اطلس- أعلن رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف، اليوم الثلاثاء، عن بدء الاستنفار في الخام الأحمر الشهر المقبل، قبيل بدء الانتخابات الإسرائيلية، من أجل مواجهة أي إجراء إسرائيلي بحق الخان الأحمر.
وقال عساف على هامش لقاء لتكريم الصحافيين المشاركين في تغطية أحداث الخان الأحمر، "مع اقتراب موعد الانتخابات الإسرائيلية نرى أن وقود المعركة الانتخابية هي القضايا الفلسطينية والدم الفلسطيني، ونلاحظ تصعيدًا في اقتحامات المدن وعمليات الهدم ومصادرة الأراضي والتوسع الاستيطاني، إذ إن الحكومة الإسرائيلية تريد أن تسترضي المستوطنين بارتكاب هذه الجرائم وكل حزب يريد أن يحصل على أصوات المستوطنين والجهة القادرة على ذلك هي الحكومة".
وأكد عساف أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتياهو رفض أن يسلم إلى ليبرمان أو نفتالي بينيت في قضية الخان الأحمر، وتركها ذخيرة في جيبه ليستخدمها متى شاء، كي ينقذ نفسه في الأزمة القادمة، وخاصة إذا ما تم تصعيد ملف الفساد ضدّه، وسيحاول تحقيق ضربة أخرى لتعديل هذا الملف وغالبا أن يكون الهدف الخان الأحمر، "ونحن نريد أن نستبق ذلك بإعداد أنفسنا بشكل جيد لمواجهة ذلك، وسنستنفر بداية الشهر القادم ويزيد الاستنفار بالدرجات القصوى نهاية الشهر القادم قبيل الانتخابات الإسرائيلية".
وقال عساف: "لدينا رؤية واضحة، إما أن يبقى الخان الأحمر، أو ترتكب إسرائيل جريمة حرب نحاكمها عليها في المحكمة الجنائية الدولية".
وخلال اللقاء، أكد عساف في كلمة له، أمام الصحافيين ووفد من أهالي الخان الأحمر، أن "إسرائيل لا تخشى ارتكاب الجريمة بل تخشى من صورة الجريمة، نحن نشكر وقفة الإعلام الفلسطيني والدولي في الوقوف معنا في تغطية أحداث الخان الأحمر، إذ إن 10 محطات فضائية سخرت بثها على مدار الساعة بشكل يومي على مدار 120 يومًا من الأحداث في الخان، واستطاع الإعلام أن يجعل قضية الخان الأحمر في صدارة نشرات الأخبار، وزار 40 قنصلا للخان".
ووفق عساف، فقد نفذ الاحتلال 22 اعتداء على الخان الأحمر، سبعة منها بالجرافات، ومنها ما كان من خلال وحدات القمع الأخرى وكذلك من خلال وحدات اليسام الخاصة. مشيرا إلى أن معركة الخان الأحمر لم تنته بعد.
ونوه إلى أن 40 قنصلًا ودبلوماسيًا زاروا الخان الأحمر، وأكثر من 150 ألف مواطن فلسطيني دخلوا الخان، ونام فيه بمعدل ليلة واحدة نحو 50 ألف مواطن.
إلى ذلك، قال عساف: "إن بيان المحكمة الجنائية الدولية بما يتعلق بقضية الخان الأحمر كان ضعيفا، ونخشى أن يكون هناك صفقة في هذا الإطار، خاصة في ظل تصريحات لمسؤولين إسرائيليين بأنه لا شيء يمنع هدم الخان، ولكننا لا نثق بما يقوله الاحتلال ولكن نثق بالواقع". مشيرا إلى أن المحكمة الجنائية الدولية تتعامل ببطء في ملف الاستيطان وملف غزة، وهو ما يسمح لإسرائيل بارتكاب جريمتها في الخان الأحمر.
على صعيد آخر، تطرق عساف إلى تقدم الهيئة بمائة طلب لمخطط هيكلي للتجمعات والقرى الفلسطينية في مناطق (ج) خلال العامين الماضيين، ولم تتم الموافقة عليها، رغم أنه تمت الموافقة العام الماضي على 274 مخطط هيكلي للمستوطنات والعام الذي سبقه على 174 مخططًا هيكليًا للمستوطنات.
ونوه إلى أن إسرائيل هدمت خلال العامين الماضيين، أكثر من 1100 مسكن فلسطيني، لكن برنامج منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية لا يكتفي بالجهد السياسي دوليًا، ويسير على الأرض عبر مشاريع من الحكومة والرئيس، وأهما تعزيز الصمود وجبر الضرر وإيصال الخدمات الأساسية.
وقال عساف: "تبلغ التجمعات المعرضة للهدم والتهجير القسري في مناطق (ج) 225 تجمعا فلسطينيا محرومة من المخططات الهيكلية والخدمات، بينما تم بناء 15 مدرسة في مناطق (ج) خلال الأعوام الثلاثة الماضية ضمن تنفيذ هذه الخطة سميت بمدارس التحدي".
وتابع: "نجحنا حتى الآن بإعادة بناء أكثر من 2750 مسكنًا فلسطينيًا في مناطق (ج)".
وتطرق إلى خطة إسرائيل لتقطيع الضفة الغربية وتقسيمها، وقال: "نحن مقدمون على أخطر خطة وتقسيم الضفة إلى كانتونات كبرى وبداخلها كانتونات صغرى بداخلها، إن لم نتصدى لها ستصبح الضفة 100 كانتون معزولة عن بعضها البعض، يحيط بها 700 حاجز عسكري وجدار ومستوطنات وطرق استيطانية، لكن خطتنا ترسيخ الوجود الفلسطيني على الأرض الفلسطينية، هذه الخطة أعدتها الهيئة لتقديمها للحكومة".
في شأن آخر، قال عساف: إن أكثر من 90% من عمليات التسريب والتسجيل عمليات مزورة، كانت تنجح إسرائيل بها عبر إنشاء 600 شركة عقارية سجلت في بيت ايل، يعمل معها أكثر من ألف محامي يعملون مع هذه الشركات لتزوير الوثائق وسماسرة ومكاتب كاملة ومعدات للتزوير، لكن تم ضبطها بالتعاون مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية في عمليات ملاحقة السماسرة وكشف عمليات التزوير، ضمن لجنة مشتركة مع الوزارات والمحامين والأمن".
من جانبه، قال الوزير أحمد عساف، المشرف العام على الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في كلمة له: إن "كل المخططات ستفشل على صخرة صمود الشعب الفلسطيني، وإن وجود 5 مليون فلسطيني الآن في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، علاوة على وجود 7 مليون فلسطيني في فلسطين التاريخية هو الأهم، وهو ما لا تريد إسرائيل سماعه ومعرفته".
وأكد الوزير أحمد عساف أن صمود أهالي الخان الأحمر وما قامت به هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، عزز دور الإعلام في التغطية، إذ إن تواجد الإعلام الرسمي كان على مدار الساعة