اطلس-أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السبت أن دمشق "ستدفع ثمن" هجمات استهدفت قواته مودية
بحياة أكثر من 30 عنصراً في شمال غرب سوريا بعد نحو شهر من التصعيد المستمر بين الطرفين.
من جهة أخرى، وفي إطار حملة الضغط التي يقوم بها لحمل الدول الأوروبية على دعمه، قال إردوغان إنه سيبقي حدود بلاده مفتوحة أمام المهاجرين، في وقت شهدت الحدود التركية اليونانية مواجهات بين عناصر من الشرطة ومهاجرين يحاولون العبور إلى اليونان.
في موسكو، أعلنت وزارة الخارجية عن لقاءات مع مسؤولين أتراك تمّ التركيز خلالها على ضرورة خفض التصعيد في محافظة إدلب حيث تشن قوات النظام بدعم روسي منذ كانون الأول/ديسمبر هجوماً واسعاً ضد مناطق تسيطر عليها هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) وفصائل معارضة أخرى وتنتشر فيها قوات تركية. وقد تمكنت القوات السورية من إحراز تقدم كبير على الأرض خلال الأسابيع الماضية.
وقال أردوغان خلال كلمة له في اسطنبول اليوم "قلت لـ(الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين: +ماذا تفعلون هناك؟ إذا كنتم تريدون إنشاء قاعدة، فهيا افعلوا ذلك، لكن ابتعدوا من طريقنا. اتركونا وحدنا مع النظام (السوري)".
وأضاف أن القوات السورية "ستدفع ثمن" هجماتها ضد القوات التركية. وقال "لا نريد أن تصل الأمور إلى هذه النقطة لكن يرغموننا على ذلك، سوف يدفعون الثمن".
ومُنيت تركيا الخميس بأفدح خسائر لها في هجوم واحد منذ بدء تدخلها العسكري في سوريا في العام 2016، إذ قتل 33 جندياً على الأقلّ في ضربات جوّية اتهمت أنقرة قوات النظام السوري بتنفيذها في إدلب.
وردت أنقرة بتوجيه ضربات إلى قوات النظام أسفرت خلال الـساعات الأربع والعشرين الماضية عن مقتل 48 جندياً سورياً و14 عنصراً من حزب الله اللبناني الذي يقاتل الى جانب النظام، وفق حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأعلن مسؤول تركي رفض الكشف عن هويته أن بلاده دمرت "منشأة للأسلحة الكيميائية تقع على بعد 13 كيلومتراً جنوب حلب (شمال)، فضلاً عن عدد كبير من الأهداف التابعة للنظام".
ونفى التلفزيون السوري وجود هذه المنشأة. ولم يصدر رد رسمي بعد من دمشق التي تؤكد باستمرار أنها دمرت ترسانتها النووية.
وتأتي الخسائر الفادحة التي تكبّدتها أنقرة بعد أسابيع من التصعيد في إدلب بين القوات التركية وقوات النظام التي اشتبكت بشكل متكرر.
ومنذ بداية شباط/فبراير، وبعد أول هجوم تسبب بمقتل عدد من قواتها، أرسلت أنقرة تعزيزات عسكرية ضخمة إلى إدلب لتُضاف إلى 12 نقطة مراقبة تقيمها في المنطقة بموجب اتفاق مع موسكو يعود إلى العام 2018. وقد باتت ثلاث من هذه النقاط على الأقل محاصرة من قوات النظام.
وارتفع عدد الجنود الأتراك الذين قُتلوا في إدلب في شباط/فبراير إلى نحو 50. ويهدد التوتر بتوسيع الفجوة بين أنقرة وموسكو التي تُعتبر الداعم الرئيسي للنظام السوري. وعلى الرغم من اختلافهما حول الملف السوري، تنسق روسيا وتركيا في ما يتعلق بالنزاع في سوريا، وتتعاونان منذ سنوات في مجالات الدفاع والطاقة.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية السبت أنه تم خلال لقاءات بين مسؤولين روس وأتراك يومي الأربعاء والخميس "التركيز على خفض التصعيد على الأرض مع مواصلة مكافحة الإرهابيين".
في نيويورك، عقد مجلس الأمن الدولي الجمعة اجتماعاً هو السادس حول سوريا منذ بداية شباط/فبراير، بدعوة من دول غربية بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا.
ودعت غالبية من أعضاء مجلس الأمن إلى وقف عاجل لإطلاق النار في إدلب.
واعتبرت أنّ "هذه الهجمات تظهر أنّ النظام السوري، بمساعدة ودعم سياسي من روسيا، يواصل استراتيجيته العسكرية بأيّ ثمن، متجاهلًا عواقب أفعاله ضدّ المدنيّين".
ودعت الأمم المتحدة مراراً إلى "تفادي أكبر قصة رعب إنسانية في القرن الحادي والعشرين".
ودفع الهجوم في إدلب ومحيطها، وفق الأمم المتحدة، بـ948 ألف شخص نحو نصفهم من الأطفال إلى الفرار باتجاه مناطق أكثر أمناً شمالاً، وخصوصاً قرب الحدود التركية حيث تنتشر مخيمات النازحين.
وتخشى تركيا التي تستضيف نحو 3,6 مليون لاجئ سوري، أن يدفع هجوم قوات النظام المستمر بموجة لجوء جديدة إليها، ولذلك تبقي حدودها مغلقة أمام النازحين المكدسين في مخيمات او الذين يعيشون في العراء وفي مدارس وجوامع وأبنية قيد الإنشاء قرب الحدود.
وقال إردوغان السبت إن بلاده لا يمكنها "التعامل" مع موجة جديدة من النازحين السوريين.
وأضاف "ما قمنا به أمس...هو فتح أبوابنا"، مضيفاً "لن نغلق أبوابنا...لماذا؟ لأن على الاتحاد الأوروبي أن يفي بتعهداته". ووقعت تركيا والاتحاد الأوروبي اتفاقاً في عام 2015 بهدف إلى وقف تدفق المهاجرين عبر الحدود بعد أزمة الهجرة في أوروبا. والتزم الاتحاد الأوروبي من خلاله بتقديم مساعدات لأنقرة.
وقال إردوغان إن 18 ألف مهاجر عبروا الحدود التركية نحو أوروبا منذ الجمعة.
ولا يمكن التأكد من دقة هذا الرقم. لكن عند الحدود التركية اليونانية، قضى آلاف اللاجئين ليلتهم أمس. واستخدمت الشرطة اليونانية السبت القنابل المسيلة للدموع لمنع اللاجئين الذين رشق بعضهم القوى الأمنية بالحجارة، من العبور، وفق صحافيين من وكالة فرانس برس في المكان.
وأعلنت اليونان السبت منع أربعة آلاف مهاجر قادمين من تركيا من دخول أراضيها "بشكل غير قانوني".
وقال المتحدث باسم الحكومة ستيليوس بيستاس "واجهت اليونان أمس محاولة منظمة وغير قانونية لخرق حدودنا بأعداد كبيرة وتمكنت من التغلب عليها".