اطلس-لم يبق علينا الا نخرج في مظاهرات حاشدة ضد عهد التميمي اثر ما يتقوله البعض بمن فيهم مثقفين ويساريين على صفحات التواصل الاجتماعي محتجين على المكانة التي حظيت بها هذه المناضلة الصغيرة في وسائل الاعلام المحلية والعربية والعالمية، ما يجعل المرء في اي مكان ان يشعر بالحزن
ازاء خطل وعقم هذه التوجهات بدلا من الفرح التلقائي ازاء تحررها ووالدتها من القيد الاحتلالي بعد انتهاء مدة محكوميتهما التي بلغت ثمانية اشهر، فنتقدم لهما يالتهنئة وكذلك للأب والزوج الذي وكأني به حكم بالمدة نفسها مرتين، مرة عن طفلته ومرة اخرى عن زوجته، الامر نفسه ينطبق على الطفل "سلام" الاخ والابن . فقد قال لي الاسير المحرر رزق صلاح من الخضر عندما سألته عن المدة التي امضاها وراء القضبان بأنها مئة سنة ، موضحا انه امضى ربع قرن وزوجته ربع قرن وكل من ولديه ربع قرن .
عقم هذا التحليل المنتقد لعهد او لنضالها "السلمي" الذي دفعت ثمنه من لحم ودم وبقية افراد عائلتها ، وعلى رأسها والدتها العظيمة، ينتقل الى المستوى العربي، وبالتحديد في سويداء سوريا، حيث المجزرة التي ارتكبتها داعش وراح ضحيتها اكثر من مئتين وستين شهيدا من ابناء الطائفة الدرزية، يخرج علينا الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط ، الذي حمل المسؤولية للنظام السوري، وانه ، النظام، يريد تجنيد اربعين ألفا من ابناء الطائفة تجنيدا اجباريا ، ولم يكن له من سبيل لتحقيق ذلك الا ارتكاب مجزرة السويداء . هذه الزعيم الطائفي ، رئيس ما يسمى بالحزب الاشتراكي التقدمي ، ضد ان يقوم النظام السوري بتجنيد ابناء الطائفة، لكنه ليس ضد ان يتجندوا في "جيش الدفاع الاسرائيلي" منذ انشاء دولة اسرائيل قبل سبعين سنة ، ولا حتى بعد ان احتلت الجولان ، وهي هضبة درزية، قبل احدى وخمسين سنة ، ولا حتى بعد ضمها لاسرائيل رسميا قبل سبعة وثلاثين سنة . وها هي الدولة التي كان يتباهى زعماء الطائفة بالدفاع عنها والموت في سبيلها كحياض وطن ، قد سقطت في براثن القومية الدينية الواحدة ، وان جيشها قد اصبح "جيش الدفاع اليهودي" .
هذا العقم ، طال منزل الشهيد الطفل اركان مزهر في مخيم الدهيشة ، الذي قضى عليه جندي مدجج قبل اسبوع ، وتناقلت وسائل الاعلام "اليهودية" كما تحب الدولة ان نطلق عليها ، تناقلت انها قتلت ارهابيا في مخيم الدهيشة ، لكن في الاروقة الرسمية ، يقول والد الشهيد ان ضابط المخابرات اليهودي اتصل بأحد المعنيين في السلطة وقال له : اعتبروا قتل اركان بمثابة حادث سير .