بلدة قطنة شمال غرب القدس المحتلة، بهدف اعتقال ابنة العائلة القاصر سارة البالغة (14 عاما).
عملية الاعتقال التي حدثت يوم 31 كانون الثاني الفائت، لم تكن في حسبان العائلة التي استشهد ابنها بتاريخ 12 تشرين الأول 2015 في مدينة القدس، يقول يوسف شماسنة: بدأوا بمحاصرة منزلنا عند الساعة 12 ليلا ليقتحموه عند الساعة الثانية فجرا، ويعتدوا على شقيقتي فاطمة (19 عاما) والتي أصيبت بجروح في ساقها، ثم أخذوا باعتقال شقيقتي سارة وحاولوا اخراجها من المنزل دون ان تتمكن من ارتداء غطاء الرأس.
وأضاف يوسف وهو شقيق الشهيد محمد، وأمضى 8 شهور في سجون الاحتلال، أن والدته بثينة (48 عاما) رفضت أن يقتاد جنود الاحتلال ابنتها القاصر لوحدها وأصرّت على مرافقتها، لتفاجأ العائلة بأن الأم والبنت أصبحتا رهن الاعتقال ويخضعن للتحقيق.
وقال يوسف لوكالة معا: إن والدته اعتقلت بعد جنازة الشهيد محمد وتم التحقيق معها حول مشاهد عرضت لها وهي تحمل السلاح في جنازة ابنها، وفي أعقاب ذلك أفرج عنها، متسائلا: لماذا بعد عامين ونصف عادت سلطات الاحتلال لتعاقب العائلة من جديد؟.
مشاهد من اعتقال والدة وشقيقة الشهيد
ويؤكد يوسف شماسنة أنه صدم عندما شاهد والدته وشقيقته وهما تُعرضان أمام المحكمة العسكرية الإسرائيلية يوم الاثنين الماضي، يقول كان أنف سارة مكسورا ويد أمي مكسورة أيضا، كان واضحا تعرضهن للتعذيب خلال التحقيق معهن، وطلب المحامي من المحكمة أن تعرض التصوير الذي يوثق التحقيق لكن المحكمة رفضت طلبه، ومددت اعتقالهن حتى يوم الاثنين القادم.
ونفى يوسف ما نسبه الشرطة الإسرائيلية لوالدته من تهم تتضمن حيازة سلاح والتحريض والتخطيط لتنفيذ عملية، كذلك اتهام اخته سارة بالتخطيط لتنفيذ عملية، وقال إن والدته كأي أم شاهدت ابنها شهيدا بعد 30 يوما من الاحتجاز في الثلاجات، وهو انفعال طبيعي ما حدث في جنازة شقيقي، وهذا حدث قبل عامين ونصف فلماذا اليوم عادوا ليثيروا نفس الموضوع الذي كانوا قد اعتقلوا والدتي على خلفيته في حينه؟، كما نفى الإدعاء بأن شقيقته اتصلت بالشرطة وهددت بتنفيذ عملية، قائلا إن ما ورد محض كذب لا أكثر.
واستشهد الشاب محمد (23 عاما) يوم 12 تشرين الأول، حيث زعمت قوات الاحتلال أنه حاول الاستيلاء على سلاح جندي في محطة الحافلات المركزية، ليقوم مستوطن بضربه بشكل مبرح وإطلاق النار عليه، مما أدى إلى استشهاده وإصابة 2 من المستوطنين بحسب ادعاءات سلطات الاحتلال.
يشار إلى أن شقيق الشهيد معتصم شماسنة يقبع في سجون الاحتلال الإسرائيلي ويقضي حكما بالسجن مدته 17 شهرا.