اطلس- وصل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الى تونس، مساء اليوم الثلاثاء في زيارة قد تستغرق ساعات فقط قبل التوجه إلى العاصمة الأرجنتينية بوينس ايرس.
واستقبل الرئيس الباجي قايد السبسي ولي العهد السعودي قادما من مصر، ضمن جولة عربية شملت دول الامارات والبحرين أيضا.
ولم تكشف الرئاسة عن برنامج الزيارة ولا مدتها، لكن مراسل قناة "العربية" الاخبارية السعودية، أشار إلى انها قد تستغرق ساعات وستشمل أساسا لقاء بين العاهل السعودي والرئيس التونسي لبحث الملفات الاقتصادية والسياسية.
وعلى عكس جولاته السابقة، سبقت زيارة بن سلمان الى تونس موجة من الجدل في وسائل الاعلام ولدى المنظمات الحقوقية والمجتمع المدني النشط.
وتظاهر المئات من المحتجين أمس الاثنين و ظهر اليوم الثلاثاء بشارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة ضد الزيارة، على خلفية مقتل الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية السعودية بإسطنبول، وتنديدا أيضا بحرب اليمن.
وردد متظاهرون اليوم شعارات دعت الى إسقاط حكم بن سلمان، كما نفذ مهرجون عرضا مسرحيا ساخرا ضد العاهل السعودي أمام المتظاهرين.
ومنذ عام 2011 تعرضت العلاقات بين البلدين الى هزات إثر فرار الرئيس السابق زين العابدين علي الى المملكة السعودية عقب الاطاحة بحكمه عبر ثورة شعبية.
واضطر رئيس الحكومة الحالية يوسف الشاهد إلى اقالة وزير الشؤون الدينية السابق عبد الجليل بن سالم قبل عامين، لاتهامه التيار الوهابي السعودي بإشاعة "التطرف والإرهاب" خلال جلسة استماع في البرلمان.
وأعلنت أمس الاثنين 12 منظمة من المجتمع المدني، من بينها نقابة الصحفيين والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان والمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والجمعية التونسية لمناهضة التعذيب، خلال مؤتمر صحفي، عن رفضها لزيارة ولي العهد السعودي لتونس.
وعلقت نقابة الصحافيين لافتة عملاقة في واجهة مقرها تحمل صورة الأمير وفي يده منشار آلي مع عبارة "لا لتدنيس أرض تونس الثورة"، وجاء في لافتة أخرى "لا أهلا ولا سهلا ببن سلمان في أرض تونس الثورة".
ونأت الرئاسة التونسية بنفسها عن حراك المجتمع لمدني. وقال المستشار السياسي في قصر الرئاسة نور الدين بن نتيشة تونس موقفها واضح من مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي وسبق أن طلبت كشف الحقيقة ومعاقبة المتورطين، لكن لا نستطيع أن نسمح باستغلال قضية القتل من أجل المس باستقرار دولة شقيقة كالمملكة العربية السعودية ووضعها تحت طائلة الابتزاز".
وأضاف المستشار في تصريحاته قبل الزيارة تونس تستقبل كل رؤساء الدول العربية وهو نجاح مهم لدبلوماسيتنا، لأن هدفنا ليس متابعة أحاسيس ومشاعر عمر أو زيد من قضية ما، بل نعمل من أجل علاقات تونس ومصالحها".