اطلس- تتفاقم معاناة المراجعين المقدسيين لمكتب وزارة الداخلية الإسرائيلية في القدس الشرقية دون وجود بوادر حل.
وقال داود عليان مدير مركز عطاء المتخصص في معاملات وزارة الداخلية، ومؤسسة التامين الوطني والصحة والارنونا في القدس، ان الوضع في مكتب وزارة الداخلية الاسرائيلية بواد الجوز بالقدس الشرقية مأساوي.
وأضاف لـ "القدس": كان المشهد بالأمس صادما كباقي الايام.. طوابير المراجعين على باب الداخلية أعادت الى الاذهان الاوضاع التي كانت سائدة في مكتب الداخلية القديم بشارع نابلس قبل عشرين عاما من معاناة وازدحام.
وأشار إلى أن وزارة الداخلية تنصلت من مسؤولتيها في حجز المواعيد للدخول لانجاز المعاملات واصبح يتم ذلك من خلال برنامج "ماي فيزت"(my visit) وهو لا يتبع للداخلية، وللاسف لا يمكن الحجز عبره الان، وهذا البرنامج فقط باللغتين العبرية والانجليزية، مضيفا: في اغلب الاحيان لا يجري الرد على مكالمات المراجعين لهاتف الداخلية، من اجل تحديد موعد، وفي حالة الرد يكون باللغة العبرية.
واوضح انه وفقا للداخلية فان حجز المواعيد مخصص فقط لاستصدار وثيقة السفر "لاسيه باسيه" والهوية البيومترية (الذكية) وباقي المعاملات ينبغي إنجازها عبر الانترنت كتسجيل الاولاد في الهوية أما حجز مواعيد لم الشمل فيتم عبر موقع الداخلية وليس عبر "ماي فيزت"، وأيضا يوجد إمكانية تقديم طلب في حالة طارئة عن طريق المحكمة لاجبار الداخلية على تحديد المواعيد.
واشار الى ان الهوية الذكية ليست إجبارية حاليا وانه بالامكان تغييرها حتى عام 2022، وقال لا يوجد قرار الان بتغيير الهويات العادية إلى ذكية.
وأوضح أنه في شهر تشرين الأول الماضي وبعد رفع دعاوى اعترفت "الداخلية" بان لديها 5400 ملف وانها بحاجة عدة سنوات للرد عليها هذا اضافة للملفات التي تزيد مع مرور الايام.
واشار عليان الى انه في اعقاب القانون الجديد بتغيير الهويات الى النظام البيومتري وضرورة تحديد المواعيد اضطر مكتب الداخلية في واد الجوز لتغيير القوانين على غرار المكاتب في اسرائيل لكنه لم يكن جاهزا لتطبيق القانون الجديد كونه يستقبل يوميا اضعاف ما تستقبله المكاتب الأخرى، فاحتياجات السكان في القدس الشرقية كبيرة جدا مثل طلبات لم الشمل وتجديد الاقامة وتسجيل اولاد واثبات مركز الحياة للمواطن ومقابلات مع المراجعين وهذا الوضع خلق ازدحامات وطوابير على باب الداخلية ادت الى زيادة معاناة المراجعين.
وقال: ما نعرفه للأسف ان جميع التطبيقات عن طريق الانترنت هي باللغة العبرية مما يشكل عائقا كبيرا لاهلنا في القدس لذلك من الواضح حين تبحث في الانترنت على وزارة الداخلية باللغة العربية لا يظهر الموقع الرسمي للوزارة.
ولفت إلى انه توجد حاليا عدة قضايا امام المحاكم ضد وزارة الداخلية ونحن في المركز وجهنا عدة كتب لمكتب الداخلية في واد الجوز حول الوضع المأساوي هناك الا اننا لم نتلق اي رد بخصوص ذلك.
وقال: إزاء ذلك، اضطرت المؤسسات الحقوقية لرفع قضايا على الداخلية من بينها مؤسسة "هموكيد"- مركز الدفاع عن الفرد، حيث طالبت في الالتماس بضرورة تحسين الاوضاع امام المكتب، وعلى الداخلية أن ترد على الالتماس في الخامس عشر من الشهر الجاري والتغييرات الواجب ان تتخذها، هذه وعود وهي ليست المرة الأولى التي تطلقها ولا استطيع ان أؤكد ان هناك تغييرات ستجري على ارض الواقع.
وتابع: أما جمعية حقوق المواطن فقد خاطبت وزارة الداخلية حول رؤيتها لايجاد حل للاوضاع الماساوية لمكتب الداخلية فردت على ذلك بان الحل يكمن بفتح مركزين آخرين للداخلية في صور باهر وعلى حاجز مخيم شعفاط وكما علمت هناك وعود لبناء مبنى في صور باهر وهذا يحتاج لوقت لتجهيزه ولا نعلم متى ينتهي ذلك.
وراى عليان انه على المدى المنظور لا يوجد حل لقضية معاناة المواطنين أمام مكتب الداخلية، وارى ان الحل يكمن فقط بالتوافد يوميا على المبنى باعداد كبيرة لممارسة الضغوط على الداخلية كما حدث بالأمس؛ حيث جاءت اعداد كبيرة من المقدسيين وفي ذلك رسالة بان الوضع المأساوي بحاجة لحل.