في عام 2007م وخلال اقامتي المؤقتة برام الله فوجئت بفاتورة كهرباء تردني بمبلغ عشرة الاف شيكل بدون كسور، دققت في الفاتورة لاقرأ اسمي مرة ومرات حتى اتأكد اني لست المعني بهذا المبلغ، لكن اسمي مكتوب بالكامل وعلي تسديد الفاتورة تحت مسئولية قطع عداد الكهرباء، والغريب اني لا املك عدادا للكهرباء ولم افكر اصلا بتقديم معاملة لتركيب عداد للكهرباء، ولم أكن يوما سوى زائر لوقت قصير للمدينه لتأدية عمل حتى اذا ما انتهيت عدت الى بيتي ومقري في عمان.
راجعت شركة الكهرباء التى طلبت منى تسديد المبلغ، وحين طلبت ان أرى ان كان لي ملف يثبت اني قدمت طلبا او اني املك عدادا، كان الرد هل تتهمنا بالتبلي عليك.. وكان ردي اذاً المحكمة بيننا، وسأطلب شخصيا برد اعتباري بمبالغ اضعاف اضعاف ما ورد في فاتورتكم، عندها تم طلب الملف لاجد ان هناك صورة من عقد الايجار.. ونموذج موقع بخربشة لا ادري من قام بها.. وتساءلت اين الاوراق التي تثبث ان لي صلة بكل ما هو موجود بالملف؟ سوى صورة عقد ايجار وخربشة لا معنى لها، وحين تم التدقيق تبين ان احدهم قد غيّر عداده لإسمي ليعتذر المدير عن هذا الخطأ بعد ان شغلني أمر هذا المزاح الثقيل اياما من المراجعة والتفكير وتأنيب الذات اني ربما قد اخطأت حين قررت ترك بيتي ومقري بعمان كي اعاني من مثل هذه المطبات.. فهل بعد عودتي الى عمان من سنوات طويلة انتهى الامر عند هذا الحد؟
بالامس وصلتي هاتف بأن ضريبة طولكرم قد أصدرت قائمة بتجار ترتبت عليهم ضرائب باهضة وكان اسمي واردا بهذه القائمه علما بأني غادرت طولكرم منذ اكثر من عشرين عاما ولم ازرها سوى مرات قليله ولايام معدودات .. والسؤال كيف ومتى واين وما الذي يجري؟.. نعم اذكر اني فتحت محلا لصفقة احذية وردتنى من شريك من امريكا وحينها لم اكن حاصلا على هوية مواطنة.. وبعد ان حصلت على المواطنة وكرجل منظم سجلت اسم المحل بالضريبة.. انتهت الصفقه خلال ستة اشهر وقمت بتسليم المحل لصاحبه وحتى ابرئ ذمتى ذهبت الى الضريبة لاقفال ملفي ومع خسارتي التى بلغت الاف الدولارات قمت بدفع مبلغ كبير واقفلت ملفي وعدت الى عمان بعد حرمت ان أعمل الا بما اتقنه من ممارسة الكتابة الدرامية.
لكن يبدو ان الامر لم يتوقف عند هذا الحد من وجع الرأس اذ فوجئت بالامس ان الضريبه تطالبني بما مضي وبما هو قادم من السنوات وربما تلاحق احفادي بضرائب لاني اخطأت يوما وفكرت ان اكون مواطنا صالحا يستثمر في وطنه ورغم الخسارة يقوم بأداء ما عليه في حينها حتى يبرئ ذمته ويخرج مطمئنا ان حق الوطن قد استوفي.
فهل المطلوب مني الان ان أثبث اني قمت بما يتوجب بعد اكثر من عشرين عاما؟.. ام ان على الضريبة ومن يقومون عليها التأكد من ان هذا الشخص ليس موجودا اصلا في فلسطين منذ عقود؟
هذا وغيره من المواقف المبكية المضحكة تدعوني ان اتساءل، اي جهاز اداري هذا الذي يلقي الامور جزافا ويفرض ضرائب على عواهلها ولا اشك ان كثير ممن وردت اسماؤهم في القائمة غادروا الحياة منذ امد بعيد وان عناوينهم قد اصبحت في المقابر ومازال العداد يعد عليهم..
والسؤال ألم يكلف احد نفسه بالتدقيق في صحة ما يصدره؟ .. ام ان الامر سيبقى على ذمة "شاهد مشفش حاجة" حيشيلو العدة .. وانا ما عندي عدة..
*كاتب وسيناريست