اطلس:كتبت: مرام هواري فلسطين ليست بقضيتي....!! بعد كل مفترق طرق تمر به القضية الفلسطينية نرى ونسمع صدى ابواق شاذة وأياد سوداء تتمثل في ثقافة الخنوع والكراهية من قبل المستثمرين فى الخراب ممن اشاحوا بوجوههم عن ثوابت الشعوب العربية الاصيلة
وتلوثت اقلامهم وأدمغتهم بأفكار وعروض زائفة يشرئبون بهاماتهم قليلاً ليسجل التاريخ اسمائهم بالذم والتحقير.
اقلام تجاهر بلا حرج بالتخلي عن القضية الفلسطينية في الوقت الذي كانت تضيئ فيه صواريخ اسرائيلية سماء غزة، معززين بحملات دعائية يقف خلفها انظمة خانعة يشترون من واشنطن رضاها بأموال الشعوب خدمة لآل البيت الابيض تارة وبالتسابق على نيل رضا ابنتها المدللة اسرائيل تارة اخرى، سائرين في تضليل الرأي العام بما يتماشى مع مصالحهم والأهواء الاسرائيلية سعياً منهم لانفكاك وجداني عاطفي عقلي سياسي وديني ما بين المواطن العربي والقضية الفلسطينية من جهة ومحاصرة المحاصر من جهة اخرى.
فما لمسناه من غطاء وتبرير زائف سعت اليه الدول المطبعه مع الاحتلال في خطابها الاعلامي مستغلة ذخيرتها الاعلاميه لبث سمومها وبمساعدة المؤثرين من النخب المثقفه التي تمتلكها للترويج بصوره غير عفوية لأي مادة يريدون ايصالها ليس لتكريس التطبيع وتبريره مساراً ونهجاً فحسب، وانما سعياً منهم لتجميل محاسن القبح ذاته باظهار المحتل الاسرائيلي بصوره انسانيه ومحاولة منهم لزج الفلسطينيين بتطبيع علاقاتهم مع المستجد العسكري الجديد بإحياء الباطل والسكوت عليه.. بأن تنتهك حقوقك فتصمت وإن قتلت فلا تسأل عن الاسباب ..!! مقدمين للمحتل دفعة تحت الحساب وكل ما يمكن ان يقدمه تابع لمتبوع ثمناً لشرعية زائفة وحماية واهية لتنتهي بذلك حقبة عنوانها الخيانه ولكن حتماً ليست نهاية قضية.
ففي ظل تحريض اخذ مداه حكومة وسياسة وشعباً بهدف الاساءة لفلسطين دولةً وواقعاً وقراراً، ظناً منهم انها لقمة سائغة فاخطؤوا في الحسبان، وتعجلوا في قطف ثمرة محرمه عليهم في ارض حرام فاستعصت عليهم وفي حلقهم علقت....!! بدا مسار شاذ يطفو على السطح يجاهر بأن التطبيع مع من يحتل الارض شأنا داخلياً، وبأن الدول المطبعة لها كامل الحرية في اتخاذها لمثل هذه القرارات وتحذِّر من التدخل في شؤونها التي ترى بأنها داخلية ليظهر تبعاً سؤالاً استجاب الرد .
...عن اي استقلاليه هم يتحدثون..؟! وهم يحاربون ثورات الربيع العربي باثر رجعي وكأنه ثأر وقته قد حان.. فها هم يتدخلون بشكل سافر بليبيا ومرعب باليمن ويمارسون ضغطا هائلاً على لبنان ويدعمون طوائف ضد اخرى في سوريا والعراق وكللوه بموقف استثنائي غير مسبوق بالتطبيع مع الاحتلال، حتى اوشك الشرق الاوسط بسبب تدخلاتهم يتداعى وينهار وكيف اذا لعضو في الجامعه ان يكون منصفاً للآخرين وهو يتدخل في شؤون الغير في السياسة حيناً في الجامعة، وبالسلاح في بؤر الصراع حيناً آخر، ام هو حلال عليهم وحرام على الاخرين واي شرع واي مذهب ذهب اليه هؤلاء..!!
فلم يكن من باب الصدفة ان نرى اقنعة تتساقط او تُسقط تماماً كما هو الحال بجامعة الدول العربيه التي لطالما تدرجت وسارت على نفس النهج ...فالصمت المطبق من جامعة كل العرب التي لا ترى في التطبيع ما يستلزم دعياً لاجتماع طارئ عقب الطلب الفلسطيني الرسمي، الذي وُجّه مباشرة للأمانه العامه للجامعه، والذي قوبل بالتسويف ولربما تمهيداً للرفض ليسأل جهراً وهمساً...؟؟
ان لم تجتمع طارئاً بطلب فلسطيني وعن فلسطين، فمتى الاجتماع اذاً...ومن تراه يملك مفاتيحها فيفتح لنا الابواب لنجدة شعباً ضاق ذرعاً بجوار أولي القربى وادمت قلوبهم طعنة غادرة زادت من سطوة المحتل وبطشه، حتى بات وجوده مهدداً حقيقة وليس بمجاز وهل يرجى من جامعة متآمرة على بعضها مستقويه بالخارج على شعوبها مستميته على كراسي حكمها لا تبالي بتجريح احساس الكرامة لشعوبها، فترد من يستجيرها خائباً مكسوراً.
فلم تعد فلسطين بقضيتهم وما عاد التطبيع يزعجهم، وكيف لا وهناك من يلمز بأن الجماعة في الجامعه مغلوباً على أمرها، فهي ضعيفة اتخذت بيتاً اوهن من بيت العنكبوت، فالقرار قد اختطف واخترق منذ أمد بقوة المال والنفوذ لصالح أطراف معينة، وخدمة لأجندات خارجية، فوقائع كثيره قد اثبتت وجود أجندات خاصه لتعزيز وجهات النظر الاسرائيلية، فتدار وتحرك على اساس تبييض وجه اسرائيل وتثبيت احتلالها على حساب التضحيات الفلسطينية، فأظهرت ازدواجيه في التعامل مع القضايا العربيه بشكل عادل مما جعل مصطلح الجامعه ابعد من ان يكون له علاقة بالمعنى الحرفي والطبيعي للكلمه وهي تمنح الحقوق لمن تشاء، وتمنعها عمّن تشاء فهذا هو حال جامعة كل العرب وقد بدت خارج التاريخ عبئاً ثقيلاً يقسم ظهرها أعضاء مطبعون وآخرون في طريقه يسيرون.
وعن اي جامعة نتحدث حينما تدعو الى اجتماع طارئ قد يغضب بعض الاعضاء والممول الحقيقي للجامعه هي السعوديه والامارات وقراراتها لا تمر الا عبر وزارة الخارجية المصرية المهيمن الاكبر على الجامعة، لنصبح امام جناحين كلاهما متحكم لاي قرار قد يخرج عن هذه المنظومه وفي نهاية المطاف هناك صفقة القرن التي بوركت من قبل هؤلاء والجامعه العربيه ليست الا صدى لهذا القرار، حتى بدت مجرد ختم رسمي لقرارات الدول الفاعله داخل تلك المؤسسه والتي تعتبر من اقدم المؤسسات الدولية لكنها الاكثر اخفاقاً عبر التاريخ فبكل مراره لم يعد رسميا على قوائمها ان اسرائيل هي العدو الرئيسي للعرب حتى تردد على سبيل الجد لا المزاح بأننا سنشهد قريباً منظومة لجامعة اقليميه شرق اوسطيه تكون فيها اسرائيل جزءا من منظومتها والذي كان حلما اسرائيليا بعيد المنال لطالما حاولت ان تسعى اليه فبات الرهان بها خاسراً وهي تحتفي هذا العام بعيدها "الماسي الخامس والسبعون" غائبة مغيبه، هيئة تسير حسب أهواء المناخات السياسية في العالم.
فلطالما دأبت على إطالة الصمت إزاء كُبريات القضايا، نائية بنفسها عن الجدال، فيما يخص القضايا العربية المحقّة، واذا صادف واتخذت قرار فإنه يبدو باهتاً لا يساوي حبره، وذاك عرف في جامعة معتلة مشلولة، ما لها في شأن فلسطين من قرار، وهذا ما لمسناه من اجتماعها الاخير حيث لم يتمخض عن قمة العرب العاديه سوى اسقاطها لمشروع القرار الفلسطيني الرافض لاتفاق التطبيع الاماراتي الاسرائيلي.
وهذا ما كان متوقعاً كحد اقصى مما كان يتأمله الفلسطينيون قيادةً وشعباً، لهذا فلن يشغل الاعلام من هذه المهزلة سوى عدد من حضر ومن غاب ومستوى تمثيلهم ، فحضورهم تماماً كما هو غيابهم، فلن يكن بمقدورهم تغيير امر واقع لا محالة..!! ليؤكد الوصف الذي اطلقته بعض الاطراف الغربية على هذه الجامعة "بنادي الحكام العرب" فها هي تغض البصر وتصم الآذان، وتكتفي بشجب واستنكار كما عودتنا، فتخليها عن قضية السماء"فلسطين" كأنما خرّت بها السماء او تهوي بها الريح في مكان سحيق، وهذا بالنسبه لحجمها لهو اضعف الايمان ام اننا عسانا نحملها مالا طاقة لها به.. فمآسي الشعوب العربيه لا تنتهي ومعاناتها ما له من حد، فمنع انزلاق الازمه الفلسطينيه نحو الاسوأ لم يعد على مرمى حجر ورغم ذالك ما زال للتفاؤل الحذر مكاناً لشعب خبر مرارة الاحتلال وتجرعها سنوات طويلة حتى الان....!!