اطلس- قالت مصادر مطلعة مقربة من حركة "الجهاد الإسلامي"، إن الحركة قدّمت احتجاجًا لحركة حماس على التغريدة
التي نشرها عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق عبر تويتر حول التصعيد الذي وقع في غزة مع إطلاق صاروخين باتجاه تل أبيب. معربةً عن امتعاضها من من تلك التغريدة التي تستبطن اتهام "سرايا القدس" الجناح العسكري للحركة بوقوفها خلف الصواريخ.
وبينت المصادر، أن "الجهاد" أكدت لـ "حماس" أنها لا تقف خلف إطلاق الصواريخ، وأن البيان الذي أصدره جناحها العسكري "سرايا القدس"، حول استنفار عناصرها للردّ على قصف الاحتلال لغزة أمر طبيعي ويأتي في إطار دور الحركة المقاوم في مواجهة الغطرسة الإسرائيلية.
وأكدت حركة الجهاد لحركة حماس بأن أي إطلاق للصواريخ من غزة ردًا على هجمات الاحتلال لا يحمل أي رسائل سياسية، بل هو فعل مقاوم يهدف لردع الاحتلال وللدفاع عن الشعب الفلسطيني في ظل الهجمة الإسرائيلية المركزة والتي يستغلها بنيامين نتنياهو لجعل دماء الشعب الفلسطيني وقودًا لحملته الانتخابية.
وبحسب المصادر، فإن حركة الجهاد الإسلامي أكدت لحركة حماس التزامها الكامل بالإجماع الوطني وبعمل غرفة العمليات المشتركة رغم رفضها لبعض السياسات المتعلقة بإدارة المفاوضات غير المباشرة مع الاحتلال، وطرح قضايا إنسانية على حساب القضايا الوطنية.
وكان أبو مرزوق نشر عبر صفحته في تويتر تغريدة جاء فيها "أحسنت كتائب القسام ببيانها المسؤول، وما كان هناك داع لأحبتنا في سرايا القدس من بيانهم التصعيدي، وذلك لتفويت الفرصة على المتربصين بكل اتفاق والذين يدفعون باتجاه حرب ضد غزة بشراء ذمم واختراقات في صفوف المقاومة فهذه الصواريخ السياسية التي أطلقت والوفد الأمني في غزة يجب أن تتوقف".
وهاجم نشطاء من الجهاد الإسلامي عبر شبكات التواصل الاجتماعي، تصريحات أبو مرزوق، ووصفوها بأنها مماثلة لتلك الدعوات التي كانت تصفها "حماس" بـ "الانهزامية" و"الاستسلامية".
وشهدت العلاقة بين الحركتين في الآونة الأخيرة حالة من التوتر على خلفية الأوضاع في قطاع غزة، وتمسّك الحركة الحاكمة في غزة بالإمساك بمقاليد الأمور بالقطاع، وهو ما كانت ترفضه حركة الجهاد التي كانت تصر على ضرورة اتخاذ موقف أكثر تمسّكًا بالمقاومة العسكرية لإجبار الاحتلال على الاستجابة لشروط الفصائل.
ويسعى الوفد الأمني المصري للتوصل إلى حلول ثابتة بشأن تفاهمات الهدوء لقطاع غزة، إلا أن بعض الظروف الميدانية ومواقف بعض الفصائل تحول دون تنفيذ تلك الخطوات، إلى جانب تهرّب الحكومة الإسرائيلية من الالتزام الجدي بالتفاهمات.
ووفقًا للمصادر المطلعة، فإن الوفد المصري حمل في زيارته الخميس الماضي إلى حماس إجابات محدودة من قبل إسرائيل بالتزامها بتوسيع مساحة الصيد والسماح بمواصلة إدخال الأموال لغزة مقابل وقف تام للمسيرات على الحدود من غزة، وهو ما ترفضه الفصائل.
وغادر الوفد غزة مع إطلاق الصاروخين مساء الخميس، وذلك خشية من تصاعد الموقف، فيما لم يعرف متى سيعود للقطاع.
وتقول المصادر، إن "حماس" تحقق في تفاصيل ما جرى من إطلاق للصواريخ. بينما قالت مصادر إعلامية عبرية إن الحركة أبلغت الوسيط المصري أن الصواريخ أطلقت بالخطأ من عناص تابعة لها.
وتبين أن الصواريخ من طراز M75 الخاصة بكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، وفق مصادر عسكرية إسرائيلية.
وبحسب المصادر التي تحدثت لـ"القدس"، فإن مئير بن شبات رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي والمقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أبلغ المبعوث الأممي نيكولاي ميلادينوف وكذلك الوفد الأمني المصري أن إسرائيل غير معنية بالتصعيد، وأنه رغم إطلاق الصواريخ على تل أبيب فلن يتم التوجه إلى مواجهة شاملة ولكن الرد سيكون ضد بنية "حماس" والجهاد.
وهاجمت قوات الاحتلال في غزة عشرات الأهداف بقطاع غزة، غالبيتها العظمى لمواقع تتبع لحركتي حماس والجهاد.
ويبدو أن الانتخابات الإسرائيلية في التاسع من الشهر المقبل، كانت سببًا رئيسيًا في "عقلنة" الرد الإسرائيلي وعدم الدخول في مواجهة أوسع.