اطلس-أظهرت نتائج مسح ميداني نفذته وزارة الأشغال العامة والإسكان بالتعاون مع وزارة التنمية الاجتماعية في غزة حول عدد الأسر الفقيرة المحتاجة للسكن في قطاع غزة أن نحو 25 ألف وحدة سكنية مأهولة تحتاج إلى إعادة بناء، ونحو 60 ألف وحدة سكنية تحتاج إلى إعادة تأهيل وترميم كي تلبي الحد الأدنى من معايير السكن الملائم.
وأوضحت الوزارة أنه تم بالتنسيق مع وزارة التنمية الاجتماعية ترشيح نحو ثلاثة آلاف حالة إلى مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع "UNOPS" لدراسة فرص استفادة هذه الحالات من التمويل المخصص لإعادة البناء والترميم حال توفره.
وأشار مسؤول وزارة الأشغال العامة والإسكان في غزة ناجي سرحان خلال مؤتمر صحافي عقده أمس في مقر وزارة الإعلام في غزة إلى أن الوزارة عملت بالتنسيق والتعاون مع الصندوق الفلسطيني للتشغيل وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) ضمن إطار مشروع البحث الميداني لتحديث قواعد بيانات الأسر الفقيرة المحتاجة للسكن على توفير 30 فرقة عمل في كافة محافظات قطاع غزة ضمت 90 باحثاً من التخصصات ذات العلاقة بمشروع البحث.
وبين سرحان أنه تم التواصل مع عدد من الصناديق العربية الداعمة في محاولة لتوفير تمويل لأولويات الحالات المستحقة ضمن مشروع مسكن كريم لترميم بيوت الفقراء والحالات الاجتماعية الصعبة في قطاع غزة.
وقال سرحان: "انطلاقا من حجم الاحتياج الكبير فقد تقدمت الوزارة بمقترح لتمويل مشروع تحديث قاعدة بيانات للحالات الاجتماعية والفقراء التي تحتاج إلى مساعدة فيما يخص السكن وذلك من خلال الاستغلال الأمثل لمشاريع التشغيل المؤقت".
وأضاف: "إن وزارة الأشغال العامة هدفت من خلال عملية المسح الميداني لتوفير قاعدة بيانات محدثة متكاملة تشمل التقييم الاجتماعي والهندسي للوحدات السكنية وذات منهجية واضحة للتدخل والعمل على توحيد سياسات وأولويات التدخل، والمساعدة في تنظيم وتنسيق وتكامل الجهود مع كافة المؤسسات العاملة في هذا المجال".
ونوه إلى أن مشروع المسح المذكور أطلق منذ منتصف حزيران الماضي ليشكل أكبر عملية بحث ميداني للأسر الفقيرة المحتاجة للسكن لنحو 45 ألف حالة ما يشكل نحو 13.4% من إجمالي الوحدات السكنية المأهولة في قطاع غزة، حيث تم إجراء عملية بحث وتقييم شامل لجميع الحالات المتقدمة بطلبات لدى الوزارة.
وأوضح أن نتائج المسح من الإحصاءات والمؤشرات المختلفة أظهرت أن أعلى معدلات من الحاجة للتدخلات الخاصة بالسكن كانت في محافظة رفح، يليها محافظتا خان يونس والوسطى، أما محافظة غزة فاحتلت المركز الرابع والشمال المركز الخامس لافتاً إلى أن السنوات القليلة الماضية التي أعقبت الحرب الأخيرة على غزة العام 2014 شهدت عدة تدخلات خاصة بالبناء والترميم في محافظتي غزة والشمال على وجه الخصوص.
وأكد سرحان ما توليه الوزارة من جهود ومساعٍ حثيثة لتمكين الأسر المحتاجة من الحصول على مسكن ملائم، والنهوض بجهود المؤسسات الشريكة والعاملة في هذا المجال ودعوة الجهات الداعمة والممولة لتوفير الدعم المطلوب لمساعدة الأسر التي لا مأوى لها.
إلى ذلك أشارت الوزارة إلى معاناة عشرات آلاف العائلات الفقيرة ومحدودة الدخل في قطاع غزة من عدم توفر مأوى ملائم نتيجة تردي الأوضاع الاقتصادية، وعدم القدرة على تحسين وتأهيل مساكنهم نظرا للظروف الصعبة التي يتعرض لها القطاع في ظل الحصار والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على القطاع.
وبحسب الوزارة ذاتها فإن العجز في الوحدات السكنية يقدر بما يقارب 120 ألف وحدة سكنية، كما يحتاج قطاع غزة إلى قرابة 14 ألف وحدة سكنية سنوياً لتلبية احتياجات الزيادة السكنية الطبيعية.