الحجر هي وجهتنا لإعادة النظر إلى ذاتنا وأين نحن ذاهبون، لا بد من وضع أهداف تتضمن كافة الجوانب سواء على الجانب الروحي العقلي البدني الأسري الاجتماعي المهني والمالي.
البيت أو الحجر الصحي المنزلي هو إجازة ربانية، لن تصغر أبدا إن أمسكت كتابا أو دخلت المطبخ أو مارست اللعب مع أطفالك أو أديت مهمة إنسانية من خلال الهاتف.
ما يجعلنا في الصفوف الخلفية من العالم هو إهدار الوقت، إضاعته غالباً في أمور تافهة جداً، وتفكيرنا السلبي والسيئ.
وسائل التواصل أظهرت هذا العجز الكبير الذي نعاني منه اليوم، دعنا نفكر لو قليلآ ماذا يمكن أن نفعل، كيف يمكن أن نحسن من حياتنا ونغير نمط تفكيرنا.
عندما ذكر سقراط عن الحياة الخالية من التفكير والاختبار أخبرنا بأنها لا تستحق أن تُعاش.
كيف يمكن أن نقضي ساعات حياتنا، وهي التي تتطلب تغييرات مكثفة يجب أن نكتشف أساس تفكيرنا ونكتشف الكيفية التي نفكر بها لنحصل على تفاصيل أكثر حول هذا الهدف حول هذه الحياة التي تحتاج أن نصنع التفكير.. التفكير الذي يمحي الملل، وهذا الملل يأتي من ضعف الإنسان وهوانه على نفسه.
فرق كبير بين ما قسمه الله لك، وبين تطويرك لذاتك ورغبتك في تغيير حياتك.. الملل لم يُخلق وإنما خُلقت حياة.. خُلقت عقول.. أيعقل بعد كل هذا أن يوجد الملل وفي بيوتنا عشرات الأعمال نقوم بها.
المصيبة أننا ننظر إلى بيوتنا على أنها فنادق للطعام والنوم، والبيت هو المحطة الأولى للتربية والإبداع والتفكير والعولمة، هو المكان الأمثل لممارسة الحب، هو المكان الآمن الذي يمكن أن تسكنه وأنت مطمئن.
اليوم ما أشاهده على وسائل التواصل "اللاإجتماعي" كيف أن هذا البيت تحول إلى معتقل للعائلة وسيئ فهمه، وهذا مؤشر خطير على مفهمونا للبيت وحياتنا الأسرية ومستقبلها.
الحجر المنزلي يحتاج الى الحديث أكثر من الحديث عن الوباء نفسه، إذآ أين الوباء؟ الجائحة هي طريقة تعاملنا مع الأزمات.
تابعت جيدا خلال السنوات الماضية طريقة تعامل الشعوب مع الثورات وطريقة تعامل الناس مع بعضها وقت الأزمات، للأسف يتكرر اليوم نفس المشهد ولكن بصيغة مختلفة، الأنانية المفرطة وحب الذات واستغلال أصحاب الحاجة والكثير الكثير.
عقولنا عوالم غير مكتشفه هو الحقيقة الداخليه والغامضه بالنسبة لنا هو الذي يقرر المتعة او الاحباط هو الذي يضع الحدود يدفعنا للجنون ويمكن أن يزودنا بالسلام والهدوء لو استطعنا إقناع أنفسنا بذلك لما كنا مجرد ألعوبة في عقول الأخرين، لما كانت بيوتنا مجرد شبكة وهمية تريد التخلص منها بأسرع وقت ممكن.
الجائحة ليس العدو كورونا وأنما نحن أعداء التفكير أعداء أنفسنا ،أعداء المنطق المنطق الذي يخبرك بأنك أنت من تصنع نفسك وتفكيرك وتجعل لنفسك سُلما.