اطلس-يفرحنا قرار القيادة بوقف العمل بكافة الإتفاقيات مع الإحتلال وكذلك تبني الكل الفلسطيني لهذا التوجه.
بعضنا خائف من الإقدام على هكذا خطوة، وبعضنا بدأ بترويج إشاعات تتحدث عن إعادة إعتقال الأسرى المحررين وإعتبار كل مكاتب السلطة مراكز إرهاب .
وبعضنا يقول "لقد اتخذ الرئيس هدا القرار من قبل ولم يطبقه".
الصراحة قد تكون هذه اللحظة التاريخية هي اللحظة المواتية لأخذ خطوات عملية في هذا الإتجاه ( لا يعني ذلك اننا لم نكن نستطيع أخذ هذه الخطوات في السابق )، فلو حلّلنا الوضع بشكل عام نرى أن الإحتلال لا يستطيع الإستغناء عن السلطة ونحن كنا نعتقد أن الأمر معاكس، وبالتالي فنحن لدينا اوراق إيجابية وقوية نستطيع البناء عليها وهي:
1- داخلياً: أننا 5 ملايين فلسطيني نشكل بالنسبة للإحتلال 5 ملايين مشكلة. في كل الحلول المقترحة سنكون مشكلة بالنسبة للإحتلال، كذلك فإن هذا الشعب الذي تعرض لكافة أنواع الظلم والقهر ما زال صامداً وباقياً على ارضه.
- حقيقة أن حماس باتت تشكل قلقا على كيان الإحتلال، وجبهة يحسب لها حساب، وبالتالي فأن هذا موضوع يجب علينا أن نستعمله ورقة ضغط فلسطينية على الاحتلال.
- ان وجود السلطة يوفر على الإحتلال إقتصادياً، ولذلك هو غير مضطر لوضع جنود في كل المناطق وقد تكلفه هذه ملايين لو قام بها بشكل مباشر.
2 - إقليمياً: محور المقاومة وتصديه للمحور الأمريكي وعدم تجرؤ الإحتلال على مهاجمة لبنان بسبب قوة حزب الله بل وخوف الإحتلال من هجوم محتمل عليه من الجهة الشمالية، وكذلك عدم تجرؤ امريكا على ضرب إيران بسبب أن هناك أوراق رابحة بيد ايران تمنع امريكا من الهجوم .
3- عالميا: هناك بعض التعاطف الديبلوماسي معنا وإن كان القرار السياسي الإقتصادي ( والذي يتجلى بدعم الإحتلال لأسباب عديدة منها تمكن الغرب من السيطرة على الماء والنفط في المنطقة ) هو الذي يحرك الدول، ولكن نستطيع أن نبني على وضوح الصورة بشكل أفضل للعالم، وهذا يتم من حلال العمل الجاد ديبلوماسياً لسحب المجتمع الدولي الى المكان الذي يتخذ فيه قرارات لصالحنا ضد الإحتلال، كذلك عودة روسيا كلاعب رئيس في المنطقة، ووجود الصين، ما يشكل خطرا محتملا على سياسات أمريكا وتوجهاتها السياسية والإقتصادية.
ومن الضرورة بمكان، الحديث عن بعض الجوانب السلبية التي يجب العمل اليها لمراكمة نقاط القوة:
1- داخلياً: عدم قدرتنا على الإستقلال الإقتصادي وذلك بسبب الإعتماد الكبير على الإحتلال، نتيجة سياسات وقرارات الحكومات السابقة.
- زيادة الضغط الممارس علينا من الاحتلال بشكل يومي.
- عدم أخذ الإحتلال السلطة بعين الإعتبار وذلك بسبب عدم اتخاذها أي مواقف ممكن أن تؤثر عليه.
2 - إقليمياً: الحلف الأمريكي الإسرائيلي والذي يتمثل في الأردن ومصر ودول الخليج والداعم والمؤيد لكل خطوات وتحركات الإدارتين الأمريكية والإسرائيلية
- موجة التطبيع العالية التي تقودها دول الخليج وتتفاعل معها أحيانا دول المغرب العربي.
٣- عالمياً: الإنطواء الأوروبي تحت الجناح الأمريكي والخوف من اتخاذ قرارت معاكسة للإرادة الأمريكية بسبب التأثر بالهيمنة الإقتصادية لأمريكا
ومع كل هذه السلبيات هناك فرص أمامنا نستطيع الإستفادة منها:
1- اسوأ من الوضع الذي نحن فيه لا يمكن أن يحصل، فالإحتلال يدخل مدننا وقرانا يومياً ويمنعنا من الحركة ويأسر ويقتل من يشاء.
- القدس والخليل وغزة والأغوار بين فكي التنين وباقي المدن كنتونات منفصلة بعضها عن بعض. وهذه النقطة تحديدا قد تشكل فرصة نستطيع إستغلالها في اتخاذ قرارات صعبة تكون درجة تأثيرها علينا محدودة. ولو حدث وسألنا أنفسنا، ماذا سيحدث لو تمردنا ، وما أسوأ ما سيحصل؟ نجد أنه أسوأ من هذا الوضع لا يمكن ان يحدث.
2- مصالح روسيا وإيران المعاكسة للمصالح الأمريكية في المنطقة ممكن أن تكون نقطة نستطيع البناء عليها والإستفادة منها .
3- الزيادة الديموغرافية في صالحنا على المدى البعيد.
4- خوف الإحتلال من حماس ومن صواريخها ممكن أن تشكل نقطة نستطيع الإستفادة منها.
5- خوف الإحتلال من الرجوع إلى مرحلة الإحتلال المباشر لأنه سيكلفه الملايين والأسوأ بالنسبة له هو الجنود.
ومع هذه الفرص لابد أن هناك تهديدات تحيط بنا:
1- التقارب العربي الصهيو امريكي
2- المصالح الغربية في المنطقة والتي تتقاطع مع مصلحة المشروع الصهيوني
3- تقادم قضيتنا العادلة يجعل من إمكانية حلها أصعب على المدى البعيد ( مع إيماني المطلق أن الإحتلال إلى زوال طال الزمان أو قصر )
إذا نظرنا إلى هذا التحليل نجد أن بإمكان القيادة المضي قدما في قرارها بقلب قوي، وذلك لأن معطيات الواقع تشير أنه بالنسبة لنا لن يحدث أسوأ من الحاصل اليوم وليتحمل الإحتلال مسؤولياته ولنرفع عليه تكلفة الإحتلال.
نشد على يد القيادة ونطالب بوقف التنسيق الأمني ووقف السماح بدخول بضائع الإحتلال كخطوات أولى لوقف العمل بالإتفاقيات المبرمة مع الإحتلال.
ولنكن يداً واحدة في مواجهة المشروع الصهيوني الإحلالي قيادةً وشعباً