أطلس - تعتبر قدم السكري إحدى المضاعفات الطويلة الأمد للإصابة بداء السكري، وتنتج عن حدوث تغيرات في التروية الدموية للقدم بفعل الأثر الذي يتركه ارتفاع غلوكوز الدم على الجسم. ويتطلب التعامل مع قدم السكري رعاية طبية محترفة، وذلك لمنع تطورها إلى مراحل متقدمة قد تنتهي ببتر القدم.
ويعد داء السكري أحد الأمراض المزمنة الذي يرتفع فيه مستوى سكر الدم (الغلوكوز)، الذي يعتبر وقود الخلايا في الجسم. ويتم الحفاظ على مستوياته في الدم ضمن مدى محدد عبر آليات عدة منها هرمون الإنسولين، الذي يدخل الغلوكوز إلى خلايا الجسم.
وفي داء السكري يرتفع الغلوكوز في الدم فوق الحد الطبيعي. ويقسم الداء إلى نوعين، الأول ويطلق عليه اسم "سكري اليافعين" ويصيب الصغار في السن غالبا، وينتج عن مهاجمة جهاز المناعة لخلايا بيتا المسؤولة عن إنتاج الإنسولين في البنكرياس. ويعتمد علاجه على أخذ المريض للإنسولين من مصدر خارجي كالحقن أو المضخة، وذلك للسيطرة على سكر الدم.
أما النوع الثاني من داء السكري فيصيب عادة البالغين الذين يعانون من زيادة في الوزن، وهنا لا توجد مشكلة في إنتاج الإنسولين الذي تكون كمياته طبيعية أو أكثر في بعض الأحيان، ولكن الخلايا تفقد حساسيتها تجاه الهرمون، فلا تعود قادرة على الاستجابة له بالشكل الملائم، مما يؤدي إلى عدم دخول الغلوكوز من مجرى الدم إلى داخل الخلايا، وإلى تجمعه وارتفاعه في الدم.
ويؤدي ارتفاع الغلوكوز في الدم على المدى البعيد إلى آثار مدمرة على الجسم، إذ يزيد من مخاطر الإصابة بتصلب الشرايين وأمراض القلب وتلف الأعصاب وتلف الكلى ومشاكل القدمين وحالات العدوى
ويشير الدكتور محمد حسان الفحل، استشاري جراحة العظام وجراحة القدم في مؤسسة حمد الطبية في قطر، إلى أن السكري يؤثر على معظم أعضاء الجسم، ويشمل ذلك القلب والكلى والدماغ والعينين والقدم مسببا القدم السكرية، وذلك عبر آليتين أساسيتين: اعتلال الأعصاب السكري، وتضيق وانسداد الشرايين.