الخليل-أطلس- تلاحق القوى الامنية اللبنانية الثلاثاء رجل الدين السني المتشدد احمد الاسير المتواري عن الانظار، وذلك غداة دخول الجيش الى مقره قرب صيدا في جنوب لبنان بعد معركة عنيفة قتل فيها 17 جنديا وعدد غير محدد من المسلحين.
وقال مصدر عسكري لوكالة فرانس برس ان "كل القوى الامنية مكلفة بالبحث وملاحقة الاسير المطلوب مع 123 من انصاره من السلطات القضائية".
وكان القضاء اللبناني سطر امس بلاغات بحث وتحر في حق الاسير و123 من انصاره.
وقال المصدر ان مكان وجود رجل الدين الذي برز على الساحة السياسية قبل سنتين نتيجة مواقفه المناهضة للنظام السوري ولحزب الله الشيعي وخطابه العنيف المتطرف، "غير معروف".
وهناك العديد من الشائعات حول الاسير تتحدث عن احتمال لجوئه الى مخيم عيم الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا القريبة او الى مدينة طرابلس في شمال لبنان بعد ان تنكر بلباس امرأة او الى سوريا.
وانتهت العملية العسكرية التي بدأها الجيش الاحد اثر مهاجمة مجموعة تابعة للاسير حاجزا له في بلدة عبرا قرب صيدا بعد ظهر الاثنين بدخول الجيش الى المقر المؤلف من مسجد بلال بن رباح وابنية عدة فيها مكاتب وشقق سكنية، بعد اشتباكات عنيفة تركت آثارها دمارا وحرائق. وفر الاسير وعدد من مرافقيه وافراد عائلته الى جهة مجهولة.
وبلغ عدد قتلى الجيش في المعركة 17 جنديا، بالاضافة الى خمسين جريحا، بحسب مصادر رسمية. وافاد صحافيون في وكالة فرانس برس ومصادر امنية محلية عن العثور على العديد من جثث المسلحين بعد عملية الاقتحام من مكان المعركة. وقالت مصادر طبية ان عدد الجرحى من المدنيين فاق المئة.
تلاحق القوى الامنية اللبنانية الثلاثاء رجل الدين السني المتشدد احمد الاسير المتواري عن الانظار، وذلك غداة دخول الجيش الى مقره قرب صيدا في جنوب لبنان بعد معركة عنيفة قتل فيها 17 جنديا وعدد غير محدد من المسلحين.
وقال وزير الداخلية مروان شربل خلال جولة له اليوم على المكان ان المقر "يشبه مركزا امنيا اكثر منه مركز عبادة"، مشيرا الى توقيف عدد كبير من انصار الاسير "من جنسيات مختلفة".
وغطى الركام ومظاريف الرصاص الفارغ الشوارع، فيما تدلت اشرطة الكهرباء من الاعمدة. بينما تحمل كل الابنية آثار حريق وثقوبا واسعة وآثار الطلقات النارية.
وذكر صحافيون في وكالة فرانس برس ان الجيش اللبناني الذي ينتشر في المكان بكثافة مع آليات ودبابات يواصل تمشيط الشقق وتنظيفها من الالغام والمتفجرات، كما يواصل البحث عن مسلحين. وكان عثر الاثنين على مستودع ذخيرة واسلحة في اسفل المسجد.
وبعد ظهر الثلاثاء، سمعت اصوات طلقات رشاشة كثيفة صادرة من محيط المسجد، بينما طلب الجيش من الصحافيين الابتعاد عن المكان.
وذكر مصدر عسكري في المكان لفرانس برس انه تم القبض على ثلاثة رجال كانوا مختبئين في خندق.
وكانت الاشتباكات اندلعت بعد ظهر الاحد بعد مهاجمة مجموعة تابعة للاسير "من دون سبب" بحسب قيادة الجيش، حاجزا للجيش اللبناني، ما تسبب بمقتل وجرح عدد من افراده. ويتهم الاسير الجيش اللبناني بغض الطرف عن كل انشطة حزب الله الشيعي المسلحة.
وكانت جماعته اشتبكت قبل اسبوع مع مسلحين من انصار حزب الله قال الاسير انهم موجودون في شقق قريبة من مقره.
وقد شاهد صحافيو فرانس برس بعد ظهر الثلاثاء علم حزب الله يرتفع على احدى هذه الشقق، قبل ان يطلب الجيش من رجال موجودين في الشقة ازالته، فامتثلوا.
واعتبر رجال سياسة مناهضون لحزب الله خلال الساعات الماضية ان سبب ما حصل في صيدا هو الحزب الشيعي الذي يملك ترسانة من الاسلحة يرفض وضعها في تصرف الدولة ويستقوي بها لفرض ارادته على الحياة السياسية، ما يثير احباطا لدى المجموعات الاخرى.
تلاحق القوى الامنية اللبنانية الثلاثاء رجل الدين السني المتشدد احمد الاسير المتواري عن الانظار، وذلك غداة دخول الجيش الى مقره قرب صيدا في جنوب لبنان بعد معركة عنيفة قتل فيها 17 جنديا وعدد غير محدد من المسلحين.
وقال محمد الحلبي (32 سنة) الذي يعمل في الخليج وجاء لزيارة عائلته في عبرا "الدولة موجودة في صيدا فقط، بينما يفترض فيها ان تكون في كل مكان. نحن مع الدولة، لكن تراخيها (مع حزب الله) اوجد مثل هذه الحالات".
الا ان سكان المنطقة ابدوا بشكل عام ارتياحهم للتخلص من الاسير.
وتفقد بعض المقيمين في منطقة المجمع التابع للاسير اليوم منازلهم وحملوا بعض الامتعة وخرجوا، كون معظم المنازل غير قابلة للسكن بسبب الحرائق والدمار الذي طالها. بينما لا يزال الجيش يمنع المقيمين داخل ما يعرف ب"المربع الامني" من الدخول.
ويقدر عدد انصار الاسير بالمئات، وابرزهم المغني السابق فضل شاكر الذي فر معه. وقد تورط الشيخ البالغ من العمر 45 عاما خلال السنتين الماضيتين في سلسلة احداث مع الجيش ومع مسلحين موالين لحزب الله. وهو يعتمد خطابا مذهبيا عنيفا ويدعو الى "نصرة اهل السنة" ويهاجم الشيعة ونظام الرئيس بشار الاسد.
وعاد الهدوء اليوم الى مدينة طرابلس في الشمال التي شهدت توترا وقطع طريق تضامنا مع الاسير خلال احداث صيدا، بالاضافة الى اطلاق نار على دوريات ومراكز للجيش.
كما هدأ الوضع في مخيم عين الحلوة الذي انتقلت اليه المعارك واستمرت ساعات طويلة بين الجيش المتمركز عند المدخل الشمالي للمخيم ومجموعات اسلامية متطرفة.
وتاتي كل هذه الاحداث فيما لبنان من دون حكومة منذ ثلاثة اشهر تقريبا، بعد استقالة الحكومة برئاسة نجيب ميقاتي وعدم نجاح رئيس الحكومة المكلف تمام سلام بتشكيل حكومة جديدة.
كما تأتي في اطار سلسلة توترات امنية متنقلة بين المناطق على خلفية النزاع السوري.