اطلس:من ازمة الى اخرى تتنقل الشعوب التي تبدو بعيدة بسنين ضوئيه عن التعافي من ازمات باتت تتسع، لتشمل جميع مناحي الحياة... في ظل انظمه شرذمت المجتمعات وهيأت لهم المكان للوقوف على عتبة الانهيار التام فلك ان تصدق او لا تصدق فانت تسمع عن الافلاس في بلاد الخيرات والمليارات
في ظل فساد دفعت البلاد والعباد الى مصاف الدول الاولى على مقياس الشفافية الدوليه بنسبة نمو هي الادنى، وفقر هو الاعلى ليتم رهن قراره السياسي بتشكيلهم الطريق السريع لسيطرة الخارج على الداخل ليصبح تابعاً قابعاً تحت سطوة الشروط والاملاءات، فتآمروا عليه من جاؤوا لنجدته، فسعوا في خرابه بعقوبات شقت طريقها عبر انتهاكات صارخه لقوانين الحروب لارساء صفقة هي في الحقيقه وثيقة استسلام..! ،فمن باب التعدي والعدوان وتحت بند الاصلاح خلطت الارهاب بالمقاومة وفصلته هذا حلال وهذا حرام عقوبات لم تكن يوما بمحل نقاش وانما هي رؤية تسري قصراً لا طواعيه هدفها القمع المتكامل واخضاع الدول شعوباً وحكومات بالابتزاز وثني الذراع
حرب تجويع او تركيع ولم الفرق ... وهل تكترث الشاة لشكل السكين اذا حضر الذبح ...!؟ تسعى من خلالها الدولة المسيطرة لسياسة التفجير من الداخل وزرع الفوضى وتضييق الخناق من منطلق" حكم القوي على الضعيف" و "التحايل والاحتيال " و "لعبة شد الحبال " تحت نفس الحرب على الارهاب والتستر تحت بند نشر الديمقراطية والاستقرار، بينما في واقع الحال حرب عشوائية خلفت وزنها بؤر توتر وصراع، فما لم تحققه بالذخيرة والسلاح حققته بالعقوبات، وجهان لذات الارهاب...جعلت منها منهجاً لتكريس اجندتها، واضعه مصير الشعوب على مذبح رغباتها لتنفض الغبار الذي كان يخفي حقيقة نواياها، فعلى قاعدة هذا المنظار اقدمت امريكا التي لم تنفك يوماً على استخدام السياسة الأحب الى قلبها لتنظيم الكون، بعدما منحت لنفسها شرف حق تعديله كمخلِّص وحيد للعالم، متجرئه على القانون الدولي والاممي في وقت باتت تلوي حسابات السياسة عنق القانون، جامعه خلفها ممن لا يرفضون التبعية في زمن الولاءات والاملاءات.
ومن يتخلف عن الركب توجه له تهمة الداعم للارهاب بحكم مبدئها الذي يتماشى مع الضواحي العشوائية وشريعة الغاب "من ليس معي فهو ضدي " والذي بات في حده الادنى مفتاحاً للعلاقات السياسية بين الدول بما فيهم الحلفاء ... لسان حالها يقول "لا اريكم الا ما ارى "فكان هناك من تبعها بغير سؤال،وهي التي لطالما تحدثت باسم الشعوب وطالبت لها بالسيادة والاستقرار، وفي الحصيلة فساداً وافساد وتصفية حسابات بعود ثقاب أججت مشاعر فئات كثيرة من المجتمعات ومسّت شريحه لا بأس بها من السكان التي هي اصلاً تعاني من القمع والاستبداد، لتنزل مستوى معيشتها الى ما دون مستوى الكفاف في ظل حرب اقتصادية حظرت على أثرها استيراد الغذاء والدواء والمواد الخام دافعين الجريمة بجريمة اخرى هي الاقرب الى الإبادة الجماعية، مستسهله مقولة "الغاية تبرر الوسيلة" والتي ساهمت في حرمان المواطن من الحقوق الأساسية التي تؤهلهم للبقاء، لتصبح الشعوب على اثرها تحت خط الفقر او يدقون ابوابه، واي غاية تلك التي تبرر قتل ملايين الاطفال مرضاً وجوعاً وغرقاً وثقتها تقارير المنظمات الدولية والحقوقية لما حصل ويحصل الآن في دول عربية واسلامية بحصار لسنوات و بحرب اقتصادية وعقوبات... ؟؟؟
فمن جهة بات تأثير العقوبات مؤلما الى الحد الذي لا يمكن تحمله لا سيما انها تتظافر مع عوامل اخرى لا تقل إيلاماً خصوصاً عندما يعقبها تهاوٍ في العملة وعجز وبطالة وارتفاعاً في الاسعار وانهيار للاقتصاد والتي يصعب الخروج من تبعياتها من ركون وركود لتنذر بشرخ داخل الدولة تجعل المؤيدون قبل المعارضون يتذمرون وقد تنشأ احتجاجات وقودها الجوع وافتقادهم للحياة الكريمة بعدما كانوا للحرية يفتقدون ،ومن جهة اخرى عدّته فئات بارقة أمل ممن ينشدون الحرية والاستقرار رؤية وجدت في امريكا ضمانا وسنداً و حليفاً للخلاص ممن يحكمهم بالحديد والنار ومخلب نمر لتضييق الخناق عليه تمهيداً لاسقاطه لتكتشف تلك انها في حساباته لم تكن سوى ضاحية مهملة من ضواحيه... فهناك ما ثمنه مطامح ومطامع فأينما كانت مصالحهم وجّهوا قبلتهم اليها، ناهيك ان تلك الانظمة كانت قد اكتسبت حصانة من السقوط ونخشى ما نخشاه لاحقاً مناعة من الموت ....!
فمن منطلق القوة لا الضعف كما قد يظن البعض لطالما تبجحت بعبارة " أقصى العقوبات" حيث ترى امريكا ومن أمسى كظلها، ان تقليم الاظافر قد حان لمن كان، وما زال يعاند ويظلم ويكابر بتجفيفها للمنابع وشل الاقتصاد بكل قطاعاته ومنافذه وقطع شريان الدعم والموارد عنه، سياسة لطالما راهنت عليها لكونها هي من تتحكم بمفاصل الاقتصاد العالمي وهيمنة البترودولار، لارغام الخصم على قبول تسوية تخضع لاجندتها، والجلوس بشروطها على طاولة المفاوضات، الا ان ما يماط عنه اللِّثام يبدو اكثر من التدخل لنصرة الشرعية والديمقراطية، بعد ان أمست مسرحاً لأجندات خفيه واطماع اقليمية، استباحت نهب ثروات الدول على اسس متعدده لنكتشف في نهاية المطاف انها مخططات ومؤامرات يجري تنفيذها في اعقاب تعثر جر تلك الدول الى مواجهه عسكريه دون ان يكون لحقوق الانسان اي اعتبار.
فأياً كان القصد منها فوفق مؤشر حقوق الانسان هي تفكيكاً لبنية المجتمع وبنيانه، يخضع لاعتبارات دولية لا لعدالة القضية سارت الشعوب على اثرها على طريق مفروشاَ بحجارة حاده تحت اقدام عارية لم يجدوا سبيلاً لمواجهتها سوى بالصبر، فكان الكسوة والرداء وما التأمت الجراح....! ويبقى الغالب لمن يحقق اهدافها سواء كان ذلك بتغيير الدوله لسلوكها ام بتجاوزها لعصا العقوبات، وهذا ما لمسناه عندما ارتدت العقوبات سلباً على الدولة التي تحاصِر، لتعود ادراجها بخُفّي حُنين، لم تبقي لها حتى ماء الوجه تستنزف نفسها وتستعدي غيرها وتفقد بعض من حلفائها ثم تحصد الخيبة في الاخير، فلطالما كان التوازن الرادع انجازاً يذكر للدولة المحاصَرة على الورق والارض على حدٍّ سواء، حيث وجدت في ازمتها همّة عالية، فنجحت في بناء اقتصاد مقاوم للعقوبات، أغناها عن ذل السؤال، واخرى صبّت في صالح الانظمة الديكتاتورية التي ما تزال على رأس عملها تمارس الاضطهاد و التي تمكنت بدهائها بتثبيت اركانها والالتفاف على مستنقع العقوبات وتجنب الارتدادات والمنعطفات لتقف الشعوب بينهما حائرة امام خيارين لا ثالث لهما اما الموت شنقا او الشنق حتى الموت.....!
فمن كوبا لفلسطين بألف شاهد و دليل على ارهاب العقوبات حيث تشابهت القصص، وان اختلفت التفاصيل فكوبا وقد أمست طليقة الجناحين ، بعد ان تم محاصرتها وفرض العقوبات عليها لاكثر من ستين عاماً بحرب استنزاف وحصار انتهى بأن أعيد لها الاعتبار، فمن كان بالامس يعاقبها بات اليوم شريكاً لها في التطبيع ، وتلك هي أفاعيلهم في فلسطين التي نالت ما نالته من حروب وحصار، وكأنما كتب عليها ان لا تستعيد عافيتها وتقف يوما على بر الامن والامان....من خلال ممارسة الضغط المالي الذي اوشك ان يصيب اقتصادها في مقتل وسياسة الانتهاكات الممنهجة من قبل امريكا وحليفتها اسرائيل المرجع الحقيقي للارهاب والارهابيين ومن يتاجر بحقوق المدنيين ويسعى جاهداً في التخريب، بتحويلهم قطاع غزة ذاك الرقم الصعب و الجبهه الاكثر عسراً في المواجه في نفوس الاسرائيليين لسجن كبير بحصار فاشي بما يزيد عن ثلاثة عشرعاماً براً وبحراً وجواً على مرأى ومسمع من الصديق قبل العدو اللّدود، ليصبح القطاع على أثرها كالجمر تحت الرماد ليشتد الحزام خناقه، مع تزايد القيود والانتهاكات بعقوبات بلا محددات تم وضعها تحت جمل عريضة من المخالفات مستدعية لافتة الحرب على الارهاب و لنشهد مؤخراً ابتزازاً امريكي في حلّته الجديده بالتزامن مع احتفاء العالم بعقد قران عربي-اسرائيلي لم نكن لنشهد له مثيل والذي تمثل بربط شطبها للعقوبات ورفعها كتنظيمات ارهابيه من قائمة الارهاب باقامة تلك الدول علاقات تطبيع مع اسرائيل ومع كل هذا وذاك فعصاهم لم تعد تثير فينا الرهبة ولا حتى بامكانهم بالجزرة الترغيب.......!