بمعنى أن نظام هذه الكائنات المنقرضة كان لا يفرق بين الأطعمة الصحية والسموم، ما أدى لزوالها، وهو ما يحدث للإنسان، مع الفارق أن الإنسان يقوم بذلك في عصر المعرفة وبوعي منه.

وتقول دراسة حديثة إن #الديناصورات كانت في طريقها للانقراض فعلياً بسبب سلوكها الغذائي، حتى لو أنها لم تتعرض لخطر كويكب ضربها وأدى لزوالها بحسب النظرية السائدة.

وذهب البروفيسور والتر ألفاريز في عام 1980 إلى فرضية مفادها أن كويكباً اصطدم بالأرض في أواخر العصر الطباشيري منذ حوالي 65.5 مليون سنة، وتسبب في اندثار الديناصورات مع العديد من أشكال الحياة الأخرى.

تجربة الفئران

لكن الدراسة الحديثة تقول إن الديناصورات كانت غير قادرة على مواجهة ارتفاع النباتات السامة، التي تطورت خلال فترة معاصرتها الكوكب.

وتعلل الدراسة أن الديناصور كان يفتقد لحاسة التمييز بين السميات وغيرها، كما عند بعض الحيوانات الأخرى التي لها نفور طبيعي من هذا الأمر، وهذا ما سارع بانقراضه.

وقد أوضح البروفيسور غوردون جالوب، وهو عالم نفساني في مجال التطور، الأمر بالإشارة إلى الفئران التي فشلت محاولات القضاء عليها عبر التاريخ.

وقال: "إن السبب في أن معظم محاولات القضاء على الفئران لم تكن ناجحة، لأنها تطورت تدريجياً، مثلها مثل العديد من الأنواع الأخرى، للتعامل مع سمية النباتات".

والعادة أنه عندما تصادف الفئران غذاءً جديدًا، فإنها عادة ما تأخذ عينة صغيرة فقط منه؛ فإذا مرضوا فإنهم يظهرون قدرة رائعة على تجنب هذا الطعام مرة أخرى، لأنهم يربطون بين طعمه ورائحته مع التفاعل السلبي الذي يمكن أن يحصل.

فهي ببساطة تعتمد أسلوب التجريب للوصول إلى فائدة الطعام أو احتمال ضررها منه، ما يشكل لها حساسية ويجعلها تبتعد عن السميات والأغذية الضارة بها.

عجز نفسي

ويقول جالوب: "نعم إن الديناصورات تم محوها ببساطة مع انفجار كبير عندما ضرب الكويكب، ولكنها كانت قد تعذبت لملايين السنين قبلها".

ويؤكد: "برغم أن هذا الكويكب لعب دوراً أساسياً في عملية الانقراض، إلا أن العجز النفسي الذي لازم الديناصورات جعلها غير قادرة على التعلم بالامتناع عن أكل نباتات معينة قد تسبب بالفعل في ضغط شديد عليها وتضر بها".