اطلس-الأحزاب العربية في الداخل وجودها ساهم في خلق وعي كبير لشعبنا في الداخل المحتل، وكان له الدور الهام في منع تذويب الهوية الفلسطينية ومعالجة الكثير من المشاكل للسكان الفلسطينين، ودورهم محل تقدير دوما بحكم الامر الواقع.
موقف القائمة المشتركة من تشكيل الحكومة الاسرائيلية أثار جدلا واسعا داخل المجتمع الفلسطيني، من حيث دعم القائمة المشتركة لمرشح مجرم حرب ومرتكب مجازر ضد مرشح قاتل أطفال ونساء وشيوخ وعنصري.
لكن كما يقال في السياسة، المصالح تتحكم في القرار، شعرنا أن القائمة المشتركة تريد التخلص من نتنياهو من خلال دعم ترشيح بيني غانتس لرئاسة الحكومة، والنتيجة الفعلية خرجت عكس ما أرادوا، فهي بكل الأحوال دعم قوي وغير مسبوق لنتياهو.
قد يسأل البعض: كيف ذلك؟ الإجابة بسهولة عندما عرفت القائمة المشتركة انها خسرت ثلاثة أصوات من أعضائها، فإنها تعلم ان النتيجة ستكون لصالح نتنياهو، وبذلك أعطت قوة له ليس فقط لاستقطاب الأحزاب المتشددة مؤقتا ضد نتنياهو، كما ليبرمان، بل حتى أعضاء ازرق - ابيض ومن الممكن حزب العمل ضد موقف العرب الذين سوقوا من غير قصد ان نتنياهو العدو الحقيقي للعرب ومشاريعهم.
حتى من انشقوا عن زملائهم من التجمع، أرادوا الحفاظ على المبدأ بعدم دعم اي مرشح للحكومة ونتيجة ذلك شاءوا، ام ابوا، دعموا نتنياهو من خلال حجب اصواتهم لتكون النتيجة لصالح نتياهو .. إذن هم صوتوا لنتنياهو فعليا دون ان يشاركوا في التصويت، لان مبدأهم منعدم التنفيذ ما دامت تعد اصواتهم من مجموع 120 صوتا، ومبدؤهم هذا يتحقق فقط عندما لا يكونون أعضاء كنيست.
القائمة المشتركة خسرت وحدتها دون نتيجة لأي طرف ممن صوت أو امتنع، والأصعب الآن إذا أعيدت الانتخابات فإن اهم شعارات حملة نتنياهو ستكون موقف القائمة المشتركة، وأنه الأحرص على الحلم الصهيوني في فلسطين.
تصويت القائمة مع غانتس كان مخزيا لهم أيضا، لو شكل الحكومة وأعاد ارتكاب المجاز في غزة كما فعل سابقا، أو شن عدوانا وارتكب جرائم كعادته ضد الفلسطينيين في مكان ما، وهذا سيحصل ان تم تكليفه بذلك.
الخلاصة انه لا فرق فعلي للفلسطينيين في الداخل المحتل، أو في اي مكان في هذه الأرض بين نتنياهو وغانتس، والفرق بينهم تماما كما هو الفرق بين نجاسة الكلب الأسود والكلب الأبيض، فالأحرى والأولى كان أن تحافظ القائمة المشتركة أولاً على وحدة موقفها، وثانياً على مبادئها واحترام رأي من انتخبوها، وخاصة ان اي طفل يعرف عدد الأصوات مسبقاً واعتقد انها تحتاج ان تغتسل بالتراب لإزالة نجاسة غانتس، وقد تحتاج تراب غزة والأغوار إذا لم يصادروها أو يدمروها