اطلس-نشرت صحف عبرية عدة، اليوم الخميس، تقاريرًا حول الهجمات الإسرائيلية التي نفذت فجر أمس على أهداف متفرقة في العاصمة السورية دمشق ومحيطها.
وقال الجيش الإسرائيلي أمس أنه هاجم عشرات الأهداف الخاصة بفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني. فيما أكدت سوريا أنها تصدت لغارات إسرائيلية أوقعت عدد من الشهداء. بينما قالت مصادر سورية غير رسمية وأكدته إسرائيل فيما بعد سقوط قتلى إيرانيين.
ورأت صحيفة يديعوت أحرونوت، أن التوتر على الجبهة الشمالية لم ينتهي بعد، وأن المواجهة حساسة ولا زالت قائمة.
ولفتت إلى أنه تم إخطار الروس بالهجوم قبل دقائق من سقوط الصواريخ على أهدافها. مشيرةً إلى أن الإدانة الروسية للهجمات تمثل "بطاقة حمراء" في وجه إسرائيل.
وبحسب الصحيفة، فإن روسيا تعتبر تلك الهجمات تعرض مصالحها للخطر، خاصةً وأنها تعتبر مطار دمشق ضمن مجال اهتمامها للحفاظ على سيطرتها في سوريا، وبقاء نظام الأسد.
ووفقًا للصحيفة، فإن هناك ثلاثة سيناريوهات محتملة على الجبهة الشمالية، الأول يتمثل في إمكانية تجاهل الإيرانيين للأضرار التي لحقت بهم وبمقارهم في دمشق، بانتظار حدث آخر، وهو سيناريو غير متوقع حصوله بعد الخسائر التي منيت بها بنيتها التحتية ومقتل عدد من عناصرها، إلى جانب أن إسرائيل بشكل علني تحدثت عن الهجوم.
فيما يتمثل السيناريو الثاني، بأن ترد إيران بإطلاق صواريخ بشكل مباشر على أهداف عسكرية في الشمال. بينما السيناريو الثالث يتمثل في إمكانية إطلاق صاروخ دقيق تجاه مواقع بنية تحتية في العمق الإسرائيلي، لكنه قد يكون خيارًا على المدى البعيد وليس القريب.
وأشارت الصحيفة، إلى أن الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب خاصةً في الجانب الدفاعي.
وقالت إن إسرائيل تستغل حاليًا نافذة الفرص الاستراتيجية، خاصةً وأن طهران تواجه أزمة اقتصادية وتحديات داخلية مع أعمال شغب بالبلاد وفي العراق ولبنان أيضًا، معتبرةً أن الهجمات الإسرائيلية التي وصفتها بالناجحة ضد الأهداف الإيرانية قد تعطي للمسؤولين العراقيين واللبنانيين الذين يعارضون وجود إيران في بلادهم، فرصة أخرى لتشديد مطالبهم.
وتشير الصحيفة إلى أن الانتخابات التي ستجري بداية العام المقبل في طهران، والانتخابات الأمريكية نهاية العام المقبل ستؤثران على السلوك الإيراني خلال الأشهر المقبلة. مشيرةً في الوقت ذاته إلى إمكانية اندلاع مواجهة على الجبهة الشمالية في أي لحظة وهو ما يتطلب يدًا ثابتة ومتوزانة وهادئة أمنيًا في إسرائيل.
من جهتها، اعتبرت صحيفة إسرائيل هيوم العبرية، أن الهجمات الإسرائيلية تحمل رسالة واضحة للإيرانيين وخاصةً لقاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، أنه ليس محصنًا أمام أي استهداف.
ووفقًا للصحيفة، فإن أحد الأهداف التي تم مهاجمتها مقر سليماني وقواته داخل مطار دمشق الدولي. معتبرةً ذلك رسالة واضحة له وللإيرانيين أن أي ضرر سيلحق بإسرائيل، سيقابل بضرر أكبر.
وأشارت إلى أن إسرائيل في هجماتها يبدو أنها تعمدت إيقاع قتلى إيرانيين. مشيرةً إلى أنه لأول مرة مصدر أمني إسرائيلي يؤكد وقوع قتلى من الحرس الثوري الإيراني في هجماته، وهو ما أكدته مصادر سورية أيضًا.
ورجحت مصادر إسرائيلية، أن يسرع سليماني من التصعيد بسبب الهجوم. مشيرةً إلى أن هناك استعدادات إسرائيلية للتعامل مع أكثر من سيناريو.
وقالت المصادر إن إسرائيل مصممة على الاستمرار في خطوطها الحمراء. مشيرةً إلى أن أي رد من سليماني سيقابل برد أعنف.
وبحسب الصحيفة، فإن الرد الإيراني سيعني الدخول في صدام مباشر، مشيرةً إلى أن الهجمات الإسرائيلية لم تفاجئ المسؤولين الإيرانيين ومن بينهم سليماني، خاصةً بعد أن نفذت إسرائيل هجمات مماثلة العام الماضي والحالي، وبطريقة مماثلة نفذت هجمات أمس للتخلص من أهداف كثيرة منها مضادات أرضية للطائرات وغيرها.
ووفقًا للصحيفة، فإن هناك ترجيحات إسرائيلية بأن سليماني قد يعجل من الرد للفت الانتباه داخل إيران وخارجها عن الاحتجاجات الجماهيرية في المدن الكبرى، والتي قد توحد الإيرانيين من جديد ضد "العدو الخارجي". وفق وصفها.