الآباء والأمهات والرجال والنساء يتوجهون في ساعات الفجر الاولى لجني ثمار الزيتون. المزارعون المنهكون تتصبب جباههم بحبات العرق، تتساقط حبات الزيتون كالجواهر اللامعة في السلال، آباريق الشاي والقهوة التي اعتمرت بالمحبة تشتعل تحتها نيرانا اضيئت بأغصان الشجر.
في كل عام نحتفي بهذا العرس الوطني، نبارك هذه الشجرة، نحافظ عليها أمام هجمات المستوطنين التي لا تتوقف، يشعلون الحرائق بالأشجار، يقتلعونها من جذورها ويعتدون على المزارعين ويمنعون الفلاحين من الوصول الى أراضيهم.
شجرة الزيتون المباركة التي تدلل على وجود شعبنا الفلسطيني منذ آلاف السنين، تسقط رواية المحتل، حيث تشهد هذه الشجرة على تاريخ عريق لهذا الشعب المناضل.
إن الحفاظ على هذه الشجرة وزيادة مساحات زراعتها في كافة أرجاء الوطن، هي مهمة عاجلة للارتقاء بحضور هذه الشجرة على الصعيد الزراعي والتنموي ، حيث يشكل الزيتون عنصرا اساسيا من عناصر الاقتصاد الفلسطيني، المطلوب دعم المزارعين الفلسطينيين وتخصيص موازنات كافية للنهوض بهذا القطاع، وإن كانت الحكومة الفلسطينية قد بدأت خطوات هامة على هذا الصعيد إلا أننا نحتاج الى تخصيص موازنات اكبر لتوسيع مساحات الأراضي الزراعية والحفاظ على شجرة الزيتون وزراعتها وتأمين الحماية للفلاحين والمزارعين أمام مطامع التوسع الاستيطاني وعربدة المستوطنين.