واشنطن - أطلس - من المقرر ان تنظم اليوم السبت تظاهرات في اكثر من مئة مدينة اميركية بناء على دعوة انصار تريفون مارتن، فيما تحدث باراك اوباما باسهاب عن تبرئة قاتل هذا الشاب الاسود، وقد ايقظت هذه القضية المخاوف القديمة من العنصرية في الولايات المتحدة.
وتهدف هذه التظاهرات الى الاستمرار في ممارسة الضغط بعد اسبوع على تبرئة الحارس جورج زيمرمان من قتل الشاب في 2012 في فلوريدا (جنوب شرق).
واعلن آل شاربتون المناضل من اجل الحقوق المدنية في بداية الاسبوع ستنظم تظاهرات هذا السبت في 100 مدينة امام مبان اتحادية لممارسة الضغط على الحكومة وحملها على حماية حقوقنا المدنية.
وستشارك والدة الشاب الاسود، سابرينا فولتون، في تظاهرة تنظم في نيويورك، فيما سيشارك والده في تظاهرة تجرى في ميامي.
وبعد اعلان الحكم، نزل الاف الاشخاص بطريقة عفوية الى شوارع عدد كبير من المدن مثل نيويورك وشيكاغو وسان فرانسيسكو.
واكد الرئيس اوباما مساء الجمعة انه يتفهم مسألة تنظيم تظاهرات وسهرات ... ما دامت غير عنيفة. وخلال زيارة مفاجئة لقاعة الصحافة في البيت الابيض قال : اذا وقعت اعمال عنف، سأذكر عندئذ بأنها لا تليق بما حصل مع تريفون مارتن ومع عائلته.
وقد تجنب الرئيس الاميركي توجيه النقد الى حكم هيئة المحلفين الذين اعتبروا ان زيمرمان قام بالدفاع المشروع عن النفس، مشيرا الى ان هيئة المحلفين سيدة نفسها. وقال: لقد اصدرت هيئة المحلفين حكمها، وبهذه الطريقة يسير نظامنا.
لكنه لمح الى الاصداء الخاصة وحتى الى الالم الناجم عن هذا الحكم لدى الاميركيين السود، وتطرق الى رد الفعل الحزين الذي شعر به بعد اسابيع على مقتل الشاب.
واكد اوباما: عندما قتل تريفون مارتن قلت انه كان يمكن ان يكون ابني. وبعبارة اخرى، قبل 35 عاما كان يمكن ان اكون انا تريفون مارتن.
واضاف ان الاميركيين السود يحتفظون بهذه الامور عبر مجموعة من التجارب وتاريخ لم يتبدد، ملمحا بذلك الى العبودية التي الغيت قبل 150 عاما والى نظام الفصل الذي الغي قبل نصف قرن في ولايات الجنوب.
وقال انه حتى اليوم ثمة اعداد قليلة من الاميركيين السود الذين لم يعيشوا تجربة التعرض للملاحقة (من قبل حراس) في متجر كبير حيث يقومون بشراء حاجياتهم. وهذا ما حصل لي.
ولاحظ الرئيس الاميركي ان الاميركيين السود يعرفون ايضا ان ثمة تاريخا من التباينات العرقية في تطبيق قوانيننا الجزائية، مشيرا بنوع خاص الى عقوبة الاعدام. وقال تنجم عن ذلك عواقب على تعاطي الناس مع قضية تريفون مارتن.
ودعا الرئيس الى ايجاد وسيلة لخفض نوع الارتياب من النظام الموجود لدى بعض الاميركيين السود.
وعلقت سابرينا فولتون وترايسي مارتن على كلام الرئيس بالقول انهما تشعران بفخر وتأثر لان الرئيس خصص وقتا للحديث علنا وفترة طويلة عن ابننا تريفون. ما قاله يعطينا القوة. وبتشبهه بابننا، وجه له الرئيس اشادة عظيمة.
واضاف ذوو الشاب القتيل في بيان: نرحب بدعوة الرئيس الى فتح حوار صعب بين مختلف المجموعات ،حتى يستطيع طفل في المستقبل ان يمشي في الشارع ولا يبدو خطرا بسبب لون بشرته او الثياب التي يرتديها.
من جانبها، اعلنت وزارة العدل الاميركية انها تدرس امكان توجيه تهم الى زيمرمان اذا تبين لها انه انتهك الحقوق المدنية للشاب الاسود.
ومن دون ان يعطي مؤشرات الى الموقف المقبل للادارة الاميركية في هذا الجانب من القضية، انهى اوباما كلمته برسالة امل.
وقال اوباما الذي انتخب في 2008 واعيد انتخابه بالاقتراع المباشر في 2012، ايا تكن الصعوبة التي واجهها كثير من الناس جراء هذه القضية، لا اريد ان ننسى ان الامور تتحسن على صعيد العلاقات بين المجموعات العرقية.
وخلص الى القول ان كل جيل جديد يحرز في ما يبدو تقدما على صعيد تطوير السلوك، لكنه حذر من ان ذلك لا يعني ان العرقية قد استؤصلت من الولايات المتحدة.