أعلن الجيش الأميركي أن البنتاغون وافق على أن تقوم طائرات تموين أميركية بتزويد الطائرات الحربية الفرنسية المشاركة في عملية مالي بالوقود، فيما قالت فرنسا إن قواتها سيطرت على مطار بلدة غاو التي تبعد نحو 1200 كلم شمال شرق العاصمة باماكو وجسر فوق نهر النيجر
وكانت باريس طلبت من واشنطن وضع طائرات تموين وقود في خدمة الطائرات الحربية الفرنسية المشاركة في العملية العسكرية التي تشنها القوات الفرنسية ضد المسلحين الذين يسيطرون على شمال مالي، وقد وافق وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا على هذا الطلب، بحسب ما أوضح البنتاغون في بيان.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع جورج ليتل في البيان إن بانيتا اتصل هاتفيا بنظيره الفرنسي جان-إيف لودريان للتباحث سويا في سبل توفير الدعم الجوي الأميركي بهدف "حرمان الإرهابيين من أن يكون لهم ملجأ في مالي.
وفيما أكدت فرنسا سيطرتها على بلدة غاو وجسر فوق نهر النيجر، فإنها أقرت أن المعارك ما زالت مستمرة في البلدة مع المقاتلين الإسلاميين. وعلى جبهة تمبكتو، أفاد مراسل الجزيرة أن الطيران الفرنسي قصف صباح اليوم البلدة، في وقت تتقدم فيه القوات الفرنسية والمالية شمالا لاستعادة مناطق أخرى من المجموعات المسلحة.
وأكد مصدر أمني مالي سيطرة القوات المالية والفرنسية على مطار غاو وجسر واباري في البلدة. ويقع المطار على بعد ستة كيلومترات شرق غاو، فيما يقع الجسر عند المدخل الجنوبي للبلدة.
وأشارت المصادر إلى أن الطيران الحربي الفرنسي شن غارات على المدينة استهدفت مواقع للحركات المسلحة الموجودة فى المنطقة؛ وأظهرت الصور تمركز القوات الفرنسية على طريق المطار، وعشرات الشباب يهتفون وهم على ظهر دراجات نارية بالقرب من هذه القوات.
وكانت قوات مالية مدعومة بالقوات الفرنسية بدأت التقدم نحو غاو بعدما استعادت السيطرة على بلدة هومبوري (160 كلم جنوبي غربي غاو و920 كلم شمالي باماكو) مساء أمس دون قتال، ولم يكن هناك أثر للمسلحين الذين انسحبوا منها.
وكانت المصادر الصحفية في مالي أفادت في وقت سابق أن الطيران الفرنسي قصف في وقت مبكر من صباح اليوم بلدة تمبكتو.
وأكدت المصادر ذاتها في تمبكتو حدوث غارات فرنسية على المدينة التي كان يوجد فيها مقاتلون من حركة أنصار الدين.
وكانت المصادر قد أشار أمس إلى أن مقاتلي أنصار الدين أخلوا تقريبا المدينة التي ظل فيها عدد قليل من السكان، في حين نزح عنها الباقون بسبب الأعمال القتالية بما في ذلك الغارات التي شنها الطيران الفرنسي في الأيام الأخيرة.
وأكدت الحركات المسلحة في شمال مالي في الأثناء أنها لم تتكبد خسائر في الأرواح أو العتاد جراء القصف الأخير.
وبسبب الغارات الفرنسية التي دخلت أسبوعها الثالث، انسحب مقاتلو التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا من المدن الرئيسية في شمال مالي، ومنها غاو وتمبكتو، بعدما اضطروا أيضا إلى الانسحاب من كونا وديابالي (أو جبلي) نحو كيدال (أقصى الشمال) على الأرجح.
يأتي ذلك في وقت قال فيه يحيى أبو الهمام الملقب بأمير الصحراء في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي إن إستراتيجية الجماعات الإسلامية في مالي ستكون الانسحاب من المدن وخوض حرب عصابات.
وأضاف أن الفصائل المسلحة ستنسق جهودها باتجاه إعلان إمارة موحدة للتصدي لما سماها الهجمة الصليبية.
وفي ألمانيا، ذكرت تقارير صحفية أن زعيم التنظيم "أبو زيد" فر من القوات الفرنسية في مالي.
وقالت مجلة "فوكوس" الألمانية التي تصدر بعد غد الاثنين استنادا إلى سكان في مدينة ديابالي إن "أبو زيد" ومقاتلين آخرين كانوا يقيمون في مدينة ديابالي الواقعة على مسافة 400 كلم شمال شرق العاصمة باماكو غادروا المدينة قبل ثلاثة أيام من اقتحام الفرنسيين لها.
في هذه الأثناء بدأ قادة جيوش دول المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا (إيكواس) اجتماعا السبت في أبيدجان للعمل على "تعزيز" القوة الأفريقية في مالي التي يفترض أن تدعم القوات الفرنسية والمالية في مواجهة المقاتلين الإسلاميين.
وقال الجنرال سومايلا باكايوكو قائد جيش ساحل العاج التي تتولى حاليا رئاسة المجموعة إن الاجتماع يهدف إلى "تعزيز البعثة الدولية للإسناد في مالي".
وأمس الجمعة عبر الرئيس الأميركي باراك أوباما عن دعمه للتدخل العسكري الفرنسي في مالي، ووعد بالعمل مع نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند لملاحقة ما سماه الإرهاب في شمال أفريقيا.
من جهتها قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية إن إدارة أوباما تسعى لتخصيص 32 مليون دولار لتدريب قوات أفريقية على قتال المسلحين.
وقالت بريطانيا أمس إنها سترسل طائرة استطلاع من طراز سنتينل لدعم العملية الجارية بمالي. وكانت الولايات المتحدة ودول أوروبية أعلنت أنها تساهم لوجستيا بطائرات لنقل الجنود الفرنسيين.