مثلا البرازيل التي كانت دوما داعم رئيسي للقضية الفلسطينية تابعنا مواقفها والهند كذلك زيارات وتنسيق وتجارة مع اسرائيل وآخر الدول رومانيا التي وعبر رئيسة وزرائها أعلنت انها ستنقل السفارة الرومانية للقدس باعتبارها عاصمة لاسرائيل، وبلدية بوخارست سوف تمنح ارض لاسرائيل لإقامة متحف للهولوكوست وسيتبعها بلغاريا التي ستفتتح حديقة أسمتها القدس الموحدة عاصمة لاسرائيل، ناهيك عن الدول العربية التي بدأت التطبيع من تحت الطاولة والآن " على عينك يا تاجر".
القرارات دعم للاحتلال الاسرائيلي بشكل واضح من خلال قرارات لنقل السفارات التي تتبع لبلدانهم الى القدس والزيارات على اعلى المستويات او علاقات اقتصادية مميزة او افتتاح الحدائق والمتاحف دون الاكتراث بالثورة الفلسطينية (م ت ف) او حتى الدول العربية والاسلامية ومصالح تلك الدول مع العرب والمسلمين، كانت الثورة ترعبهم اذا لم يكونوا يحترموها وكان هناك التفاف عربي حول فلسطين دون تباينات، فمثلا اليوم رومانيا لو شعرت فقط من دولة عربية او إسلامية بانها لن تستورد الأغنام منهم سوف يخرج كل الشعب الروماني مع فلسطين وكذلك مع الدول الاخرى، دون ان نذكر النفط والموارد الطبيعية الاخرى.
لا بد أن اذكر ان العالم اليوم نعم تغيرت أقطابه، تغيرت مصالحه، وتغيرت الثورة الفلسطينية، لكن باعتقادي لم تتغير القرارات الدولية وقوة الحق الفلسطيني، ومتانة العلاقات الفلسطينية الدولية وحتى دون مبالغة هناك حاجة لتلك الدول لفلسطين نظرا لمصالها، ان موقف الدول من قضية فلسطين هي البوابة لمتانة العلاقات مع الشعوب العربية والاسلامية وهذا من الممكن ان نفعله نحن كفلسطينين.
بعد هذه الخسائر لمواقف الدول الأجنبية والعربية لا بد ان نعلن ان هناك فشلا في سياستنا وعلاقتنا الخارجية مع دول العالم وحتى العربية، لا اريد ان اكتب وجهة نظري واحمل جهة او عدة جهات المسؤولية، لكن نحتاج لتشكيل لجنة تحقيق عليا متخصصة وبصلاحيات لتحديد أسباب الخلل ومعالجته فوراً، ولا داعي ان نبقى نتحدث عن نجاح ديبلوماسي ونحن نرى يوميا نجاحات اسرائيلية على حسابنا، النتائج المطلوبة ليس لتحميل جهة المسؤولية ومحاسبتها بقدر ما هو المطلوب الوقوف عند الخلل وإصلاحه قبل فوات الاوان.