اطلس- قال المنسق الخاص للأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف، أن حقائق تفاقم التدهور على الأرض في النزاع الفلسطيني
الإسرائيلي "تدفعنا بعيداً أكثر" عن تحقيق حل الدولتين. وأكد أن المنظمة الدولية ستدعم إجراء الانتخابات التشريعية التي أعلن الرئيس محمود عباس أنه سيدعو إليها قريباً.
جاء ذلك ضمن إحاطة إلى أعضاء مجلس الأمن في نيويورك أمس الاثنين، وحذر ميلادينوف من "وجود نقاط اشتعال خطيرة جديدة" في الشرق الأوسط عموماً، وقال إن الاحتلال الإسرائيلي للمناطق الفلسطينية يعكس "مأساة عابرة لأجيال من الناس في هذه الأرض"، مضيفاً أنه "لا يزال العدد المتزايد للمستوطنات الإسرائيلية غير القانونية بموجب القانون الدولي يمثل عقبة كبيرة أمام عملية السلام".
وأوضح أن الشهر الماضي شهد "تزايداً في الخطط لتوسيع الوحدات السكنية في الضفة الغربية المحتلة"، مشيراً إلى أن الموافقات على التوسع الاستيطاني حتى الآن هذا العام صار أكبر بالفعل مما حصل طوال عام 2018. وفي الوقت نفسه، جرى هدم مبانٍ فلسطينية، أو جرى الاستيلاء على مبانٍ أخرى، بينما يكاد يستحيل على الفلسطينيين الحصول على تصاريح بناء من إسرائيل.
وإذ ذكر بإعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، نيته تحديد موعد للانتخابات الفلسطينية للمرة الأولى منذ عام 2006 بغية "تجديد شرعية المؤسسات الوطنية"، دعا ملادينوف، المجتمع الدولي، إلى دعم هذه العملية إذا ما كانت ستعزز الوحدة الوطنية، وليس الانقسام، مضيفاً أن ذلك "يشمل اتفاقية لانتخابات تجري في كل أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة بما يتماشى مع التشريعات ذات الصلة، وأفضل الممارسات الدولية والأطر السياسية الوطنية المتفق عليها التي تستند إلى الاتفاقات القائمة".
وأكد أن الأمم المتحدة وفّرت حتى أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، 16 ألف وظيفة في غزة عبر برامجها الموقتة لتوفير الوظائف، متوقعاً أن يجري توفير ألف وظيفة إضافية في الأسابيع المقبلة. بيد أنه استدرك أنه "على رغم كل هذه الجهود لا يزال الوضع الإنساني في غزة سيئاً"، إذ أنه "حتى نهاية سبتمبر (أيلول)، نفد من الأسواق نحو نصف العقاقير الأساسية وثلث المواد الطبية"، فضلاً عن أن مقدمي الرعاية الصحية "يواجهون مصاعب في معالجة مصابي المظاهرات الأسبوعية". وشدد على أن "معالجة الأزمة الإنسانية في غزة أولوية، لكن جوهر الأزمة في القطاع سياسي"، داعياً الفصائل الفلسطينية إلى التفاعل مع الجهود المصرية لتحقيق المصالحة الوطنية.
وذكر بما قامت به لجنة الارتباط غير الرسمية بعقدها اجتماعاً في 26 سبتمبر الماضي في نيويورك؛ حيث أشارت الأمم المتحدة إلى أن "الحاجة ضرورية لتقديم الدعم للشعب الفلسطيني والسلطة الفلسطينية للنهوض بحل الدولتين كحل وحيد للتسوية السلمية للنزاع". ورحب بالاتفاق الذي وقع وأدى إلى تحويل إسرائيل نحو 425 مليون دولار من العوائد إلى السلطة الفلسطينية، داعياً الطرفين إلى "التفاعل بطريقة بناءة بهدف إعادة كل الحوالات المترتبة من الدخل بالطريقة التي تتمشى بالكامل مع بروتوكول باريس حول العلاقات الاقتصادية بين الطرفين".
وأعرب ملادينوف عن قلق خاص حيال الهجمات المقلقة التي قام بها المستوطنون في الضفة الغربية المحتلة، في سياق حصاد الزيتون السنوي. ومع بدء موسم حصاد الزيتون هذا العام، دعا المنسق الخاص، السلطات الإسرائيلية، إلى "ضمان وصول المزارعين الفلسطينيين بسلاسة إلى أراضيهم، وحماية المزارعين وممتلكاتهم من الهجمات". وأشار إلى حادثة تنذر بالخطر وقعت في 16 أكتوبر، حين تعرض المزارعون الفلسطينيون والمتطوعون الإسرائيليون والأجانب الذين يجمعون أشجار الزيتون من قرية بورين للهجوم بالحجارة والقضبان المعدنية على أيدي أشخاص من مستوطنة يتسهار، وما تلاها في 22 أكتوبر، عندما أعلنت يتسهار منطقة عسكرية مغلقة ونشر فيها المزيد من القوات. كما أصيب حاخام يبلغ من العمر 80 عاماً وأربعة متطوعين أجانب. وجرى القبض على أحد الجناة المزعومين الذين نفذوا هذه الهجمات. في قريوت، جنوب نابلس، مُنع الفلسطينيون أيضاً من الوصول إلى أراضيهم لحصاد الزيتون.