اطلس- علينا في البداية ان نبارك للشبيبة في جامعة بيرزيت فوزهم "المتواضع" بالانتخابات الطلابية، لا يكن الا فهم حالة الترقب الكبيرة، و"العجقة
على مدار أيام من مناظرات ودعايات انتخابية ونتائج. بالنهاية، فان انتخابات جامعة بيرزيت هي الوحيدة التي تحصل في هذا الوطن بشفافية، ان حصلت، أي ان هناك حالة تعطش حقيقية لانتخابات، جعلت الشعب كله جامعة بيرزيت، او بالأحرى أصبحت بيرزيت الجامعة، الوطن على مدار الأيام القليلة الماضية.
منذ سنوات والكتلة الإسلامية تفوز بالانتخابات الطلابية، أثر وبوضوح على الوضعية التاريخية للحراك بجامعة بيرزيت العريقة، التي كانت معقل الشبيبة الفتحاوية.
هذه السنة، قدمت شبيبة فتح كل ما تستطيع من إمكانيات لتفوز، حتى الصليب تم تلبيسه الكوفية لحشد الأصوات، ومن المرجح أن قمع حماس في غزة لحراك "بدنا نعيش" أثر على التصويت لمصلحة الكتلة الإسلامية.
وفي النهاية استطاعت أن تحصد شبيبة فتح 68 صوت إضافي، لم يمكنها من زيادة مقاعدها المتساوية مع الكتلة المنافسة، ولكن أعطاها أحقية الفوز.
فرحت شبيبة فتح في جامعة بيرزيت، وفرح المترقبون من أبناء الجامعة القدامى الذين لا يريدون هيمنة الكتلة الإسلامية، واخذ أبناء فتح التقليديين انفاسا طويلة، وفرح الفرحون بالانتصار "المتواضع" بعد شد عصيب للأنفاس.
خرجت الجماهير الى الشوارع لتملأ ساحات رام الله وكأن خبر التحرير من الاحتلال قد أعلن، أو كأن الاحتلال قد انتهى، او ان الاسرى فكت قيودهم، او ان هدم بيت الشهيد لم يهدم.
لا اعرف ان كان أي من الاخبار هذه، كان سيخرج هذه الجموع الغفيرة بهذا الزخم الى الشوارع.
ولكن خرجوا، وفرحوا، وفرح الشعب لفرحتهم، واختبأ الخاسرون..
ما لم يتمكن أحد من فهمه، هو إطلاق النار الكثيف الذي رافق الاحتفالات، والذي تعدى فرحة مرافقي رئيس الوزراء السابق في اعراسهم (كما رأينا في فيديو انتشر على المواقع قبل أسابيع قليلة).
إطلاق للرصاص غلب ما يقوم به الأردنيون في افراحهم ومناسباتهم، وغلب اغلاق الشوارع في الاعراس، وغلب كل ما يمكن ان يجمع من رصاصات أطلقت في الهواء من اجل..
لا اعرف من اجل ماذا فرغت تلك الرصاصات في الهواء، من اجل أي فرحة ومن جيبة أي فرع من فروع دفعات المواطن؟ تحت أي مسميات خرجت هذه الرصاصات ومن بطون أي مسدسات ولدت؟
قبل أشهر قليلة، اقتحمت آليات الاحتلال رام الله شمالا وجنوبا، شرقا وغربا، في نفس اليوم هدم منزل عائلة الشهيد البرغوثي، ولم تخرج رصاصة في الهواء واحدة!
لدي بعض الأسئلة التي لم تتوقف من مجابهة عقلي منذ الليلة السابقة؟ من أين خرج كل هذا السلاح؟ ومن هم المواطنون المتسلحون؟ هل يستطيع المواطن العادي حمل السلاح؟ وان حمله من اين يقتنيه؟ "قد نحتاج نحن المواطنون غير الفتحاويين اقتناء السلاح لحماية انفسنا من مغبة رصاصة طائشة".
بجدية مطلقة اطرح هذه الأسئلة، عقلي الصغير يفكر ان فوز الشبيبة (المتواضع) بالأمس، متعلق بطلاب جامعة لا يتعدون الربع الأول من عقدهم العشرين، هل تم تفريغ كل الشباب للجهات الأمنية المسلحة "على ما يبدو" قبل دخولهم جامعة بيرزيت؟
أم هل قام أجهزة الامن بتفريغ أنفسهم من اجل هذا الفوز وعليه تم السماح لهم باستخدام العيارات النارية الكثيفة، لأنه على ما يبدو استعادت حركة التحرر الفلسطيني قوته وستبدأ من إطلاق الرصاص تدشينا لطلقتها الأولى في شعاراتها التاريخية.
سيهب على كلامي الفتحاويين، وسأنتهي لأكون الرويبضة، والعاهرة، والعميلة، ولكن الا يوجد عاقل في فتح؟
إذا ما كانت انتخابات الكتل الطلابية تفرغ من اجل التعبير عن نفسها في فرحها هذا الكم من الرصاصات، فماذا سنترك للمجتمع العادي الذي لم يدخل الجامعات؟
كيف سنتصدى لحالات القبلية المتفشية، والعنف المستشري في المجتمع، إذا ما كانت نخبه (الطلابية-الجامعية) هي التي تحمل السلاح.
سؤال اخر يجب طرحه، وعلى المسؤولين الإجابة، أولا يجب إيجاد المسؤولين، فمن المسؤول عن الرصاص والسلاح في هذا الوطن؟ الأجهزة الأمنية المختلفة تتبع لوزارة الداخلية؟ فهل المسؤول هنا وزير الداخلية؟
في الأفلام نشاهد أهمية السلاح والرصاص وقدسيته، اما من قدسية ومسؤولية لهذه الرصاصات؟ كيف يحاسب مطلقيها ومن يراجعهم؟
في السابق كنا نخاف عدم الامن بوجود الجندي المدجج بالسلاح امامنا على الحواجز والطرقات. اليوم، كيف سنقيم من هو ذاك الخطر علينا؟ كيف سنعرف من هو حامل السلاح؟
كيف ظهرت كل هذه الأسلحة بهذه الكثافة فجأة؟ ومن سمح بها؟
سؤال على رئيس الوزراء الجديد الإجابة عليه، بصفتيه الرسميتين، كرئيس وزراء ووزير داخلية. ومن سيحاسبه إذا ما وقعت المسؤولية عليه؟