اطلس-قال رئيس جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني يونس الخطيب، إن "أكثر من 200 عضو ومتطوع في الجمعية، استشهدوا على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ تأسيس الجمعية وحتى الآن".
وتأتي تصريحات الخطيب في مقابلة أجرتها "القدس" معه، بالتزامن مع مرور 50 عاما على تأسيس الجمعية ، حيث من المفترض أن تنظم الجمعية احتفالا بمناسبة"اليوبيل الذهبي" لتأسيسها في 12 من الشهر الجاري، في مدينة رام الله ، بمشاركة رئيس الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، وعشر رؤساء من الجمعيات من عديد الدول بينها دول عربية.
ونوه الخطيب إلى وجود خسائر مادية في المستشفيات التابعة للهلال في غزة خلال مراحل العدوان على قطاع غزة منذ العام 2009، إضافة إلى استهداف سيارات الإسعاف، حيث تتعمد قوات الاحتلال استهداف طواقم الإسعاف بشكل متكرر.
فكرة تأسيس الجمعية
تأسست جمعية الهلال الأحمر كجزء من البرنامج الوطني بعد انطلاقة الثورة الفلسطينية بسنوات قليلة عام 1956، على أيدي مجموعة من الأطباء والممرضين والسيدات الفلسطينيات، وكانت نقطة انطلاقها من نواة الخدمات الطبية العسكرية لحركة فتح، حينما كان الراحل فتحي عرفات رئيسا للخدمات الطبية العسكرية.
وجاء تأسيس جمعية الهلال الأحمر بقرار الرئيس الراحل ياسر عرفات كجمعية وطنية تمثل وتشرف على العمل الطبي، فكانت الجمعية تشمل كافة الخدمات الطبية للفصائل، وما يميز الجمعية بحكم دورها أنها عايشت كل محطات الشعب الفلسطيني، وتقدم خدمات عدة للشعب الفلسطيني، وهي عضو في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.
ويرى الخطيب أن أهم جانب لجمعية الهلال كان التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني، فشارك في انشطة الجمعية متطوعون أجانب من أجل تعزيز الدعم للقضية الفلسطينية، كما عملت الجمعية على جانب النضال من أجل التحرر الاجتماعي للإنسان الفلسطيني. وتمكنت منذ فتحها لمجال التطوع وتقديم الخدمات في إدارة الكوارث، من المساهمة بإرسال 15 بعثة طبية إلى أفريقيا قبل إنشاء السلطة.
ويشدد الخطيب على أن فكرة الجمعية موجودة في وجدان الشعب الفلسطيني منذ القدم، فتأسست أول جمعية للهلال عام 1910 في القدس باسم جمعية الهلال الأحمر، وامتدت الفكرة في العشرينات في حيفا ويافا، إلى أن وصلت الأمور إلى نكبة العام 1948، وهناك ظهرت الجمعية من واقع اللجوء الفلسطيني خصوصًا في الضفة الغربية ومخيمات الشتات، وفي عام 1950 ظهرت الجمعية مرة أخرى في القدس، إلى أن كانت في بدايات سبعينيات القرن الماضي عنوانا وطنيًا للجمعيات الفلسطينية.
ووفق الخطيب، فإنه حينما كان العمل جريمة في الأراضي المحتلة بالنسبة للاحتلال، كون الجمعية تتبع لمنظمة التحرير، فقد كان للجمعية اسم سري باسم "اللجنة المركزية"، وكان هناك تنسيق بين اللجنة المركزية وبين الخارج، إلى حين توقيع اتفاقية أوسلو وبدأت الجمعية بالظهور وتوحد حينها دستور الجمعية، وقد تميزت جمعية الهلال الأحمر بأنها أول جسم فلسطيني بعد قيام السلطة الفلسطينية في مدينة خانيونس عام 1996.
أكثر من 60 مستشفى بنتها جمعية الهلال
تمكنت جمعية الهلال الأحمر منذ تأسيسها من بناء أكثر من 60 مستشفى، تبقى منها 15 مستشفى فقط في لبنان وسوريا والأراضي الفلسطينية، فقد ألغيت العديد من المستشفيات لأسباب لوجستية أو منها ما تم تدميره، بسبب الحروب الأهلية أو الحروب من الاحتلال.
ويؤكد الخطيب أن الانتفاضة الأولى اسست مداميك قوية للجمعية بان تتحمل منذ عام 1994 وبقرار من الرئيس ياسر عرفات مسؤولية الإسعاف والطوارئ في فلسطين.
وتطرق الخطيب إلى المستشفيات الميدانية التي أنشأتها جمعية الهلال خلال الانتفاضة الثانية، نتيجة حجم الإصابات والحالات التي يتم تحويلها إلى المستشفيات، حيث كانت تلك المستشفيات الميدانية عبارة عن خيمة وصندوقين من المواد الأساسية والمستلزمات الطبية، وهو أمر ما يخفف الضغط على سيارات الإسعاف والمستشفيات.
خدمات تقدمها الجمعية
خدمات متعددة تقدمها جمعية الهلال الأحمر من خلال فروعها، ضمن الإمكانيات والقدرات المتاحة، وتقدم الخدمات من الهلال الأحمر بعد تقييم احتياجات كل منطقة جغرافية، فتقدم الجمعية خدمات: الإسعاف والطوارئ، وتأهيل ذوي الإعاقة وتنمية قدراتهم، والحضانات، وإدارة الكوارث، وخدمات الدعم النفسي الاجتماعي، والرعاية الأولية، والعمل المجتمعي، علاوة على الدورات التدريبية التي تقدمها الجمعية.
ووفق رئيس جمعية الهلال الأحمر، فإن عدد فروع الهلال، بلغت 36 فرعا في الضفة الغربية بما فيها القدس وقطاع غزة والشتات، وتمكنت جمعية الهلال الأحمر من تقديم ملايين الخدمات للمستفيدين.
ولدى جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني حاليا نحو أربع آلاف موظف، وضمن الأعضاء المنتسبين للجمعية نحو 20 ألف عضو من بينهم 10 آلاف عضو من المتطوعين الفاعلين، فيما يوجد لدى الجمعية برامج ولجان مجتمعية ومتطوعين.
إيرادات الجمعية
وتتحصل جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني على دعم مالي من منظمة التحرير وهو ما يشكل دخلا شهريا ما بين 25-30% من إيرادات الهلال الأحمر، إذ تتحصل الجمعية على إيراداتها من ثلاث موارد، "الدعم الخارجي، الخدمات المقدمة، ومنظمة لتحرير"، فيما تبلغ موازنة الهلال الأحمر السنوية نحو 60 مليون دولار، وبحسب الخطيب فإنها "غير كافية".
وتأمل جمعية الهلال الأحمر أن تقدم خدمات مستقبلية كإنشاء مدرسة جديدة للصم، والعديد من المستشفيات والعيادات، ومراكز تنمية قدرات، وإنشاء المزيد من الحضانات وبيوت المسنين.