اطلس-النزيف المستمر في قلب غزة آن له ان يتوقف وان نحكم عقولنا في المصلحة الوطنية العليا ، فما تتعرض له قضيتنا الآن هو الاكثر ايلاما لنا بعد النكبة الاولى والنكسة
ثم الانقسام البغيض. فنحن ما زلنا نضع المسدس في اليد التي تريد قتلنا بدلا من البحث عن ساتر يقينا من مخاطر تصفية قضيتنا الوطنية ضمن الأجندة الاحتلالية الاميركية . ينتظرون طرح صفقة القرن ونحن نشاهدها تتجسد في القدس وفي حماية الاستيطان واطلاق العنان له في كل بقعة من الضفة الغربية . فالصفقة تنفذ وتسفك دمنا ودم ارضنا دون اعلان رسمي .وثمة مخطط لمحو القضية بالكامل وتصغيرها بحجم غزة فقط . فالصراع لم يكن ابدا على غزة بل على الضفة وعروسها القدس ، والصراع اصلا على حق العودة الذي يجري طمسه من خلال الضغوط الاميركية على وكالة الغوث . من هنا فلا منجاة لنا الا ان نعود الى المصالحة لتنفيذ بنودها رغم انف المتكسبين من الانقسام ورغم الشعارات الفارغة الطنانة التي لم تمنع رصاصا من اختراق اجساد ابنائنا . كان حريا بنا ان نطالب الدول العربية في اجتماع القاهرة لأن تلقي بثقلها لإنجاز المصالحة الحقة دون فذلكات واستدراكات من فلاسفة المعارضين لها والمنتفعين من ديمومتها. فكم من الخراب الم بك ياغزة منذ الإنقسام وكم من الشهداء والجرحى قضوا دون مبرر وكم من البطولات سجلت دون ان تجد ابطالا يحصدون ثمارها للجميع بل انذالا يأكلون السحت بلا ضمير، كم من الارض استوطنت والاشجار اقتلعت ومن الارواح ازهقت في الضفة اثناء هذه الفترة؟ لا يمكن الانتصار دون وحدة ولا ممارسة المقاومة بأي شكل من اشكالها دون مصالحة ترص الصفوف وتحدد الاهداف الوطنية واساليب العمل النضالي. هم يقتنصون الفرص من ضعفنا وتشتتنا ونحن نوسع الانقسام لمصلحة الاحتلال ولأهداف حزبية وشخصية ضيقة لا مصلحة للشعب وقضيته فيها .