اطلس- أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن الولايات المتحدة لن تغادر منطقة الشرق الأوسط.
وقال بومبيو لقناة (العربية) الاخبارية اليوم السبت :"نقول للشركاء في الشرق الأوسط، لن نغادر المنطقة"، مؤكدا أن تدمير (داعش) أولوية وسنقوم بذلك بالتعاون مع حلفائنا".
وأضاف بومبيو: "يجب أن يعلم الشعب الإيراني أن تدخل النظام في شؤون الدول الأخرى غير مقبول"، قائلا: "على الشعب الإيراني أن يدرك أننا نؤيد له الحياة الكريمة".
واوضح أن "قمة بولندا ستتطرق لعدة ملفات على رأسها الملف الإيراني".
وشدد بومبيو على أن "إعلان الانسحاب من سوريا لا يتناقض مع استراتيجيتنا تجاه إيران".
وأضاف أن "علاقتنا مع السعودية أساسية لاستقرار المنطقة وأمنها".
وعن قضية مقتل جمال خاشقجي، قال بومبيو:" نريد أن تتم محاسبة المتورطين في قضية خاشقجي".
وألمح إلى أن الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، أوضح أن "العلاقة مع السعودية لا يمكن حصرها بقضية خاشقجي".
ووصف وزير الخارجية الأميركي السعودية بأنها "شريك مهم" لواشنطن.
ومن المقرر أن يزور بومبيو السعودية ضمن جولته الشرق أوسطية التي تشمل تسع دول وتهدف إلى طمأنة حلفاء واشنطن بشأن التزام الولايات المتحدة بأمنهم.
وقال بومبيو في المقابلة التي تم بث مقتطفات منها اليوم السبت: "أنا مقتنع بأن الشراكة ستظل قوية".
وأضاف: "هذه العلاقة ذات النفع المتبادل لخلق الاستقرار في الشرق الأوسط ومساعدة الولايات المتحدة في تنفيذ أشياء تجعل الشعب الأميركي آمنا، أمر مهمة للغاية".
وأضاف: "أنا مقتنع بأن المملكة ستظل حليف عظيم في فعل ذلك".
وتشمل جولة بومبيو الحالية دول مجلس التعاون الخليجي الست، وتأتي ضمن مساع أميركية لحشد الدعم لحملتها المناهضة لإيران.
من جانب اخر قللت الولايات المتحدة اليوم السبت من حجم خلافاتها مع أنقرة حول مصير المقاتلين الأكراد في سوريا، مؤكدة امكانية التوصل الى حل يحمي الاكراد من جهة، ويتيح للاتراك "الدفاع عن بلادهم من الارهابيين" من جهة ثانية.
وقال بومبيو في العاصمة الإماراتية أبو ظبي للصحافيين الذي يرافقونه في جولته في الشرق الأوسط، إن الولايات المتحدة تعترف بـ "حق الشعب التركي و(الرئيس التركي رجب) اردوغان بالدفاع عن بلدهما من الارهابيين"، قبل ان يضيف "لكننا نعلم أيضا أن هؤلاء الذين قاتلوا معنا طوال هذا الوقت يستحقون أن يكونوا بمأمن أيضا".
وأضاف "نحن واثقون بأننا سنتوصل الى مخرج يحقق هذين المطلبين".
وقال بومبيو أنه أجرى اليوم السبت مكالمة هاتفية مع نظيره التركي مولود تشاوش أوغلو.
واضاف "هناك الكثير من التفاصيل التي يجب الاتفاق عليها، ولكنني ما زلت متفائلا بإمكانية التوصل الى نتيجة جيدة".
وتأتي تصريحات الوزير الأميركي بعد توتر بين بلاده وتركيا حول مصير المقاتلين الأكراد في سوريا.
وتتعلق الخلافات بين الدولتين حول وحدات حماية الشعب الكردية، ففي حين تعتبرها أنقرة قوات "ارهابية"، تدافع عنها واشنطن لدورها الكبير في قتال تنظيم (داعش).
وهددت أنقرة مرارا خلال الاسابيع القليلة الماضية بشن هجوم لطرد هذه القوات من شمال سوريا.
وتسببت زيارة مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون إلى تركيا الثلاثاء الماضي لبحث سحب القوات الأميركية من سوريا، بتأجيج الخلافات مرة أخرى مع أنقرة بعد كانت العلاقات بين البلدين بدأت بالتحسن عقب أزمة غير مسبوقة.
وكان أردوغان انتقد بولتون علنا بسبب دفاعه عن المقاتلين الأكراد.
وبعد أن أعلن ترامب عن انسحاب كامل وفوري من سوريا، اضطرت الإدارة الأميركية إلى التراجع وأعلنت على لسان بومبيو وبولتون شروطا لهذا الانسحاب يبدو أن من شأنها إرجاء الانسحاب الى أجل غير مسمى.
وتتمثل هذه الشروط في هزيمة نهائية لتنظيم (داعش) الذي لا يزال متواجدا في بعض النقاط في سوريا، والتأكد من أن المقاتلين الأكراد الذين قاتلوا الجهاديين بمساندة الأميركيين سيكونون في مأمن، في وقت تهدّد تركيا بشن هجوم عليهم.
وبدأت وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة فرعا لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردا ضد الدولة التركية منذ العام 1984، بالتقرب من دمشق وحليفتها روسيا.
وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب الكردية "مجموعة إرهابية"، وهددت مرارا بالتحرك نحو سوريا لإقامة منطقة حدودية عازلة.
وكان أردوغان أكد في مقالة نشرت في صحيفة (نيويورك تايمز) الثلاثاء إن بلاده "هي الدولة الوحيدة التي تتمتع بالنفوذ والالتزام" لارساء الاستقرار في سوريا بعد الانسحاب الأميركي.
وأعلن التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن أمس الجمعة بدء الانسحاب من سوريا، لكن مسؤولا في وزارة الدفاع الاميركية اوضح أن الأمر يتعلق حاليا بسحب معدات وليس جنودا.
ووصف بومبيو الانسحاب الأميركي بأنه "تغيير تكتيكي" لا يغير شيئا من استراتيجية الإدارة الأميركية بقيادة ترامب، بعد أن نفى الخميس خلال خطاب ألقاه في القاهرة اي انسحاب لبلاده من المنطقة.
وفي خطابه الخميس، تعهد بومبيو أيضا أن تعمل واشنطن بـ "الدبلوماسية" على "طرد آخر جندي إيراني" من سوريا حتى بعد انسحاب الجنود الأميركيين من البلاد.
وحول هذا الامر، أعترف الوزير الأميركي اليوم السبت أن هذا الهدف "هدف طموح، ولكنه هدفنا ومهمتنا".
وتابع "حقيقة أن نحو ألفي جندي سيقومون بالانسحاب من سوريا هو تغيير تكتيكي. هذا لا يعوق قدرتنا على تنفيذ الأعمال العسكرية التي يلزم القيام بها".