اطلس- لأيام خلت كتبت إبنتي حنين على صفحتها الفيس بوكية ما يلي" في جولة سريعة اليوم بالبلد، وبين زمامير ومطالبات بالغاء قانون الضمان الاجتماعي
او تعديله وبين لافتات ضخمة مكتوب فيها عائدون رغم انف نتينياهو وترمب، وبين فاجعة طرد عائلات مستأجرة منزل من مالك كويتي، وبين ست مرتبة ولابسة اخر طراز بترمي زبالة ع الارض، وبين رصيف موجود وحيد ما حد بيمشي عليه بس بيمشوا بنص الشارع، وبين واحد بينادي ع شغيل بعمارة بيقوله " معلم عندكم شغل" والله العليم ممكن معه شهادة محاسبة، بحب احكي لكم كل سنة وانتو سالمين.. بعتذر من كل حد مفكر راح يوم يرجع، بعتذر من الرصيف الوحيد، بعتذر من نفسي ومن شباب البلد الي حبت تقدم اشي للبلد بس فشلت عشان علقوا الظروف ع شماعة الاحتلال... بعتذر للشارع الي كل زبالة الشعب عليه، واهم من الشارع بعتذر من عامل النظافة الي مضطر يحني ظهره عشان الناس الي مش حاسة بكل هاد الحكي... واهم اشي بعتذر من حالي الي كل مرة بتكون بنص البلد بتوقع منها كمان ذرة امل ... دمتم سالمين و ذخراً لهذا البلد".
كانت كتابتها هذه في السابع من تشرين الأول أي قبل (11) يوما من هذه المقالة. يا الله .. كم إستغرقني وقتا وأنا أدقق وامحص وأرجع ما كتبته إبنتي، وأفكر بهذا الخليط من الأفكار العميقة.
لقد تحدثت بعجالة عن كوكتيل من الأمور المتعلقة بالشأن الداخلي الفلسطيني وبالمصير الفلسطيني أيضا وكل ذلك في " جولة سريعة اليوم بالبلد"، إذا تحدثت :-
1- حول مظاهرة زمامير السيارات المطالبة بالغاء قانون الضمان الاجتماعي او تعديله وذلك شأن داخلي يتعلق بمفصل حياتي فلسطيني يهم الجميع.
2- حول لافتات ضخمة مكتوب فيها عائدون رغم انف نتينياهو وترمب، وهي تعكس حلما فلسطينيا عاما لجميع الفلسطينيين في الداخل والخارج والشتات.
3- حول فاجعة طرد عائلات مستأجرة منزل من مالك كويتي، وذلاك شأن داخلي خاص بالمالك والمستأجر وتدخل السلطة التنفيذية رغم وجود قرار قضائي بوقف الاخلاء.
4- حول سيدة "مرتبة ولابسة اخر طرز بترمي زبالة ع الارض" وذلك يدخل ضمن التحليل النفسي لتلك التي تتأنق لترمي نفايات على قارعة الطريق وحال لسانها يقول لنا أن تلك السيدة " من برا رخام ومن جوا سخام".
5- حول " رصيف موجود وحيد ما حد بيمشي عليه بس بيمشوا بنص الشارع " وذلك يعكس سلوكا عاما حيث أن الرصيف هو لكل شىء إلا للمشاه وذلك يعبر عن ثقافة في دواخلنا.
6- حول " واحد بينادي ع شغيل بعمارة بيقوله " معلم عندكم شغل" والله العليم ممكن معه شهادة محاسبة" وذلك يعكس وصفا لحالة البطالة التي يعيشها الجيل الجديد وإبنتي حنين أحدهم.
لتصل في هذت الجملة المقتضبة "على عجالة" كما يقول السياسيون أنها :-
أ- تتمنى للجميع إستمرار الحياة بالقول " بحب احكي لكم كل سنة وانتو سالمين.. ".
ب- أنها تعتذر "من كل حد مفكر راح يوم يرجع" .
ت- أنها تعتذر "من الرصيف الوحيد" .
ث- أنها تعتذر " من نفسها ومن شباب البلد الي حبت تقدم اشي للبلد بس فشلت عشان علقوا الظروف ع شماعة الاحتلال... " .
ج- أنها تعتذر "للشارع الي كل زبالة الشعب عليه، واهم من الشارع بعتذر من عامل النظافة الي مضطر يحني ظهره عشان الناس الي مش حاسة بكل هاد الحكي" .
ح- أنها " تعتذر من حالي الي كل مرة بتكون بنص البلد بتوقع منها كمان ذرة امل ".
وأنا بدوري ... أريد أن أعتذر لإبنتي ولكل جيل الشباب فقد قطعت حنين قول كل خطيب لكن دعوني أذكركم بقصة المثل القائل " قطعت جهيزة قول كل خطيب".
يقال – والعلم عند الله - " أنَّ قَوماً اجتَمَعوا يَتَشاوَرونَ في صُلحٍ بَينَ حَيّينِ، قَتلَ أحدُهُما مِن الآخَر قتيلا، ويحاولون إقناعَهم بِقَبولِ الدِّية. وبينما هُم في ذلك جاءَت أمَةٌ اسمُها "جهيزة" فَقَالت : إنَّ القاتلَ قَد ظَفِرَ به بعضُ أولياءِ المقتولِ وقتلوه! فَقَالوا عند ذلك: "قَطَعَتْ جهِيزةُ قولَ كلِّ خَطيبٍ".، ذلك ما تقوله لنا شبكة المعلوماتية.
أي بما معناه، أن لا داعي للتباحث في أمر قبول الدية من عدم قبولها، فقاتل المقتول قد قتل.
لقد قطعت إبنتي حنين ... قول كل خطيب ... سياسيا كان أم إقتصاديا أم إجتماعيا، أم ثقافيا، أم برجوازيا أم حالما أم متفذلكا .. وكلوا كوم .. والسيدة الأنيقة اللي " بترمي زبالة " كوم.