لكن وين المشكلة هاي المرة وليش الناس مش مستوعبين الموضوع؟ وين السبب انو عدد المتظاهرين ضد الضم في تل ابيب بالآلاف وفي رام الله ما وصل المئات؟
حجم الضغط والرفض الي بعيشوا المواطن الفلسطيني اليوم وخصوصا الموظف كبير. من نقاشاتي العديدة مع أصدقائي بتبين انو المشكلة الحقيقية مش في تأخر الراتب. المشكلة انو اول اشي تشاطرنا عليه هو راتب الموظف. في الوقت الي الحكومة بتحكي عن الاصلاح وتطوير الاقتصاد وخلق فرص جديدة ما شفنا اي قرار بتعلق بمخصصات المسؤولين من نثريات وسيارات وحراسات. %46 من ميزانية السلطة رواتب. ممتاز بروحوا لجيبة المواطن حتى لو نسبة كبيرة من الموظفين ما الهم شغل. طيب وين بتنصرف باقي الموازنة؟
على سبيل المثال، المواطن بتفهم انو المسؤول بلزموا سيارة. بس ليش سيارتو تكلف 800,000 شيكل وسيارة ب 200,000 بتقضي الحاجة؟ هاد غير الحراسات ومصروف السيارة الي كلو بزيد على كاهل المواطن. حسب تقرير مؤسسة أمان لعام 2018 فإن %75 من موازنة السلطة يتم جبايتها من المواطن ضريبة وجمارك وغيروا. طيب مش المواطن أحق بفرق سعر السيارة يلي هو 600,000 شيكل؟
كمان اذا فاتورة الرواتب نسبتها %46 عنجد وين بتروح ال %54؟ يعني انا في اخر 6 شهور في رام الله ما شفت شوارع جديدة ولا مشاريع تطويرية؟ حتى طرق محفورة من اشهر ما خلصت ولا تطوير بالمؤسسات ولا غيروا! معظم هاي المشاريع الي بنشوفها بتمويل من جهات مانحة ومن يوم ما سكرت ال USAID ما رجعنا شفنا طرق جديدة او تطوير بالطرق الحالية. طيب ولشو بندفع الضريبة؟ علشان المسؤول ينزل السيارة الي ترضي غرورو وتحسسو بالأهمية؟
المصيبة الحقيقية مش تأخر الرواتب لكن انو لحد الان الحكومة ما غيرت اي شيء من هاي السياسات واول اشي تشاطرنا عليه هو راتب الموظف مش نثريات المسؤول. حسب قانون مكافآت ورواتب أعضاء المجلس التشريعي وأعضاء الحكومة والمحافظين رقم (11) لسنة 2004 فان للوزراء والمحافظين وأعضاء التشريعي الحق في %50 من راتبهم الاصلي (يعني 1500 دولار) لبقية حياتهم. هاد طبعا غير 1500 دولار اول ما يستلم المنصب وغير نهاية الخدمة. بالمتوسط عنا 1000 وزير ومحافظ وعضو تشريعي خلصوا شغلهم بس راتبهم شغال. هاد تقريبا مليون ونص دولار وبالشيكل خمسة مليون وربع شهريا بندفعهم لناس خلصوا شغل وما بقدمولنا اي خدمة. انا بصراحة ما بعرف اي مؤسسة او شركة بالعالم بروح الموظف منها وبضل يقبض راتب. عائلاتنا يا سيادة رئيس الوزراء أحق فيهم وشكرا.
هاي السياسات ما بدها خبير تنموي يحكيلنا ياها ولا بدها سياسة عناقيد ومسميات مش فاهمينها. الحكومة يلي بدها عنجد تصلح أول اشي بتبلش فيه هو التوفير بمصاريف ما الها داعي. ليومها كل ما يمر من حدنا موكب رح نضل نسأل حالنا نفس الأسئلة يلي احنا اصلا عارفين جوابها.