الخليل - اطلس - أكد القنصل البريطاني العام سير فينسنت فين، خلال لقائه والوفد المرافق له محافظ الخليل كامل حميد اليوم الثلاثاء، على موقف الحكومة البريطانية
الداعم للشعب الفلسطيني معبرا عن قلقه البالغ من السياسة الإسرائيلية بمصادرة الأراضي والتوسع الاستيطاني التي قد تؤدي الى قتل حل الدولتين.
ودعا القنصل البريطاني العام خلال بحثه آخر الأوضاع في محافظة الخليل والانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة التي طالت كافة الجوانب وعلى مختلف المستويات، الى ضرورة التحرك العاجل من قبل المجتمع الدولي للدخول في مفاوضات جدية لإعادة إحياء عملية السلام .
ومن جانبه، أكد حميد على عمق العلاقة التي تربط فلسطين بالمملكة المتحدة مثمنا الموقف الثابت للحكومة البريطانية في دعم توجه الرئيس محمود عباس بالحصول على اعتراف الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية.
وقدم حميد للقنص شرحا مفصلا حول الاعتداءات الإسرائيلية اليومية المتمثلة بمصادرة الأراضي وهدم البيوت والاعتقالات والشهداء الذين بلغ عددهم تسعة شهداء في آخر سبعة أشهر، والإجراءات التعسفية بحق الأسرى داخل سجون الاحتلال وتقويض عمل السلطة الوطنية خصوصا في المناطق التي تخضع للسيطرة الإسرائيلية .
كما تحدث المحافظ عن مشروع 'الخليل الآن' الذي تنفذه محافظة الخليل مع المؤسسات الشريكة والذي يهدف الى تطوير كافة القطاعات في المحافظة وبحث سبل التعاون في هذا الجانب.
وفي نفس السياق، اطلع رئيس بلدية الخليل داود الزعتري، القنصل البريطاني العام، ومدير برنامج فلسطين في مؤسسة التنمية الدولية البريطانية DFID جونثان هاركيرفز، على الوضع العام في مدينة الخليل وطالبه بدعمها.
وبين الزعتري، صعوبة الوضع في مدينة الخليل وخصوصيتها المختلفة عن المدن الأخرى في ظل تقسيم المدينة وتواجد المستوطنين في قلب بلدتها القديمة، شارحا المعاناة التي تعيشها المدينة وضرورة تغير الأمر الواقع وتحرير المواطنين من القيود التي تفرضها سلطات الاحتلال.
وأشار الزعتري، الى الوضع الاقتصادي العام في مدينة الخليل وسبل تطويره وتدعيمه بشكل يضمن تنمية شاملة ومنظمة للقطاعات المختلفة لضمان تحسين الحياة اليومية للمواطنين، ولتطوير قدرات البلدية على رفع مستوى الجودة في الخدمات المقدمة للسكان.
كما أشار الزعتري الى مناطق C التي تخضع للسيطرة الأمنية والإدارية للاحتلال الإسرائيلي، والتي تحد من إمكانية إقامة مشاريع تطويرية للمدينة، مبينا الرؤية الإستراتيجية للسنوات الأربع القادمة التي تركز على عدة محاور، من أهمها: تطوير البنية التحتية للمنطقة الصناعية، وإيجاد مناطق صناعية جديدة تعمل على خلق فرص عمل، وبناء قدرات فريق العمل في بلدية الخليل بجميع مستوياته، وتنفيذ مشاريع متنزهات وأخرى ترفيهية تفتقر لها المدينة' .
و طالب الزعتري، القنصل العام بالعمل على خلق علاقات تعاونية وتوأمه بين المؤسسات والمدن البريطانية على غرار العلاقات التي تجمع مدينة الخليل بالمدن والبلديات في العديد من الدول الأوروبية، وطالبه دعم مشاريع حيوية عبر مؤسسات التعاون البريطانية المختلفة .
ومن جانبه، أكد يسنت فين، استعداده للتعاون المشترك مع بلدية الخليل، وأعرب عن سعادته وارتياحه للرؤية والخطة الإستراتيجية التي تعمل بلدية الخليل من خلالها على تحقيق التنمية والتطوير للمدينة في السنوات الأربعة القادمة.
كما اتفق الطرفان في نهاية اللقاء، على العمل لتنفيذ مشروع تعاون مشترك في مجال تعليم اللغة الانجليزية من خلال المركز الثقافي البريطاني وإعادة نشاطه في محافظة الخليل واستخدام المراكز الثقافية التابعة لبلدية الخليل في تنفيذ نشاطاته المختلفة.
وعلى صعيد آخر، أكد القنصل البريطاني العام، في رده على أسئلة طلبة قسم الإعلام وقسم العلوم السياسية في جامعة الخليل على أهمية الحل السياسي عن طريق المفاوضات، ويجب أن يكون هناك مرجعية لهذه المفاوضات وسقف زمني، وأن الحلول والقرارات الأحادية غير مفيدة للطرفين.
وفي إجابته عن امتناع بريطانيا عن التصويت للدولة الفلسطينية تحدث عن معرفة بريطانيا سلفاً بنجاح مشروع التصويت لصالح القرار، وهذا لا يعني عدم تصويت الممثل البريطاني في الأمم المتحدة على الموافقة على إنشاء دولة فلسطينية.
كذلك بين دور بريطانيا في إدانتها لبناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية، وعند سؤاله عن تجنب الحكومة البريطانية عن اعتقال مجرمي الحرب الإسرائيليين رغم الدعوات الكثيرة التي أقيمت ضدهم من مؤسسات المجتمع المدني في بريطانيا أجاب أن القانون والقضاء البريطاني مستقل عن قرارات الحكومة، وشدد على أن إقامة دولة فلسطينية هي مصلحة بريطانية ومصلحة إسرائيلية.