بكل صفاء ذهن، وبكل تراكم في التعبير، وبكل غصة ... عبّر هذا الرائع عن شباب وشابات قطاع غزة ... ولسان حاله المبطن يقول لنا جميعا .. ويل لكم .. تبا لكم.
بلهجته الغزاوية التي أحبها كثيرا ... يقول هذا الشاب وأنا أقتبس حرفيا " كمواطن غزّي .. تسألوش إيش روتينك .. إسألوا إنت ليش صابر وعلى شان إيش صابر ... حتلاقيه .. مش حيقدر يجاوبك صراحة .. روتيننا هوا هوا .. بتصحى من نومك الصبح إذا عندك شغل بتروح، طبعا الشغل في غزة .. زي ما إنت عارف .. يعني .. غزة .. زي الجنة .. فش فيها شغل أصلا ... مش محتاج الأمر .. تمام ... إذا كان في شغل أو حاجة، فإنت بتروح على شغلك .. بتروح على بيتك ... إذا كنت متزوج أو عزابي أو أو .. يمكن تاكل لقمة وبعدين تطلع مع أصحابك تغير جو .. تشوف الناس .. تشوف الحياة .. تشوف غزة إتغيرت .. طب هل غزة بدها تتغير .. بتقعد مع صاحبك شوية .. بتفضفض .. بفضفضلك ..بتشكيلو .. بشكيلك بتسرح إنت وإياه .. غالبا بنتكلم كتير في السياسة .. في الوضع .. في الكهربا ... في الأزمات .. في الحكومات ... لوين بدنا نروح .. طب إيش أبعاد المجهول اللي إحنا فيه ... طب النفق اللي إحنا فيه بالنهاية .. فيه طاقة فرج يعني؟ ... كتير أسئلة نفسنا نسألها لكل المسؤولين عنا ... لأنهم هم أرباب السلطة وهم اللي مفترض يعني إنهم يوفرولنا حياة ..أقل ما فيها يكون فيها نوع من الكرامة يعني .. مش أقولك بدناش رفاهية، يعني في دول ... عملوا وزير للسعادة .. إحنا بدناش .. لا وزير للسعادة ولا وزير للنيلة .. إحنا يجيبولنا بس حياة كريمة .. يبطلوا يتقاتلوا ... عشان الله .. بطلوا إتقاتلوا .. حسوا فينا كمواطنين .. كناس غلابى ... بكفي ..بكفي جد يعني .. لوين بدكم تأخذونا ... إلنا فوق ال 12 سنة وإحنا بنعاني .. من الانقسام ...سميه إنقلاب .. سميه حسم ... سميه إيش ما بدك ... لكن أنا بالنهاية كمواطن .. كبني آدم مثقف أو واعي ... إيش ذنبي .. إنت تحطني أنا ضحية ... أنا وقود ... للمصلحة تبعتك يعني .. حرام عليكو .. عن جد يعني .. حسوا فينا شوية .. إنتو بترضو هذه العيشة لاولادكم ..أنا هذا السؤال بسألوا للمسؤولين .. لأنو لازم يجاوبوا عليه ... إذا مش اليوم .. بكرا .. عند ربنا .. لانهم حيجاوبوا على هالسؤال هادا .. لأنو هوا لو ما وفرليش حياة كريمة ووفر لأولاده .. ححاسبوا ... حخاصموا ... في خصومة بيني وبينو أنا ... إحنا هانا يا عزيزي بنتعذب بالبلد هذه .. بتتكلم عن شباب إنهدمت .. شباب حلمها تلاشى ... اليوم وبكرا وبعدو إذا بيضل هيك الوضع ... شباب كتير حتروح لأماكن مجهولة ... ولمصير غير معلوم ... صدقني .. أنا زعلان على كتير شباب .. أقسم بالله .. ثقافات .. وقامات .. وناس عندها كتير فكر ..وناس بتبدع في مجالات كتير .. لكن ما عندهاش فرصة ... ليش معدومة الفرصة .. عشان الفرصة محتاجة لواسطة .. للأسف .. ومحسوبية .. إذا ما كنتش إنت إبن مسؤول في البلد هذه .. مش حتعرف تعيش صدقني .... صعب .. صعب تعيش ... صعب تتعايش ... إيش بدي أقول لما أقول .. خلص ... غايتنا إنو يؤثر فيهم الكلام .. أنا متأكد أنو همي سمعانينو وميت مرة ... في غرفهم المغلقة .. بيمر عليهم وبيشكولهم وبحكولهم ... لكن همي مش معنيين فينا يا حبيبي .. والله ما همي معنيين فينا ... أقولك شغلة .. إنت بتتكلم عن واحد عايش تحت مكيف وراكب أحسن سيارة ... وأولاده في تركيا وفي ماليزيا وهان وهان ..كيف بدو يحس بشعب أو بشباب ضايع ... شباب مش عارف إيش بدو .. شباب بتتخرج .. بتقعد على القهاوي .. كبيرها .. حتى البحر منعونا منو يا راجل ... اليوم عشان تطلع إنت وصحابك .. بدك تتأجرك شالية ب 500 شيكل ... عشان تنبسط .. بتعرف شغلة .. اللي إحنا فيه هادا .. صدقني .. بنتحاسب قاعدين بالدنيا قبل الآخرة ... حاسس إنو إحنا في مرحلة الحساب والعقاب .. كتير اللي بيصير فينا ... الشباب .. الى إحنا من عمرنا قاعد بيضيع هادا .. دير بالك .. شبابنا ضاع هيك يعني ... إنت إسألني إيش سويت .. بقولك .. ولا حاجة .. مش لانو مش قادر أسوي .. لانو أنا ما عنديش فرصة إنو أسوي .. لانو همه حرموني الفرصة .. حتى الفرصة .. حرموني إياها ... فبالتالي أنا .. كيف بدي أعمل .. إيش بدي أساوي ... إنت كشخص مثقف ومتعلم وعندك كتير حاجات كنت ممكن تسويها .. وعندك حلم كنت ممكن كتير تعملو ... كان عندك أهداف كتير .. لكن تلاشت مع الوقت .. ليش .. لانو لقيت حالك في المكان الغلط ... وبس .. وهادي غزة ... باختصار .. يعني بغض النظر أنو غزة وغزة الثورة وغزة النضال وغزة الجهاد .. هادا الكلام إحنا عارفينو وموقينينو ... بأمارت إنو أنا لابس جيشي .. يعني .. عادي ... أنا هادي فلسطين .. بحبها ... مش بس لانها بلدي .. علشان أنا إتربيت أحبها ... عشان هيه مش سبب في اللي أنا في ... فلسطين مش سبب يا جماعة في اللي إحنا فيه ... صدقني ..الانقسام اللى احنا فيه هو السبب عدم فهمنا للشباب ولأمور الشباب ولحياة الشباب هو هادا السبب .. إحنا يتقوا الله فينا وبس .. وحسبي الله ونعم الوكيل .. وبس ... لأنو غير ربنا ما بنجينا ...".
يقولون .. وقطعت جهينة وقول كل خطيب. فمن هي جهينة وما قصة هذا المثل؟
في مناسبة هذا المثل ... ورد أن "طوشة" نشبت بين عائلتين قتل أحد أفراد العائلة الأولى فردا من العائلة الأخرى .. فإجتمع الوجهاء للصلح العشائري وفنجان القهوة المعهود. طلب أهل المغدور ديه عالية وإحتدم النقاش والمفاصلة على الدية لدرجة وصول الأمر الى الخط الأحمر المقترب على الانفجار مجددا بين العائلتين ... فجاءت خادمة إسمها جهينة وقالت لهم " ع شو بتتقاتلوا .. ما هو أهل القتيل أمسكوا بالقاتل وفلتوه.. ريحوا حالكم " عندها قال أحدهم " وقطعت جهينة قول كل خطيب" وف رواية أخرى "جهيزة".
قطع الشاب الغزي هذا ... قول كل خطيب يا سادة يا كرام.